لماذا يحتاج هاتف الأندرويد إلى مضادات فيروسات؟

3 دقائق
لماذا يحتاج هاتف الأندرويد إلى مضادات فيروسات؟
حقوق الصورة: shutterstock.com/bangoland

يفكر الكثيرون من حاملي الهواتف التي تعمل بنظام أندرويد بتنصيب برنامج مضاد للفيروسات بهدف حمايته من الفيروسات والبرمجيات الضارة. من ناحية أخرى، يتمتع نظام الأندرويد بمستوى عالٍ من الأمان، فهل يحتاج الهاتف إلى مضاد للفيروسات؟

مستوى الأمان في نظام أندرويد

يتمتع نظام أندرويد بمستوى عالٍ من الأمان، إذ لا يسمح بوصول الفيروسات إلى الهواتف أو الأجهزة اللوحية. ومن جهة أخرى، يوجد في نظام أندرويد الكثير من الثغرات الأمنية التي تسمح بمرور البرامج الضارة (مثل برامج التصيد الاحتيالي وبرامج الفدية وأحصنة طروادة وبرامج التجسس وغيرها) التي تنتظر التثبيت، لكن يتم تصحيح هذه الثغرات باستمرار، ولهذا السبب تجب متابعة التحديثات الأمنية وتنصيبها دائماً.

مصادر البرمجيات الضارة

إن مسارات الإصابة عبر البرامج الضارة على الأجهزة المحمولة عديدة ومتنوعة، ولكن فيما يلي بعض الأمثلة على أكثرها شيوعاً:

  • يمكن تضمين البرامج الضارة في موقع ويب أو على شبكة واي فاي ضارة تترك وراءها تعليمات برمجية لإعادة توجيه الروابط إلى مواقع مشبوهة. هدفها هو إقناع المستخدم بإدخال بيانات خاصة به، ما يتيح لمجرمي الإنترنت سرقة المعلومات الخاصة به.
  • يمكن تثبيت برامج الإعلانات المتسللة على التطبيقات التي تلتقط البيانات من أجزاء أخرى من الهاتف. يمكن بعد ذلك استخدام هذه المعلومات للإضرار بالمستخدم.
  • تمكن إضافة البرامج التطبيقية إلى الجهاز من خلال مواقع الويب أو التطبيقات الأخرى التي تعمل في الخلفية، إما لسرقة المعلومات أو لاستخدام طاقة الجهاز والاتصال بالشبكة لمعالجة المعلومات، مثل تعدين العملات المشفرة أو تنفيذ هجمات على موارد الويب الأخرى.
  • يمكن أن يؤدي تنزيل التطبيقات من مواقع أخرى غير متجر جوجل أو المواقع الرسمية الخاصة بها إلى استبدال التطبيقات بأخرى مقلدة تحمل برامج احتيالية.

اقرأ أيضاً: 3 نصائح بسيطة لتجنب الوقوع ضحية برمجيات الفدية

كيف تقف أنظمة أندرويد في وجه الفيروسات والبرمجيات الضارة؟

الفيروس عبارة عن جزء صغير من التعليمات البرمجية التي يمكنها تثبيت نفسها تلقائياً، وتكرار نفسها، والانتقال إلى جهاز آخر. لكن أنظمة أندرويد تمنع أي برمجيات من تثبيت نفسها تلقائياً، وذلك لوجود نموذج "إذن المستخدم". 

يعني ذلك أنه لا يمكن تثبيت أي تطبيق دون موافقة المستخدم الذي لديه الإذن بتثبيت التطبيقات. بمجرد التثبيت، يمكن لهذا التطبيق الوصول إلى البيانات والملفات الخاصة، لذا لا يمكنه نسخ نفسه في مكان آخر. حتى لو تم نقله إلى مستخدم آخر، فإنه يخضع لنفس القيود. 

تحاول البرامج الضارة عادةً جمع بيانات عشوائية عن المستخدم من تطبيقات أخرى ثم ترسلها مرة أخرى إلى خادم مركزي. بعض البيانات المجمّعة غير ضارة، لكن بعضها الآخر حساس مثل بيانات البطاقة الائتمانية. لذا ما يجب الانتباه منه هو البرامج الضارة وليس الفيروسات. 

جوجل بلاي بروتكت

للتخلص من البرمجيات الضارة وإبعادها عن الهاتف صمم المبرمجون تطبيقات تابعة لجهات خارجية لحماية الهاتف. لكن يوجد على هواتف الأندرويد أداة مناسبة لفحص البرامج الضارة هي "جوجل بلاي بروتكت" (Google Play Protect).

تعمل الأداة على فحص التطبيقات التي تم تنزيلها وتثبيتها من متجر جوجل، وتفحص بانتظام كل تطبيق تابع لجهة خارجية مثبت على الهاتف، وتبلغ المستخدم مباشرةً بوجود أي شيء مريب، وتحمي التصفح على كروم.

اقرأ أيضاً: ما الفرق بين برامج مكافحة الفيروسات وجدار الحماية؟

تحديثات الأمان الشهرية

لتجاوز الثغرات الأمنية التي تسمح بمرور البرامج الضارة وتصحيحها باستمرار، تجب متابعة التحديثات الأمنية الشهرية شديدة الأهمية، وتنصيبها دائماً.

ماسح البرمجيات الضارة 

زودت جوجل أيضاً الهواتف بماسح ضوئي للبرامج الضارة كجزء من حزمة خدماتها، ويعد هذا كافياً لحمايتها.

لماذا يحتاج هاتف أندرويد إلى مضادات فيروسات إذاً؟

على الرغم من ذلك، يرى البعض أنه يجب الحصول على برامج مضادة للفيروسات، لأنه كلما زاد عدد الدفاعات التي يتعين على المجرمين التغلب عليها، كان ذلك أفضل. ويجب اتباع نهج متعدد الطبقات لحماية الأجهزة والبرامج والأنظمة وإيجاد حلول ذكية مثل اتباع نهج أكثر جدية في إدارة كلمات المرور.

من الأفضل أيضاً استخدام برامج الحماية التي تعتمد التعلم الآلي لتطوير خوارزميات الذكاء الاصطناعي التي تتعرف على التعليمات البرمجية الضارة وتوقفها قبل أن تعمل، كما أنها تحمي الحواسيب والهواتف الذكية من البرامج الضارة التي لم تتم كتابتها بعد.

توفر شركة سامسونج أيضاً عبر أداة "سامسونج نوكس" (Samsung Knox) طبقة أخرى من الحماية، سواء لفصل بيانات العمل أو البيانات الشخصية، ولحماية نظام التشغيل من التلاعب. وبذلك يمكن الحد من تأثير تهديدات البرامج الضارة المتوسعة.

اقرأ أيضاً: كيف تحمي بريدك الإلكتروني من رسائل التصيد الاحتيالي؟

باختصار، يمكن الاكتفاء بإجراءات الأمان المتوفرة على نظام أندرويد بشرط تحميل التطبيقات من متجر جوجل، والابتعاد عن مواقع الويب غير الموثوقة، والانتباه لعدم الضغط على الروابط المشبوهة في رسائل البريد الإلكتروني. ولا داعٍ لتنزيل تطبيق مضاد للفيروسات إلّا إذا كان هاتف الأندرويد لا يحوي متجر جوجل، أو إذا كان قديماً ولم يعد يتلقى تصحيحات الأمان أو أنه يحمّل التطبيقات بانتظام من مصادر غير موثوقة.

المحتوى محمي