ما السيناريوهات المحتملة لحل أزمة حظر بيع ساعات آبل في الولايات المتحدة؟

بدءاً من 21 ديسمبر/كانون الأول عام 2023، جمّدت شركة آبل بيع أحد منتجاتها الاستهلاكية الأكثر شعبية في العالم عبر موقعها الإلكتروني في الولايات المتحدة، وسحبت منتجها من رفوف المتاجر الفعلية في سوقها المحلية. جاء ذلك قبل عدة أيام من دخول قرار مركز التجارة الدولية في الولايات المتحدة، بحظر بيع ساعات آبل الذكية (Apple Watch) في المتاجر الأميركية، حيز التنفيذ. فما سبب الحظر؟ وما الإجراءات التي اتخذتها آبل بخصوص القرار؟ إليك المزيد من التفاصيل.

لماذا حُظِرت ساعات آبل؟

بدأت القصة عام 2020، عندما رفعت شركة التكنولوجيا الصحية في كاليفورنيا ماسيمو (Masimo)، وهي شركة لتصنيع الأجهزة الطبية، دعوى قضائية ضد شركة آبل اتهمتها فيها بانتهاك براءة الاختراع لإحدى تقنياتها، وهي جهاز استشعار لقياس التأكسج النبضي (SpO2)، يُستخدم لقياس كمية الأوكسجين، حيث ادّعت أنها عملت مع شركة آبل على الجهاز، ولكنها عوضاً عن ذلك "اصطادت" بعض موظفيها الرئيسيين واستخدمتهم لإعادة إنشاء التقنية داخل آبل، أي أنها انتهكت براءات اختراع الشركة في هذه العملية.

في أكتوبر/تشرين الأول عام 2023، أقرت مفوضية التجارة الدولية (ITC) أن شركة آبل انتهكت براءات اختراع لتقنية قياس التأكسج النبضي التي قدّمتها شركة ماسيمو، وأمرت عملاق التكنولوجيا آبل، بسحب الإصدار الأحدث من ساعة آبل، آبل ووتش سيريس 9 (Apple Watch Series 9)، وآبل ووتش ألترا 2 (Apple Watch Ultra 2)، ليكون 24 ديسمبر آخر يوم يُسمح به بشراء آبل ووتش من متاجر آبل، بينما يدخل قرار محكمة الاستئناف الفيدرالية المؤقت لحظر المبيعات والاستيراد، حيز التنفيذ رسمياً في 26 ديسمبر، أي أن الشركة لم تعد قادرة على استيراد وبيع أحدث طرازات آبل ووتش في الولايات المتحدة.

موقف الحكومة الأميركية

أمهلت مفوضية التجارة الدولية الحكومة الأميركية حتى 25 ديسمبر، أي 90 يوماً لمراجعة وإلغاء الحظر، إلّا أن حكومة بايدن أصدرت بياناً رسمياً قالت فيه على لسان الممثل التجاري الأميركي كاثرين تاي (Katherine Tai)، إنها قررت عدم التراجع عن قرار مفوضية التجارة الدولية، ليكون القرار نافذاً في 26 ديسمبر. مع العلم، أن الحكومة الأميركية كانت قد استخدمت حق النقض ضد حكم لجنة التجارة الدولية قبل عشر سنوات، حين ألغت إدارة أوباما الحظر المفروض على أجهزة آيفون وآيباد وسط نزاع آيفون مع شركة سامسونج، إلّا أن الاختلافات الرئيسية في قضية اليوم هي أن شركة ماسيمو الطبية شركة أميركية، خلافاً لسامسونج.

هل ينطبق هذا على منتجات آبل جميعها؟

يؤثّر الحظر فقط في متاجر آبل بالولايات المتحدة، وحصراً على آبل ووتش سيريس 9، وآبل ووتش ألترا 2، أي لا يزال بالإمكان شراء الإصدار الجديد الذي ظهر منذ نحو عام، آبل ووتش إس إي (Apple Watch SE) من المتاجر الأميركية، كما لا تزال منتجات آبل جميعها معروضة للبيع في أماكن أخرى، ومتاحة من تجار التجزئة الآخرين، مثل أمازون (AMZN.O) وتارغيت (Target) ووولمارت و(Walmart) وبيست باي (Best Buy)، أي يمكن شراؤها من العملاء.

ما الإجراءات التي اتبعتها آبل؟

بالنسبة لشركة آبل، ثمة 3 خيارات قانونية متاحة أمامها، وهي:

أن يبقى الحظر سارياً، بحيث لا يمكن لآبل بيع الساعتين مرة أخرى.
تستأنف المبيعات بإلغاء الحظر وعودة الأمور إلى ما كان عليه قبل الحظر.
التوصل إلى اتفاق بشأن براءات الاختراع بين الشركتين، مثل قيام شركة آبل بدفع ثمن براءات الاختراع أو حتى شراء ماسيمو.

أمّا من الناحية الفنية، فأمام شركة آبل أحد الخيارين:

إجراء تغييرات برمجية على مستشعر الأوكسجين في الدم في كلتا الساعتين.
تعطيل المستشعر على الأجهزة المستوردة.

لكن شركة آبل قد تلجأ لبعض المراوغة، حيث قدّمت استئنافاً لرفع الحظر، وحصلت في 31 ديسمبر على وقف مؤقت للحكم من محكمة الاستئناف الدولية ما سمح لها باستئناف مبيعات ساعاتها الذكية، حيث قالت الشركة إنها طوّرت تحديثاً برمجياً من شأنه أن إزالة الميزات التي تنتهك براءات الاختراع، وأنه قدّمته لهيئة الجمارك وحماية الحدود الأميركية، وتنتظر الموافقة عليه على أمل استئناف بيع ساعاتها المحدثة بعد صدور القرار في 12 يناير/كانون الثاني من 2024.

قالت شركة آبل: "نحن نختلف بشدة مع قرار المفوضية الأميركية للتجارة الدولية (USITC) وأمر الاستبعاد الناتج عنه، ونسعى إلى اتباع مجموعة من الخيارات القانونية والفنية لضمان إعادة آبل ووتش سيريس 9 وآبل ووتش ألترا 2 إلى العملاء في الولايات المتحدة في أقرب وقتٍ ممكن".