جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي: الجامعة الأولى من نوعها في العالم العربي

5 دقائق
جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي
الصورة الأصلية: جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي | تعديل: إم آي تي تكنولوجي ريفيو العربية

قبل أيام، جرى الإعلان عن بدء الدراسة للدفعة الأولى في أول جامعة متخصصة بأبحاث الذكاء الاصطناعي على مستوى العالم، جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي، التي تقدم نموذجاً أكاديمياً وبحثياً جديداً في مجال الذكاء الاصطناعي، وتوفر للطلبة وأعضاء هيئة التدريس أحدث أنظمة الذكاء الاصطناعي وأكثرها تطوراً في العالم.

نقدم إليكم في هذه المقالة لمحة عن الجامعة وأهدافها والبرامج التعليمية التي تقدمها وشروط القبول فيها.

جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي: رؤية إستراتيجية

جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي هي  مؤسسة تعليمية للدراسات العليا، وتعد أول جامعة متخصصة بالذكاء الاصطناعي في العالم. وتمثل جزءاً من إستراتيجية الإمارات العربية المتحدة التي تهدف إلى دفعها قدماً لتصبح مركزاً رائداً عالمياً في مجال الذكاء الاصطناعي، ما يساهم في جعلها قدوة للمنطقة في مجال الابتكار والتطور التكنولوجي. وقد تأسست الجامعة عام 2019، وتتخذ من مدينة مصدر في أبوظبي مقراً لها.

تمكين جيل جديد من قادة الذكاء الاصطناعي

تقدم الجامعة الفريدة من نوعها برامج متخصصة في مجال الذكاء الاصطناعي على مستوى الدراسات العليا في مرحلتي الماجستير والدكتوراه. وتسعى من خلال هذه البرامج إلى تمكين جيل جديد من الخبراء في العلوم والهندسة والسياسات والأعمال من خلال تزويدهم بالمعرفة الضرورية والخبرات اللازمة لإطلاق الإمكانات الكامنة في الذكاء الاصطناعي عبر البحوث الأكاديمية والتطبيقات الصناعية. وتركز الجامعة اهتمامها على مساعدة الطلاب في النجاح في حياتهم المهنية والاستفادة من معارفهم المكتسبة في معالجة أبرز التحديات الراهنة.

ضمت الدفعة الأولى من الطلاب الذين بدؤوا دراستهم في الجامعة هذا الأسبوع 78 طالباً من 29 دولة، حيث تم اختيارهم بعد تلقي الجامعة آلاف طلبات الالتحاق من 100 دولة. وتضم الدفعة 13 طالب دكتوراه و65 طالب ماجستير، من بينهم 14 طالباً إماراتياً.

طلاب فرحون داخل الجامعة
مصدر الصورة: جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي

وقد قال إريك زينغ، رئيس الجامعة، أثناء ترحيبه بالدفعة الأولى: "سنحرص على تحقيق التميز في تعليم الذكاء الاصطناعي والبحوث وآفاق التطوير المرتبطة بميادينه، من خلال منهاج تعليمي عالمي المستوى ومشاريع رائدة بالتعاون مع نخبة من رواد القطاع". وحثّ زينغ الطلاب على "التفكير بشكل إبداعي وتسخير معرفتهم لدعم طموحاتهم لأن يصبحوا رواداً قادرين على تغيير العالم للأفضل".

تسخير الذكاء الاصطناعي لتطوير 4 محاور

وعلاوة على تقديم تعليم عالٍ ذي مستوى عالمي، تعتزم الجامعة تسخير مواردها لدعم البحوث والتطوير مع تركيز خاص على تطبيقات الذكاء الاصطناعي في أربعة محاور هي:

  • محور الخدمات وجودة الحياة: الذي يهدف إلى الارتقاء بالخدمات التي يقدمها القطاعان العام والخاص في دولة الإمارات من خلال تحسين الخدمات الحالية وتوفير خدمات مبتكرة جديدة للمواطنين والمقيمين والسياح.
  • محور تقنيات الصناعة والتصنيع: الذي يهدف إلى تحسين الإنتاجية وتعزيز كفاءة وجودة عمليات التصنيع، ولا سيما في قطاع النفط والغاز والصناعات البتروكيماوية.
  • محور قطاعات المستقبل: الذي يهدف إلى دعم نمو القطاعات الجديدة والناشئة التي تنطوي على قيمة عالية بما يضمن الازدهار الاقتصادي وتحسين مستمر لجودة الحياة. بما يتماشى مع رؤية الإمارات 2071.
  • محور استدامة الموارد الحيوية والبيئة: الذي يهدف إلى تسخير الذكاء الاصطناعي لترشيد استهلاك الموارد الطبيعية الحيوية، والمساهمة في حماية البيئة والحفاظ عليها لأجيال المستقبل.
طلاب يدرسون داخل الجامعة
مصدر الصورة: جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي

الأهداف الإستراتيجية

تنطوي رؤية جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي أيضاً على تحقيق مجموعة من الأهداف على المدى البعيد:

  • دعم جهود إمارة أبوظبي لبناء وتطوير اقتصاد معرفة قائم على الذكاء الاصطناعي.
  • إنجاز أبحاث متميزة في مجال الذكاء الاصطناعي ونقل تطبيقاتها إلى أرض الواقع بالتعاون مع المؤسسات الحكومية والخاصة بهدف تعزيز الابتكار والإنتاجية والنمو.
  • تزويد مؤسسات القطاعين العام والخاص بكل ما تحتاجه من الخبرات والمهارات والموارد اللازمة لتحقيق أقصى استفادة من تقنيات الذكاء الاصطناعي.
  • تحويل الجامعة إلى مركز استشاري موثوق للقطاعين العام والخاص في كل ما يتعلق بالذكاء الاصطناعي.
  • اجتذاب أفضل الكفاءات الإقليمية والعالمية في مجال الذكاء الاصطناعي.
  • دعم المراكز الإماراتية للابتكار والشركات الناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي.

البرامج الأكاديمية في جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي

تقدم جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي عدداً من برامج الماجستير والدكتوراه التي تلبي احتياجات السوق في مجال الذكاء الاصطناعي. يفترض بالطالب أن يكمل دراسة برنامج الماجستير خلال عامين دراسيين بعد حصوله على إجمالي 35 نقطة. أما برنامج الدكتوراه، فيفترض بالمرشح أن يكمل الدراسة خلال 4 أعوام دراسية وحصوله على إجمالي 59 نقطة.

توفر الجامعة ثلاثة اختصاصات دراسات عليا هي:

  • الرؤية الحاسوبية (ماجستير ودكتوراه)

يتناول هذا البرنامج كيفية استخدام الحواسيب في الفهم والتفسير الآلي للصور. ويهدف إلى محاكاة القدرات البصرية المذهلة للدماغ البشري باستخدام خوارزميات الرؤية الآلية. ويتضمن البرنامج دراسة كيفية إنشاء الصور، وهندسة العالم ثلاثي الأبعاد، والمهام عالية المستوى، مثل التعرف على الأشياء واكتشافها وتتبعها وتمييزها والتقاط الإيماءات. هناك العديد من التطبيقات الهامة لمجال الرؤية الحاسوبية في الواقع المعزز والافتراضي والسيارات ذاتية القيادة وروبوتات الخدمة والقياسات الحيوية والطب الشرعي والاستشعار عن بعد والأمن والمراقبة. يمكنك الاطلاع على تفاصيل أوفى عن هذا البرنامج للماجستير والدكتوراه على موقع الجامعة.

نظام ذكاء اصطناعي
مصدر الصورة: جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي
  • التعلم الآلي

يتناول هذا البرنامج الدراسة العلمية للخوارزميات والنماذج الإحصائية التي تستخدمها الأنظمة الحاسوبية لأداء مهمة محددة بشكل فعال دون الاعتماد على تعليمات برمجية صريحة وإنما بالاستناد إلى الأنماط والاستدلال. تعتمد هذه الخوارزميات على نماذج رياضية يتم تعلمها تلقائياً من البيانات، ما يسمح للآلات بالتفسير والتحليل الذكي لبيانات الإدخال واستخلاص المعلومات المفيدة والتوصل إلى استنتاجات مهمة. يستخدم التعلم الآلي بشكل كبير في تطبيقات المؤسسات (مثل تحليلات الأعمال) وتقنيات الويب للبحث الفعال والروبوتات والمدن الذكية وفهم الجينوم البشري. يمكنك الاطلاع على تفاصيل أوفى عن هذا البرنامج للماجستير والدكتوراه على موقع الجامعة.

  • اطلع على مفهوم التعلم الآلي والعديد من المقالات حول الموضوع على منصة تكنوضاد.
  • معالجة اللغات الطبيعية

يركز هذا البرنامج على تطوير الأنظمة التي تسمح للحواسيب بالتواصل مع البشر باستخدام اللغة اليومية. تقوم أنظمة توليد اللغة الطبيعية بتحويل المعلومات من قاعدة بيانات حاسوبية إلى لغة بشرية مقروءة أو مسموعة وبالعكس. كما تتيح هذه الأنظمة القيام بمهام معقدة مثل الترجمة بين اللغات والفهم الدلالي وتلخيص النصوص وإجراء الحوارات. وتشمل التطبيقات الرئيسية لخوارزميات معالجة اللغات الطبيعية الاستجابة الصوتية التفاعلية والترجمة الآلية والمساعدات الشخصية الرقمية (مثل سيري وأليكسا) وبوتات الدردشة. يمكنك الاطلاع على تفاصيل أوفى عن هذا البرنامج للماجستير والدكتوراه على موقع الجامعة.

شروط قبول الطلاب في جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي

يتعين على الطلاب المتقدمين لبرامج الماجستير والدكتوراه في الجامعة أن يحققوا الشروط التالية:

  • متطلبات الشهادة الجامعية: شهادة البكالوريوس أو ما يعادلها للتسجيل في الماجستير، وشهادة الماجستير أو ما يعادلها للتسجيل في الدكتوراه، من جامعة أو كلية معترف بها من قبل وزارة التربية والتعليم في دولة الإمارات العربية المتحدة.
  • متطلبات كشف الدرجات: يجب أن يكون الطالب ضمن ال 20% من الطلبة الأوائل على الدفعة مع معدل تراكمي لا يقل عن درجة 3.2 (على مقياس 4.0) أو ما يعادلها.
  • متطلبات اللغة الإنجليزية - اختبار التوفل (TOEFL) عبر الإنترنت: الحصول على مجموع درجات لا يقل عن 90 مع تحقيق 20 درجة فما فوق في كل قسم وضمن جلسة واحدة؛ أو شهادة أيلتس الأكاديمية (IELTS) بمعدل لا يقل عن 6.5 درجة مع تسجيل 6 درجات فما فوق في كل قسم وضمن جلسة واحدة.
  • اختبار تقييم الخريجين (GRE) - اختياري: تعد نتيجته العامة بمنزلة ميزة إضافية يتم أخذها بالاعتبار عند تقييم المتقدمين.
  • بيان الغرض من الدراسة.

وتجدر الإشارة أن التقديم للالتحاق ببرامج الجامعة متاح لجميع الجنسيات وعلى مدار العام، ولا تفرض الجامعة أي شروط على عمر المتقدم. ويحظى جميع الطلاب المقبولين بفرصة استكمال دراستهم بمنحة دراسية كاملة شاملة الرسوم الدراسية بنسبة 100% مع مخصصات شهرية والتأمين الصحي والسكن. ويحرص أعضاء الهيئة التدريسية والموظفون على تقديم التشجيع والإرشادات للطلاب لتمكينهم من اتخاذ الخيارات الصحيحة. وستعمل الجامعة مع كبرى الشركات المحلية والعالمية لتأمين التدريب للطلبة ومساعدتهم في الحصول على فرص عمل.

منذ انطلاقها في أكتوبر 2019، حققت جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي العديد من الإنجازات المهمة، بما في ذلك إبرام عدد من الشراكات الإستراتيجية مع مؤسسات عالمية مرموقة وهيئات تعليمية. كما أقامت دورات تدريبية حول الذكاء الاصطناعي، ونظمت سلسلة من الندوات عبر الإنترنت بقيادة نخبة من الخبراء لنشر الوعي والفهم بالذكاء الاصطناعي في أوساط المجتمع. وهذا الأسبوع، انطلقت رحلتها التعليمية الهادفة إلى تخريج نخبة من الخبراء القادرين على تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي وتوظيفها في ابتكار الحلول وتحقيق التقدم في مختلف المجالات.

المحتوى محمي