طالت أزمة كورونا طريقة العمل كما نعرفها؛ وغيّرت مفاهيمنا لفكرة الذهاب إلى المكتب وطريقة تواصلنا مع الزملاء والموردين والعملاء والشركات. كما فرضت علينا إعادة التفكير في المهارات الرقمية الجديدة التي يتوجب على العاملين اكتسابها بما يؤهلهم لخوض هذه المرحلة من عدم اليقين.
وفي إطار تغطيتنا المستمرة لأزمة كورونا وللمواضيع المتعلقة بمستقبل العمل، أجرت رئيسة تحرير منصة إم آي تي تكنولوجي ريفيو العربية، التي تصدر بالشراكة مع مؤسسة دبي للمستقبل، ضيا هيكل حواراً مباشراً مع الأستاذ بشار كيلاني، المدير الإقليمي لشركة آي بي إم في الشرق الأوسط، تم خلاله مناقشة مستقبل العمل والتعليم، والكيفية التي تسهم بها التكنولوجيا في تطويرهما ضمن الظروف المُزعزِعة التي يمر بها العالم.
تشير الإحصائيات اليوم إلى أن 80% من القوى العاملة تعمل من المنزل، وهناك من يرى صعوبة في العمل عن بعد من ناحية التركيز وتنظيم الوقت بين المنزل والعمل، بل إن البعض يعتبره أمراً مؤقتاً، فهل برأيك وصلنا فعلاً إلى مرحلة تحوّل لا رجعة عنها في تبني أسلوب العمل عن بعد؟
أتفق معك أنه تحوّل سيأخذنا إلى عالم جديد مختلف تماماً عما كنا نعيشه في الأسابيع أو الأشهر الماضية؛ ففي شركة آي بي إم، نجحنا خلال فترة قصيرة جداً في متابعة 90% إلى 98% من المشاريع التي نعمل عليها عن طريق العمل عن بعد. مما منح مشاريعنا منعة وجاهزية وساعد في تسريع التحوّل والتأقلم مع الوضع الجديد.
وفي العصر الرقمي الذي نعيش فيه، هناك الكثير من المهارات الضرورية في العمل، منها المهارات الرقمية والناعمة من قبيل القدرة على العمل عن بعد وكيفية التواصل. ويتطلب تبنّي نموذج العمل عن بعد تغييراً في أنظمة العمل، وتغييراً في طريقة استخدام البنية التحتية للاتصالات، وفي الطريقة التي تتمكن من خلالها الطواقم أن تشكل فرقَ عمل جديدة في داخل المؤسسة وخارجها، وتغييراً في كيفية إجراء التعاملات الرقمية بكل أشكالها سواء مع العملاء أو مع الزملاء داخل المؤسسة. وقد شهدت هذه التغييرات تسارعاً كبيراً في الأيام والأسابيع الماضية. لذلك فإن إتقان القوى العاملة لهذه المهارات هو من أساسيات وبديهيات العمل في المستقبل.
برأيك، ما أهم التحديات والفرص أمام الشركات فيما يتعلق بالعمل عن بعد؟
طبعاً، أي عالَم جديد يتضمن فرصاً كبيرة. وإذا ما نظرنا إلى تطورات الأعمال في السنوات السابقة، سنجد أنه كلما حدث ظرف معين أو ظهرت تكنولوجيا جديدة، تنشأ معها فرص جديدة وإمكانيات مختلفة للتعاون والتواصل، وتولد فرص عمل ووظائف ومهن جديدة لم تكن موجودة في السابق.
واليوم في عصر الثورة الصناعية الرابعة، فإن معظم المهارات التي نركّز عليها هي مهارات رقمية، وطريقة تعلّم هذه المهارات تختلف عن الطرق التي اعتدنا عليها سابقاً؛ فقد أجرت شركة آي بي إم دراسة في شهر نوفمبر من عام 2019 عن أهمية التحول في المهارات في العصر الرقمي، وتوصلت إلى نتيجة مثيرة للاهتمام: هناك 120 مليون وظيفة تحتاج إلى إعادة تأهيل أو تدريب في السنوات الثلاثة القادمة حتى تتمكن من التكيف مع المناخ الرقمي الجديد. وهذا يدل على وجود نقص كبير في المهارات الرقمية وطريقة التدريب والتطوير المهني القائمة.
وأنا أعتقد أن التطور سيكون تدريجياً؛ فالأطباء مثلاً سيستخدمون المهارات الرقمية في عملهم، مما سيجعلهم أكثر كفاءة وإنتاجية. ونلاحظ أنهم قد بدؤوا يتعاملون بالفعل مع البيانات بشكل كبير؛ فأصبحت لديهم إمكانية تقديم الخدمات الطبية عن بعد على سبيل المثال. وبالقياس على ذلك، يمكن القول إن جميع المهن سوف تتأثر بالتحول الرقمي ووباء كورونا، وربما المهنة التي تقومين بها اليوم كرئيسة تحرير تعرضت لتغيير كبير في الأسابيع الماضية باستخدام التكنولوجيا والمنصات التي تعملين عليها. فاليوم أصبح لدى الجميع من إداريين ومهنيين ومهندسين أدوات رقمية يستخدمونها لزيادة الفعالية والكفاءة.
ومن ناحية أخرى، سيضعف الاعتماد على المهن التي تتضمن تراتبية وتكراراً في الإجراءات؛ إذ يمكن أتمتة هذه المهن بشكل رقمي بحيث تتم تأديتها بشكل أفضل وأسرع باستخدام التكنولوجيا. وفي المقابل، هناك عدد كبير من المهن والوظائف الجديدة التي ستظهر إلى الوجود. ولدينا إحصائية تقول إن 60% من الوظائف في عام 2030 ستكون جديدة تماماً ولم نعرفها من قبل، لكن معظمها سيكون في مجال علوم البيانات. وأعتقد أن علوم البيانات والحاسوب والذكاء الاصطناعي ستكون من أهم العلوم التي سندعم بها الوظائف الجديدة ونحسّن ونغيّر بها الوظائف الحالية. وبكلمات أخرى، ستكون هي الأساس في مهن المستقبل.
قلتَ إن هناك عدة وظائف ستتم أتمتتها بشكل أسرع، هلا ذكرت لنا بعض الأمثلة؟
ستدخل الأتمتة إلى أي وظيفة فيها تكرار إجراءات، مثل السائق والمحاسب وغيرها من الوظائف التي يمكن إنجازها بشكل أسرع عن طريق الأتمتة أو البرمجة والتكنولوجيا. أما الوظائف التي تتضمن نوعاً من التفكير الخلّاق والنقدي، فسوف تستخدم التكنولوجيا لتصبح أكثر كفاءة وفعالية في المستقبل.
أعتقد أنه سيكون هناك الكثير من المهن الجديدة في المستقبل. ولنأخذ درساً من التاريخ؛ فاختراع السيارة لم يستبدل الحصان والعربة فقط، وإنما أنشأ مهناً جديدة مثل سائق السيارة ومصمم السيارة والعاملين في صيانتها. وعلاوة على ذلك، تشكلت سلاسل التوريد وتأسست محطات البنزين. كما أثر هذا الاختراع على تخطيط المدن؛ فاختلف التخطيط العمراني تماماً بسبب وجود السيارات، وتغيرت الشوارع ونشأ تواصل بين المدن. أي إن اختراع السيارة قد خلق مجموعة وظائف كثيرة تختلف عن الوظائف التي كانت موجودة قبلها، من حيث كونها تحتاج إلى مهارة أعلى ومستوى تعلم أعلى. كما أن أثراً مثل هذا الاختراع لم يتوقف فقط على مجال النقل بل امتد ليشمل مختلف مجالات الحياة.
ففي عصر الثورة الصناعية الرابعة والأتمتة والرقمنة، ستكون معظم المهن التي ستنشأ خلال السنوات العشر أو العشرين القادمة في المجال الرقمي.
ما أهم التقنيات التي ستسهم في تنظيم العمل عن بعد من وجهة نظرك؟
سواءً عملنا من المنزل أو من المؤسسة، فإن الأمر الأهم هو المهارات الرقمية. ويمكن تقسيم المهارات الرقمية إلى قسمين: الأول هو المهارات التقنية التي تشمل تقنية البيانات وعلوم البيانات والذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني، والقسم الآخر هو المهارات الناعمة أو المهنية التي تشمل مهارات التواصل والنقد الخلاق والتفكير النقدي والتعاون والعمل عن بعد وروح الفريق. وتعتبر هذه المهارات من الأساسيات التي يتطلبها أي عمل. وسواء كنت تعمل من داخل المؤسسة أو من المنزل، فأنت مضطر للعمل مع فريق قد يكون أعضاؤه موزعين في بلدان مختلفة وينتمون إلى ثقافات مختلفة.
وخلال أسابيع قليلة، أحدثت أزمة كورونا تغيراً كبيراً في طريقة عملنا وأصبحنا نستخدم المنصات الرقمية وهذه المهارات بشكل دائم ويومي، ونشأت لدينا ثقافة جديدة في العمل تتبنى هذه المهارات وتقوم عليها. ومن المثير للاهتمام أن هذه الثقافة قد أصبحت عالمية لأن كل دول العالم تقريباً دخلت في نفس الأزمة.
وفي العالم الرقمي اليوم، نعتمد على مهارات عمرها الافتراضي قصير جداً؛ ففي السابق، كان العمر الافتراضي لمهارة مثل تعلم لغة برمجة أو تطبيق معين يبلغ ما بين عشرة إلى عشرين سنة. أما اليوم، فنحن في حاجة لتعلّم مهارات جديدة بشكل دائم وسريع. لذلك أصبحت ثقافة التعلّم مختلفة، وأصبحت ثقافة العمل عن بعد والعمل الرقمي تعتمد على التعلم المستمر والمستدام.
في ضوء حديثك، هل تعتقد أن مفهوم الجامعة سيتغير؟
أجزم اليوم أن التعليم المدرسي والجامعي بعد كورونا أصبح مختلفاً عما كان عليه قبلها. وأنا أعتقد أننا سنعتمد على التعليم عن بعد بشكل أكبر. لذلك نرى اليوم أن الجامعات والمؤسسات قد اكتسبت ثقافة جديدة في التعليم تعتمد على التعلم الدائم والمستمر في جميع المراحل. كما يمكن أن يتوجه الأشخاص إلى تحصيل شارات رقمية باستخدام منصات المناهج والمساقات التدريبية عبر الإنترنت للحصول على شهادة تثبت إكمالهم لمسار تدريبي معين عوضاً عن السعي للحصول على شهادة جامعية. حيث تمكنهم هذه الشارات الرقمية من الحصول على وظائف في كبرى الشركات. وربما أصبحت قيمة هذه المساقات والشارات الرقمية أهم من قيمة الشهادات العادية.
وبناء على ذلك، سيتغير أيضاً المسار المهني؛ فقد تعلمنا سابقاً أن هناك مسارين، هما: الياقة البيضاء أو الأعمال المكتبية، والياقة الزرقاء أو الأعمال الميدانية. لكن اليوم في العصر الرقمي، هناك ما نسميها في آي بي إم: الياقة الجديدة، وهي التي تعبر عن الأشخاص المتعلمون في العالم الرقمي الذين يمتلكون خبرات في علوم البيانات أو الذكاء الاصطناعي أو الحوسبة السحابية أو الأمن السيبراني. وهذه هي الخبرات المطلوبة اليوم في مجال الأعمال والمؤسسات سواء أكانت محلية أم عالمية.
بما أننا نتكلم عن اكتساب مهارات جديدة، هل تعتقد أن الشركات التقنية ستعمل على فهم الحالة النفسية الجديدة للأشخاص في البيئات الجديدة، على سبيل المثال من خلال تحسين جو العمل للموظف أو تطوير طرق لإبقاء تركيز الطالب في المحاضرة أونلاين؟
إنها ثقافة عمل وتعلّم جديدة. وفي آي بي إم -وبالتعاون مع منطقة 2071 (AREA2071) ومؤسسة دبي للمستقبل- قمنا بإطلاق مبادرة نسميها الأمة الرقمية DIGITAL NATION، وهي منصة متكاملة تُعنى بثقافة التعلم الجديدة في المؤسسات التي تتحول رقمياً. وتوفر هذه المنصة مساقات تعلم للمهارات التقنية التي تحدثنا عنها مثل الذكاء الاصطناعي وعلوم البيانات. كما تحتوي على مساقات لتعليم المهارات الناعمة، مثل التواصل والتعامل عن بعد وروح الفريق، وغيرها من الجوانب النفسية التي تدخل في مجال تخطيط المسار المهني بشكل تتكامل فيه جميع المهارات مع بعضها البعض.
كما تضم المنصة قسماً يركّز على خلق فرص عمل جديدة ووظائف جديدة؛ بحيث عندما ينهي أحد المتدربين عدداً معيناً من المسارات التعليمية والمشاريع، فإنه يستطيع الحصول على شارة رقمية تمكنه من الحصول على عمل جديد أو ترقية. وبالتالي تشكل هذه المنصة ثقافة متكاملة تهتم باستمرارية التعليم والمهارات الناعمة والمهارات التقنية وربطها بما تحتاجه المؤسسة من مهارات. وبالتعاون مع AREA 2071 ومؤسسة دبي للمستقبل، قمنا الآن بتوفير هذه المنصة للمؤسسات والشركات التي تتواصل مع AREA 2071 أو آي بي إم مجاناً حتى نهاية شهر أغسطس على الأقل. مما يمكّنهم من استغلال هذه الفترة في تعلّم المهارات الجديدة والتواصل وخلق البيئة المناسبة التي ستساعدهم في تسريع عملية التحول الرقمي.
هل يتم تطبيق مبادرة الأمة الرقمية في دول أخرى على مستوى العالم؟
نعم، يتم تطبيقها في الكثير من الدول. ولكن أعتقد أنها مميزة بشكل خاص في الإمارات العربية المتحدة وخاصة في AREA 2071 ومؤسسة دبي للمستقبل، حيث يوجد شغف بالريادة والتحول الرقمي والتركيز على بناء الثقافة الصحيحة التي تساعد في تسريع التحول الرقمي وبناء المهارات والثقافة المناسبة. لذلك أعتقد أنه في ظل هذه الأزمة قد تتعاظم فائدة استخدام منصة الأمة الرقمية.
هل تم تطوير هذه المنصة استجابة للأزمة الحالية أم تمثل مشروعاً تعملون عليه من قبل؟
هي في الحقيقة تراكم خبرات شركة آي بي إم لسنوات وعقود في بناء المهارات التقنية والمهنية. وعلى سبيل المثال، من المهم في ظل هذه الجائحة أن تتوافر لدينا مهارة بناء محرك الدردشة (تشات بوت)؛ فتطوير هذا المحرك لا يحتاج الى مهندس ولا حائز على شهادة دكتوراة، وإنما يستطيع أي شخص أن يطوره بعد اتباع مسار تعليمي بسيط عبر الإنترنت. وهذه مهارة مطلوبة في جميع المؤسسات، أنا لا أتخيل مؤسسة اليوم لا تستفيد من محرك دردشة سواء في نظامها الداخلي أو في تعاملها مع الجمهور.
وبناء على ذلك، يمكن قياس الكثير من المهارات المطلوبة في عملية التحول الرقمي والتي يمكن أن يتعلمها الناس بسهولة، ومن هذه المهارات تلك المتعلقة بعلوم البيانات وتصنيف البيانات واستخراج المعلومات المناسبة من البيانات؛ فهذه المهارات مطلوبة في الطب والهندسة والطيران وتجارة التجزئة والمصارف، وإذا كان لديك الخبرة والشهادة، فأنت تملك المهارات المطلوبة لمهنتك وتطويرها، مما يفتح لك مجالات للترقية والعمل داخل المؤسسة وخارجها.
لقد ذكرت الياقة الجديدة، هل ترى دوراً للشركات التقنية الناشئة بالتعاون مع المؤسسات التعليمية للعمل على مسارات تعليمية جديدة أو على تطوير طريقة تعليم جديدة؟
نلاحظ اليوم أن المؤسسات التعليمية والشركات الكبرى تتشارك مع بعضها في تصميم المناهج؛ فالكثير من خريجي الجامعات يمتلكون المهارات المطلوبة في مجالات معينة نتيجة التحاقهم بمسارات تعليمية خلال دراستهم الجامعية. ونحن في آي بي إم تعاونّا مع وزارة التربية والتعليم في دولة الإمارات من أجل توفير بعض المسارات والمناهج الموجودة على منصة الأمة الرقمية لطلاب الصفوف المتقدمة في المدارس. كما أن هناك مبادرات عديدة للتعاون مع الجامعات لاستخدام هذه المنصة أو أجزاء منها بما يتناسب مع حاجة الجامعات.
الرسالة التي أحب إيصالها هي أن التعليم سيتغير وثقافة التعليم ستتغير، وسيصبح اعتمادنا في تعلم المهارات الحديثة عبر المنصات الكبرى أكبر من اعتمادنا على المسارات والمناهج التقليدية.
نمر اليوم في أزمة توظيف وأزمة تخوّف من فقدان الوظائف، ويضاف إلى ذلك الحديث المتكرر حول استيلاء الذكاء الاصطناعي على الوظائف. بماذا تنصح العاملين؟ وما المهارات التي يجب أن نعمل على اكتسابها -كعاملين في القطاعات المختلفة- حتى نكون مقبلين على المستقبل بثقة أكبر؟
كما ذكرت سابقاً، كان العمر الافتراضي للمهارة بين 10-15 سنة، أما اليوم فهو لا يتجاوز 5 سنوات وربما 3 سنوات فقط. ووفقاً لدراسة أجرتها آي بي إم، فإن الموظف كان يحتاج إلى 3-4 أيام في السنة لتحسين مهاراته الرقمية في عام 2014، بينما وصل عدد الأيام اللازمة للتدريب على المهارات الجديدة في عام 2018 إلى 36 يوماً في السنة. أي إنه خلال أربع سنوات، تضاعف الوقت اللازم للتدرب على المهارات الجديدة الضرورية عشرة أضعاف. وينبغي علينا جميعاً أن نتمسك بثقافة التعلم المستمر والدائم؛ حيث نستطيع تطبيق هذه الثقافة من خلال التعلم عن طريق العمل وعن طريق المنصات الموجودة والمؤتمرات والمسارات الجامعية.
ويجب أن نركّز عملية التعلم على العلوم الجديدة مثل علوم البيانات والذكاء الاصطناعي، الذي أحب أن أطلق عليه الذكاء الداعم وليس الذكاء الاصطناعي؛ لأنه يدعم الكفاءة والإنتاجية لدى الموظف والطبيب والمهندس ورئيس التحرير ويجعلهم يؤدون أعمالهم بشكل أفضل مع استخدام الذكاء الاصطناعي وعلوم البيانات. ونحن نمارس هذه الثقافة في منصة الأمة الرقمية؛ حيث نعمل بشكل دائم على تجديد المحتوى وتحديث المهارات التي تحتويها؛ لأنها ستكون جزءاً من ثقافة التعلم المستمر في المسارات المهنية ذات الياقة الجديدة.
ما نصيحتك لأصحاب القرار ومدراء الشركات والأقسام الساعين إلى التحوّل الرقمي الذي أصبح أكثر إلحاحاً من أي وقت مضى؟ ما أفضل التقنيات التي ينبغي أن يستثمروا فيها حتى يكونوا جاهزين لمستقبل العمل؟
أعتقد -بلا أدنى شك- أنهم يجب أن يستثمروا في علوم البيانات؛ نظراً لأهميتها في استخراج المعلومات من الكم الهائل من البيانات المتوافرة اليوم على نحو يسهِّل عمل أصحاب القرار. ففي عالم اليوم، ينبغي على أصحاب القرار أن يتخذوا قرارات سريعة بناءً على معلومات دقيقة وعميقة وصحيحة. وكلما توافرت هذه المعلومات بشكل أسرع وأفضل، كان قرارهم أكثر صواباً وطريقة تعاملهم أكثر نجاحاً. وفي الوقت الحالي، تشكل البيانات جزءاً هاماً من أي عمل أو قطاع، واستخدامها بالشكل الأمثل هو ما يميز إدارة عن أخرى ومدير عن آخر وصاحب قرار عن آخر.