شركة ناشئة تريد توفير الإنترنت السريع على سطح القمر بحلول عام 2024

3 دقائق
شركة ناشئة تريد توفير الإنترنت السريع على سطح القمر بحلول عام 2024
حقوق الصورة: شترستوك. تعديل إم آي تي تكنولوجي ريفيو العربية.

أعلنت شركة ناشئة تدعى "أكواريان سبيس" (Aquarian Space) عن نجاحها في جمع مبلغ 650 ألف دولار أميركي في جولة تمويل أولية، هذا التمويل سيستخدم لتوفير شبكة إنترنت عالية السرعة يمكن استخدامها على سطح القمر، ومن خلالها سيتمكن رواد الفضاء في المستعمرات المستقبلية على القمر من الاتصال بالإنترنت وكأنهم على الأرض.

شبكة الإنترنت التي سيتم توفيرها على سطح القمر تقوم على وضع عدة أقمار صناعية في مدار القمر، ستكون هذه الأقمار الصناعية بمثابة حلقة وصل بين محطات موجودة على سطح القمر، ومحطات أخرى موجودة على سطح الأرض، ومن خلالها يمكن نقل البيانات وإرسالها في الوقت الفعلي بين القمر والأرض.

من المتوقع أن تكون شبكة الإنترنت التي ستطورها هذه الشركة قابلة للاستخدام أيضاً على سطح المريخ لخدمة البعثات الفضائية التي سيتم إرسالها إلى الكوكب الأحمر.

جاء إعلان الشركة يوم الخميس 17 مارس/آذار، بعد أن تلقت تمويلاً من صندوق الاستثمار المغامر Draper Associates. وقالت الشركة في بيان نُشر على موقع space.com إنها تسعى لإطلاق عدة أقمار صناعية توفر الإنترنت الفضائي على القمر بحلول عام 2024.

أضافت الشركة في البيان أن مشروعها سيوفر الإنترنت بسرعة عالية تبلغ نحو 100 ميغابايت في الثانية، هذه السرعة أفضل من معظم الأماكن على الأرض، فوفقاً لشركة SlashGear التي تغطي التكنولوجيا والعلوم والسيارات والألعاب والترفيه، معظم الأميركيين يستخدمون شبكة إنترنت بسرعة أقل من 30 ميغابايت في الثانية.

قال كيلي لارسون، وهو الرئيس التنفيذي لشركة أكواريان سبيس الناشئة، في البيان الذي نشره موقع space.com: "في عام 2021، كان هناك 13 مركبة هبطت أو دارت حول القمر، وبحلول عام 2030، سيكون هناك نحو 200 مركبة، هذا سيشكل اقتصاداً قمرياً تقدر قيمته بمليارات الدولارات. لكن هذا الاقتصاد لا يمكن أن يوجد بدون توفر اتصالات قوية وموثوقة تربط بين الأرض والقمر".

وصرحت شركة أكواريان سبيس عبر موقعها على شبكة الإنترنت، إن البشر ينفقون مليارات الدولارات من أجل إرسال بعثات فضائية إلى القمر وكواكب المجموعة الشمسية، لكن قدرة هذه البعثات على الاتصال مع الأرض تكون محدودة للغاية، لذلك، لا يمكن نقل الكثير من البيانات التي يتم جمعها من الفضاء، وهذا يؤثر بشكلٍ سلبي على النتائج العلمية. يمكننا أن نفعل أفضل من هذا.

اقرأ أيضاً: نوكيا وناسا ستنشران شبكة اتصالات 4G على القمر

خدمة البعثات التي ترغب في استغلال موارد القمر

تجري شركة أكواريان سبيس حاليّاً مراجعات فنية للشركات التي تشارك في برنامج الخدمات التجارية للحمولة القمرية (CLPS)، وهو برنامج تابع لوكالة الفضاء الأميركية ناسا، هدفه التعاقد مع الشركات القادرة على إرسال مركبات جوالة وبعثات لسطح القمر بغرض استكشاف الموارد التي يمكن الاستفادة منها.

يعمل برنامج الخدمات التجارية للحمولة القمرية عبر التعاقد مع شركات خاصة لإرسال العديد من البعثات مع الأدوات والمعدات العلمية الضرورية لاستكشاف القمر ومحاولة استغلال الموارد الموجودة فيه، كما يسعى لجلب المواد المستخرجة من القمر إلى الأرض، ومن المتوقع أن يبدأ ذلك بواسطة برنامج "أرتميس" (Artemis) التابع لناسا، والذي يهدف إلى إيصال البشر إلى سطح القمر خلال هذا العقد والبقاء هناك في مستعمرات دائمة. 

تريد شركة أكواريان سبيس أيضاً العمل والتعاون مع شركات أخرى تعمل مع وكالات فضاء غير أميركية ترغب في إرسال بعثات إلى القمر.

اقرأ أيضاً: أضخم 17 بعثة قمرية في الطريق نحو هبوط ناسا على القمر في 2024

شبكة يمكن استخدامها بسهولة

من خلال شبكة الإنترنت التي ستوفرها أكواريان سبيس بحلول عام 2024، ستكون كافة البعثات التي ستصل لسطح القمر قادرة على الاتصال بالإنترنت السريع بسهولة دون الحاجة إلى أي تغيير في التكنولوجيا التي تستخدمها ودون إجراء إعادة لتصميم لمركباتها.

اقرأ أيضاً: هل تصعب العودة إلى القمر لهذه الدرجة؟

خدمات أخرى ستقدمها أكواريان سبيس

بالإضافة إلى توفير الإنترنت عالي السرعة، تريد شركة أكواريان سبيس أن تقدم خدمات أخرى في الفضاء، مثل تتبع الحطام الفضائي الناجم عن المركبات والأقمار الصناعية لتجنب الاصطدام به، وتقديم معلومات مفصلة حول طقس الفضاء، ومعلومات علمية قد تفيد البعثات الفضائية على القمر وكوكب المريخ.

تقول الشركة أيضاً على موقعها الإلكتروني إن أقمارها الصناعية ستوفر بيانات تساعد على الكشف المبكر عن الكويكبات التي يحتمل أن تشكل خطراً على الأرض والتحذير منها قبل مدة للمساعدة في حماية الحضارة على الأرض من الدمار.

بالإضافة إلى ذلك، ستعمل الشركة على تنبيه المستعمرات الفضائية التي سيتم إنشاؤها على القمر من الكويكبات التي قد تصطدم بها، لا سيما وأن القمر ليس لديه غلاف جوي يحميه من الكويكبات، ما يجعل رواد الفضاء المقيمين في المستعمرات القمرية معرضين لمخاطر عديدة.

حتى الآن، لم تذكر الشركة تفاصيل فنية واضحة حول مشروعها، ولم تذكر معلومات دقيقة حول أنواع الأقمار الصناعية التي تريد إطلاقها، أو كيف ستقوم بإيصال هذه الأقمار الصناعية إلى الفضاء.

المحتوى محمي