ماذا تفعل إذا علمت أن المكنسة الكهربائية الروبوتية يمكن أن تنشر صورك؟

3 دقائق
ماذا تفعل إذا علمت أن المكنسة الكهربائية الروبوتية يمكن أن تنشر صورك؟
حقوق الصورة: شركة آي روبوت. تعديل: إم آي تي تكنولوجي ريفيو العربية.

كشف تقرير استقصائي أجرته مجلة إم آي تي تكنولوجي ريفيو مؤخراً عن تورط شركة آي روبوت (iRobot) الأميركية، أكبر بائع للمكانس الروبوتية في العالم والتي استحوذت عليها شركة أمازون عام 2022، في انتهاك خصوصية المُستخدمين التجريبيين الذين تعاقدت معهم شركة آي روبوت لتجربة منتجاتها قبل طرحها تجارياً، وذلك بهدف تحسين منتجاتها. وكانت المكنسة رومبا إحدى هذه المنتجات الذكية التي تحتوي على كاميرا مدعومة بتقنيات الذكاء الاصطناعي، وذلك عبر نشر صور لقاصر وامرأة تجلس على المرحاض على منصتي فيسبوك وديسكورد. 

ما حقيقة الأمر وكيف وصلت هذه الصور من منازل المستخدمين إلى فضاء الإنترنت؟

أظهر التقرير أن شركة آي روبوت قد استعانت بشركة سكيل أيه آي (Scale AI)، وهي شركة ناشئة تتعاقد مع عمال من حول العالم، لوسم وتسمية بيانات الصوت والصور ومقاطع الفيديو التي تجمعها المكنسة لتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي على تصنيف البيانات، وذلك بهدف تدريبها على التعرف على العالم من حولها، وبالتالي تحسين أدائها في تحديد الأماكن المتسخة والنظيفة.

لكن  هذه الصور تسربت لاحقاً من خلال موظفي الشركة أنفسهم بعد أن أنشأوا مجموعات خاصة على منصتي فيسبوك وديسكورد في خريف عام 2020، لتبادل النصائح حول التعامل مع المدفوعات وتصنيف الأشياء الصعبة.

ما هو تصنيف أو تسمية البيانات؟

هي العملية التي تتم فيها إضافة معلومات وصفية إلى مجموعة البيانات لاستخدامها كمدخلات لنموذج التعلم الآلي المدعوم بالذكاء الاصطناعي.

ما المشكلة أو الأزمة؟

تكمن المشكلة في أن المستخدمين الذين تعاقدت معهم شركة "آي روبوت" لم يتم توضيح الأمر لهم بشكل دقيق، مثل أين ستذهب هذه البيانات ومن سيطلع عليها وهل ستنشر عبر الإنترنت أم لا، باختصار هي أزمة أمن رقمي لهؤلاء المستخدمين.

اقرأ أيضاً: هل تهدد بعض الأجهزة الإلكترونية كـ «المكانس الروبوتية» خصوصية المستخدمين؟

وعلى الرغم من نفي شركة "آي روبوت" مسؤوليتها عن هذه الحادثة وإلغائها التعاقد مع شركة سكيل أيه آي (Scale AI)، فإنها ترى بأن خطوة جمع البيانات تمثل ركيزة أساسية لتدريب خوارزميات الشركة الخاصة بالتعرّف على الأشياء حتى تصبح الروبوتات التي تصممها ذكية وقادرة على مساعدة المستخدمين في تنفيذ مهامها. 

كيف تحمي خصوصيتك من مخاطر المكانس  الأجهزة الذكية؟

مع تنامي دخول الأجهزة الذكية مثل المكانس إلى كل بيت، تتصاعد أهمية الوعي بكيفية حماية خصوصيتك وخصوصية عائلتك لتفادي تسريب البيانات والصور العائلية. فإذا لم تكن تمتلك مكنسة رومبا، ربما لديك جهازٌ ذكيٌّ لمراقبة الأطفال، أو شاشة ذكية، أو براد ذكي.

اقرأ أيضاً: ابحث عن صورك على الإنترنت باستخدام هذا الموقع المثير للذعر

فكيف تحمي نفسك وأسرتك من تجسس هذه المعدات؟ إليك مجموعة من الخطوات التي ستساعدك في تحقيق ذلك:

  1. اقتنِ ما تحتاجه فقط من الأجهزة الذكية: هل أنت بحاجة فعلاً إلى كاميرا مراقبة ذكية في كل غرفة من المنزل؟ بالتأكيد لا تحتاجها في غرفة النوم، تخيل فقط سيناريو تسريب تسجيلات الفيديو من داخل منزلك.
  2. أوقف اتصال بعض الأجهزة بالإنترنت: هل من الضروري أن تكون مصابيح المنزل الذكية متصلة بالإنترنت؟ غالباً لا. إذن اضبط إعدادات كل جهاز على حدة وفق الضرورة. على سبيل المثال، من المهم أن يكون الجرس الذكي للمنزل متصلاً بالإنترنت، لكن لا ينطبق الأمر نفسه على المصابيح. في المقابل، إذا حدث تسريب لبيانات الإنارة في منزلك، لن يكون الأمر بخطورة تسريب صور مكنستك الذكية.
  3. اضبط إعدادات الأجهزة الذكية: عندما تشتري جهازاً ذكياً، اقرأ دليل الاستخدام بعناية، وقم بتعطيل أي ميزة لا تحتاجها. على سبيل المثال، يمكنك ضبط إعدادات المكنسة الذكية حتى لا تقوم بعمل مسح لكامل المنزل، ربما تمنع دخولها إلى غرفة النوم أو الحمام. كما يمكنك تفعيل خيار تشفير البيانات عند مشاركتها عبر الشبكة اللاسلكية أو الإنترنت، في حال توافر هذا الخيار.
  4. اختر الأجهزة من شركات كبرى أو معروفة: ليس المقصود أن منتجات الشركات الجديدة قد تكون أقل جودة، لكن في حال حدوث خرق أمني، غالباً ما تكون الشركات الكبرى أسرع في إعلام المستخدمين واتخاذ إجراءات للحد من تبعات التسريب.
  5. اربط أجهزة المنزل الذكي بشبكة لاسلكية منفصلة: هذا يعني أن تكون حواسيب وهواتف الأسرة متصلة بشبكة لاسلكية منفصلة. من شأن هذه الخطوة أن تقلل من مخاطر اختراق أجهزتك.
  6. تحقق من إعدادات الأجهزة مرة أخرى: بعض الأجهزة الذكية تتيح خيار عدم مشاركة المعلومات مع الشركة، أو تعطيل بعض الميزات فيها التي تعتمد على السحابة الإلكترونية في معالجة البيانات أو تخزينها. استكشف هذه الخيارات وقم بتعطيل ما لا تحتاجه فعلاً.

المحتوى محمي