إن البحث عن الطفرات التي تُعطي قوى طبية خارقة قد أدى إلى ظهور أشخاص يتمتّعون بالمقاومة للإصابة بأمراض الكبد، حتى لو كانوا يشربون الكحول بكميات كبيرة.
وتقول شركة ريجينيرون (Regeneron Pharmaceuticals) المتخصصة بالتكنولوجيا الحيوية بأنها وجدت أشخاصاً قد تعرّضوا لإحدى الطفرات الوراثية والتي يبدو أنها جعلتهم مقاومين للإصابة بمرض "الكبد الدهني" الذي ينتشر في الولايات المتحدة نتيجة للإدمان على الكحول والإفراط في تناول الطعام.
وتقول الشركة بأنها ستدخل في شراكة مع شركة ألنايلام (Alnylam Pharmaceuticals) المتخصصة في تنظيم التعبير الجيني لإعداد أدوية تحاكي هذا التأثير.
وتدير شركة ريجينيرون إحدى أكبر عمليات التسلسل الجيني في العالم بالشراكة مع نظام جايسينجر الصحي (Geisinger Health System) الذي يعمل في شبكة كبيرة من المستشفيات.
وتمتلك الشركة أيضاً شفرات الحمض النووي والسجلات الطبية لآلاف المتطوعين.
ويمكن للبحث عن قوى وراثية خارقة أن يؤدي بسرعة إلى تطوير أدوية جديدة، مثل الدواء القوي لخفض الكوليسترول الذي يتم بيعه بالفعل من قبل شركة ريجينيرون.
في هذه المرة، قامت شركة ريجينيرون بتحليل الحمض النووي ومستويات الدم والسجلات الإلكترونية لـ 46544 متطوعاً للبحث عن أي ارتباطات بتلف الكبد.
وقد قامت بالتركيز على جين يسمى HSD17B13. إذ وجدوا أن الأشخاص الذين يفتقرون إلى نسخة عاملة من هذا الجين لديهم احتمال أقل بنسبة 73 بالمئة للإصابة بتليّف الكبد بسبب شرب الكحول، ونصف هذه النسبة للإصابة بأنواع أخرى من تليّف الكبد.
ومن غير الوضح تماماً كيفية عمل هذا التأثير الوقائي. لكن الشركتين المتخصصتين بالتكنولوجيا الحيوية تقولان بأنهما ستحاولان الآن إعداد دواء لعلاج مرض الكبد الدهني.
ويعاني حوالي ربع الأميركيين من هذ المرض، وفقاً لتقرير نشره العلماء في شركة ريجينيرون في مجلة نيو إنجلاند جورنال أوف ميديسن (New England Journal of Medicine) في 21 مارس.
ويعدّ الكبد الدهني مرضاً مزمناً ولكنه ليس خطيراً بشكل دائم. وتقول الشركتان بأنها تبحثان عن علاج لنوع محدد يسمى التهاب الكبد الدهني غير الكحولي (NASH) والذي من المرجح أن يؤدي إلى فشل الكبد.
وترتبط مشاكل الكبد بزيادة الوزن، لذلك يمكن أن يؤدي فقدان الوزن إلى إبطاء حدوثها. وبالنسبة لأولئك الذين لا يستطيعون التخلّص من الوزن الزائد، فقد تتوصل شركة ريجينيرون في النهاية إلى قوة خارقة يمكنك شراؤها في عبوّة دوائية.