تعرف على الفلسطيني جمال شختور وابتكاره لحقيبة ظهر إلكترونية إسعافية

3 دقائق
مبتكرون دون 35: تعرف على المبتكر الفلسطيني جمال شختور واختراعاته الطبية
جقوق الصورة: إم آي تي تكنولوجي ريفيو.

نشأته ودراسته الأكاديمية

حصل جمال شختور على جائزة مبتكرون دون 35 من إم آي تي تكنولوجي ريفيو لعام 2021، وهو مولود في مدينة بيت لحم الفلسطينية. انقطع عن الدراسة وهو في الصف العاشر لمساعدة عائلته مادياً، فعمل كمراسل في أحد البنوك في الفترة الصباحية، وعامل في محل بيع وصيانة أجهزة خلوية. وبعد أن تحسنت ظروفه قرر العودة للدراسة وتقديم امتحان الثانوية العامة بعد انقطاع دام خمس سنوات، ليحصل عليها عام 2017، ويلتحق بعدها بـ "جامعة بوليتكنك فلسطين" لدراسة الأتمتة الصناعية، حيث لا يزال طالباً فيها حتى الوقت الحالي (2022). وهو يسخر تخصصه الأكاديمي وخبرته الطبية كونه يعمل مسعفاً والمهارات الإبداعية التي يحملها لخدمة المجتمع الفلسطيني وشعوب العالم.

باكورة اختراعاته

على الرغم من صغر سنه الذي لم يتجاوز السادسة والعشرين عاماً، تمكن شختور من تسجيل ثلاثة اختراعات طبية باسمه، كان أولها كرسي متحرك لذوي الاحتياجات الخاصة، ابتكره عام 2019 وأطلق عليه اسم "الكرسي المتحرك الكهربائي الذكي" (Smart Electric Wheelchair)، ويشرح شختور خلال حوار له مع "تي آر تي عربي" تفاصيل الاختراع، حيث يمكّن الشخص من ذوي الاحتياجات الخاصة من القيام ببعض الوضعيات كالوقوف، والجلوس، والاستلقاء، والارتفاع والانخفاض، ويتيح له إمكانية أن يتناول حاجياته عن ارتفاع مترين، إضافة إلى منحه فرصة القيام بأعمال أخرى كالدهان، والحلاقة، وتمديد الكهرباء.

كذلك، يقي المصاب من التقرحات الجلدية ويمنع حصول تخثرات في قدميه وينشط الدورة الدموية، ويخفف عبئاً عن الأهل، ويمكن لمستخدمه الوصول إلى سريره في المنزل دون مساعدة أحد بواسطة تطبيق على الهاتف المحمول. وقد شارك عام 2019 في مسابقة "رالي العرب لريادة الأعمال" التي جرت في البحرين عن ابتكاره هذا.

إنجازه الثاني.. حقيبة ظهر إلكترونية إسعافية

شختور مُسعِف ومبتكر يعمل في مناطق القتال في فلسطين، شكلت تجربته العملية في أكثر المواقف خطورة مصدر إلهام له، وكان دافع اختراعه لحقيبة تنفس هو حادثة حصلت معه، بعد أن تم إبلاغه ذات يوم بضرورة إنقاذ حالة اختناق خلال مواجهات كانت مندلعة حينها، فكان بحاجة ماسة إلى حمل أنبوبة أوكسجين معه لإنقاذ المصاب، ولم يتمكن شختور من إسعاف المصاب من الاختناق بالغازات السامة، كون المسعفين لا يمكنهم حمل أنبوبة الأوكسجين المضغوط خوفاً من انفجارها برصاصة أو قنبلة، فأُجبر على نقل المصاب وسط الغازات السامة وانقطاع الأوكسجين عن الدماغ، ما سبب أضراراً كبيرة للمصاب، فابتكر حينها حقيبة الظهر الإلكترونية "مفلتر الهواء الإلكتروني" (Electronic Air Filter)، وهي مزودة باثنين من أقنعة التنفس، أحدهما للمسعف والآخر للشخص المصاب.

بدأ بإجراء الأبحاث حول الاختراع لمدة عام قبل تطبيقه وعرضه عام 2019. تقوم الحقيبة بفلترة الغازات السامة الناتجة عن استخدام الغازات السامة المختلفة، ولا يحتاج الجهاز إلى خزان للأكسجين، حيث يقوم بفلترة المواد السامة ويضخ الهواء الصالح للتنفس فقط، ويحمي الجهاز حياة المنقذ والمريض مع منع تدهور حالة المريض وتقليل الوقت والجهد المبذولين في نقل المصاب، وتقليل عبء الوزن على المسعفين.

الحقيبة مزودة في داخلها بمادة دوائية موسعة للشعب الهوائية، وتأخذ الحقيبة جميع الغازات السامة وتقوم بترشيحها ثم تضخ الغازات النظيفة فقط من خلال الأقنعة عبر فلاتر خاصة. يتميز الجهاز بأنه غير مضغوط، وعندما يخترق المنقذ الغازات السامة لإنقاذ شخص مصاب، يسحب قناع التنفس المخصص للمصاب من الجهاز، ويبدأ القناع بضخ الهواء النقي، وذلك لمنع تسرب الغازات السامة إلى الحيز الواقع بين وجه الضحية والقناع لحظة ارتدائه على الوجه، وبعد وضع القناع على وجه المصاب، إذا كان فاقداً للوعي، يتم ضخ مادة الفنتولين من خلال أنبوب القناع ليتم توسيع الشعب الهوائية ويساعد المريض على استعادة وعيه.

توجه إلى المعارض والمسابقات داخل فلسطين لعرض اختراعه وحصل على مراكز جيدة، واتجه بعدها لخارج فلسطين، وشارك في "الملتقى الهندسي التاسع" الذي عقد في سلطنة عُمان عام 2019، حيث حاز على المركز الأول في فئة "ابتكارات الخدمة المجتمعية"، وشارك كذلك في برنامج نجوم العلوم في دولة قطر حيث تأهل إلى مراحل متقدمة من البرنامج عن فكرة اختراعه حقيبة التنفس الاصطناعية، وفاز عن الابتكار ذاته عام 2021 بجائزة مبتكرون دون سن 35 من إم آي تي تكنولوجي ريفيو لعام 2021، التي تكرم المبتكرين العرب الشباب من جميع أنحاء العالم، وتعرض جهودهم في إيجاد حلول مبتكرة.

ذراع إلكترونية لحماية رواد المخابر

في منتصف فبراير/شباط 2021، أطلق شختور اختراعة الثالث، وهو عبارة عن ذراع إلكترونية يتحكم بها عن بعد رواد المخابر التي تحتوي مواد كيماوية سامة وخطيرة، وذلك بغرض تقليل مخاطر تعرضهم لهذه المواد عند دخولهم المخابر لفحص عينة ما، فيمكن لمستخدم الذراع ارتداء كف بيده أو جهاز تحكم يستخدمه من خلف زجاج المختبر، حيث يمكنه رفع العينة ومعاينتها من خلال الكاميرا الموجودة في الذراع. ويوضح شختور خلال حواره مع "تي آر تي عربي" أنه صنع هذه الذراع كاملة من مجهوده الشخصي، وبناها من خلال طابعة ثلاثية الأبعاد، وقام بتصاميم خاصة لها إلى أن تم إنجازها. 

مصاعب مهنية

يتولى شختور حالياً (2022) منصب الرئيس التنفيذي لشركة "ريسكيو-2"، وأوضح في لقاء له أنه رغم الإنجازات العديدة التي حققها إلا أنه يعاني من قلة المعدات والمواد التي يمكن استخدامها في تطبيق المشاريع، والإمكانات البسيطة التي تحتويها المخابر، وقلة الدعم المادي الذي يتسبب في زيادة المدة الزمنية التي يحتاجها إنجاز المشروع.

المحتوى محمي