كيف يمكن استخدام التكنولوجيا لمساعدة الأشخاص في حالات الطوارئ المختلفة؟

6 دقيقة
كيف يمكن استخدام التكنولوجيا لمساعدة الأشخاص في حالات الطوارئ المختلفة؟
حقوق الصورة: shutterstock.com/sogane

أصبح استخدام التكنولوجيا بأشكالها كافة لمساعدة الأشخاص في حالات الطوارئ المختلفة أمراً حيوياً؛ فهي تقدّم حلولاً فعّالة لتحسين الاستجابة السريعة لحوادث الغرق والحرائق والفيضانات، حيث يمكن الاستفادة من أجهزة الاستشعار وتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء والطائرات المسيَّرة وغيرها.

استخدام التكنولوجيا لمساعدة الأشخاص في حوادث الغرق

تشكّل تقنيات الوقاية من الغرق طبقة حماية إضافية في مجال سلامة المياه في حمامات السباحة أو المياه المفتوحة، وتهدف إلى تقليل عدد حوادث الغرق، فهي تكشف عن وجود حادثة غرق، ومنها الأجهزة القابلة للارتداء مثل الأساور المضادة للغرق، وأنظمة المراقبة تحت الماء، وأنظمة المراقبة عن بعد، والأجهزة المضادة للغرق، وأنظمة مراقبة حمامات السباحة، وأجهزة إنذار دخول حمام السباحة، وأجهزة استشعار الغرق فيها، وبرامج تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي التي تدعم كاميرات المراقبة، وتطبيقات التعليم والتدريب.

يمكن استخدام مزيج من هذه التقنيات، مثل:

  • المراقبة بالفيديو: على سبيل المثال، صُمِمت كاميرات الواجهة البحرية للكشف عن المخاطر المحتملة وتنبيه المستخدمين إليها. تستخدم هذه الأنظمة المتقدمة تحليل الفيديو في الوقت الفعلي لمراقبة كل فرد في الماء من كثب، والتعرف بسرعة إلى الأنماط التي قد تشير إلى حوادث غرق محتملة، ويمكنها التكامل بسلاسة مع نظام الكاميرات الموجود مسبقاً. توفّر أيضاً تنبيهات بشأن المخاطر الطبيعية مثل التيارات، والدوامات، وارتفاع الأمواج الكبيرة، والأطفال البعيدين عن المراقبة والقريبين من الشاطئ، والقوارب أو السفن التي قد تقترب من مناطق السباحة المخصصة.
  • الأجهزة القابلة للارتداء: يرتدي كل سباح مثلاً سوار معصم مرتبطاً بنظام الوقاية من الغرق. يتتبع السوار العمق الذي يوجد فيه السباح ومدة بقائه تحت الماء، فإذا كانت أطول من الآمن، يُرسل تنبيه فوري إلى أقرب مستجيب.
  • أجهزة استشعار الضغط: تكتشف أجهزة الاستشعار الموزعة في الماء عن الاضطرابات الناجمة عن دخولها، وتُطلق التنبيهات بعد التحليل. توضع هذه المستشعرات تحت الماء في أعماق ومواقع مختلفة، وهي مجهزة للتعرف على الإشارات الفريدة المنبعثة من الأساور، وتعمل على تنشيط الإنذار في حالات الخطر.

الذكاء الاصطناعي 

تُدمج شاشات المراقبة بسلاسة مع نظام منع الغرق الذي يعمل بالذكاء الاصطناعي، ما يوفّر لرجال الإنقاذ وموظفي أحواض السباحة شاشة مراقبة واضحة، تظهر عليها الإنذارات وموقع الحوادث بدقة. تتكامل مع أنظمة مراقبة الذكاء الاصطناعي أجهزة استشعار متعددة مثل: أجهزة استشعار التعرف على أنماط الموجات للكشف عن الاضطرابات غير العادية التي قد تشير إلى وجود اضطراب في السباحة، وكاميرات المراقبة تحت الماء لمراقبة السباحين والكشف عن علامات الاستغاثة، وأجهزة استشعار الضغط التي تُركب في قاع حوض السباحة، وتكتشف التغيرات في ضغط الماء، ما قد يشير إلى وجود سباح في ورطة، وأنظمة إنذار حمام السباحة المصممة لإصدار إنذار عند اكتشاف دخول غير متوقع إلى الماء، مثل سقوط طفل في الماء.

من الأمثلة عن أنظمة المراقبة تحت الماء المدعومة بالذكاء الاصطناعي نظام بوسيدون، ويتكون من كاميرات علوية و/ أو تحت الماء، وكمبيوتر مركزي، ولوحة عرض ليد LED، وشاشة تعمل باللمس مقاومة للماء. 

تحلل خوارزميات البرنامج مقاطع الفيديو لتحديد حجم الكائن العائم وملمسه لتحديد ما إذا كان شخصاً ما أو شيئاً. وعند تحديده على أنه شخص، يبحث البرنامج عن سلوك غير عادي من خلال مقارنة وضع السباح عبر الصور المتتالية. عندما يكتشف البرنامج وجوداً ثابتاً في قاع حوض السباحة لمدة 10 ثوانٍ، يُنشط الإنذار. 

تُظهر أجهزة المراقبة على الفور موقع الشخص الغريق، ما يسمح لرجال الإنقاذ بإخراجه من الماء بسرعة.

اقرأ أيضاً: كيف يُوظف الذكاء الاصطناعي لتحسين الاستجابة للكوارث؟

استخدام التكنولوجيا لمساعدة الأشخاص عند نشوب الحرائق

يمكن استخدام التكنولوجيا بطرق مختلفة لمساعدة الناس عند حدوث الحرائق. تتضمن بعض الطرق التي يمكن توظيف التكنولوجيا بها ما يلي:

  • أجهزة كشف الدخان وكاشفات أول أوكسيد الكربون: يمكن أن تساعد هذه التقنيات الواسعة الانتشار على منع الحرائق وكشفها وإخمادها، ما يؤدي في النهاية إلى إنقاذ الأرواح والممتلكات، فهي تنبّه الأشخاص إلى حدوث حريق في وقتٍ مبكر، ما يوفّر لهم الوقت اللازم للإخلاء الآمن وإخطار قسم الإطفاء على الفور. يمكن توصيل بعض أجهزة الكشف هذه بالإنترنت وإرسال تنبيهات إلى الهواتف الذكية أو الأجهزة الأخرى في حال نشوب حريق. يستخدم بعضها أيضاً كاميرات توفير لقطات فيديو في الوقت الحقيقي للحريق ليستفيد منه رجال الإطفاء.
  • أنظمة رشاشات الحريق: يمكن أن تساعد هذه الأنظمة على إطفاء الحرائق ومنعها من الانتشار. يمتلك بعضها قدرات الإنذار المبكر وإرسال تنبيهات إلى قسم الإطفاء قبل تفعيل الرشاشات.
  • أنظمة إنذار الحريق: يمكن لهذه الأنظمة اكتشاف الحرائق والإبلاغ عنها، وبالتالي تنبيه رجال الإطفاء إلى موقع الحريق ومنع انتشاره، مع تحذير الأشخاص وتوجيههم إلى بر الأمان في حال نشوب حريق.
  • أنظمة الإخطار الجماعي: ويمكنها بث تنبيهات الطوارئ لمجموعات كبيرة من الأشخاص، مثل شاغلي المباني أو المجتمعات بأكملها، وتقدّم إنذارات مبكرة بشأن الحرائق المحتملة، حيث تُرسل تنبيهات الطوارئ للأشخاص عبر الرسائل القصيرة والبريد الإلكتروني ووسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الاتصال الأخرى.
  • روبوتات مكافحة الحرائق: يمكن لهذه الروبوتات دخول البيئات الخطرة وإطفاء الحرائق باستخدام الماء أو الرغوة أو غيرها من عوامل الإطفاء، دون تعريض رجال الإطفاء للخطر.
  • الذكاء الاصطناعي: يُستخدم الذكاء الاصطناعي لتطوير أنظمة أكثر تطوراً للكشف عن الحرائق وإخمادها. على سبيل المثال، يمكن استخدام الكاميرات التي تعمل بالذكاء الاصطناعي للكشف عن الدخان واللهب بدقة أكبر من أجهزة كشف الدخان التقليدية.
  • أجهزة إنترنت الأشياء: تُستخدم أجهزة إنترنت الأشياء لإنشاء أنظمة مترابطة للسلامة من الحرائق. على سبيل المثال، يمكن لأجهزة كشف الدخان التي تدعم إنترنت الأشياء إرسال تنبيهات إلى أجهزة إنترنت الأشياء الأخرى في المنزل، مثل منظمات الحرارة الذكية وأقفال الأبواب، والتي يمكن بعد ذلك برمجتها لاتخاذ إجراءات مثل خفض درجة الحرارة وفتح الأبواب لمساعدة الأشخاص على الإخلاء بأمان.

اقرأ أيضاً: تكنولوجيا التحكم الذاتي تمثّل خياراً واعداً لمدن المستقبل

  • الطائرات المسيَّرة: عند نشوب الحرائق، يمكن للطائرات المسيَّرة أن تساعد على التقييم السريع لأرض الحريق، ما يوفّر صورة شاملة للمشهد، ومساعدة رجال الطوارئ على جمع المعلومات المهمة بسرعة عن مكان الحريق؛ وبالتالي تقليل المخاطر التي يتعرض لها رجال الإطفاء والمساعدة على تحديد أفضل السبل للاستجابة، ويمكن استخدامها أيضاً في عمليات البحث والإنقاذ بسرعة في مناطق واسعة. وقد تتمكن من توصيل الطعام أو الماء أو أدوات الإسعافات الأولية إلى الأماكن التي لا يستطيع رجال الإطفاء الوصول إليها. يمكن للطائرات المسيَّرة الداخلية فحص المباني بينما يبقى رجال الإطفاء على مسافة آمنة. 
  • الأجهزة القابلة للارتداء: ويستخدمها رجال الإطفاء لنقل موقعهم الدقيق إلى نظام القيادة، وتعمل على مراقبة مستويات الهواء لكل رجل إطفاء، والاتصال اللاسلكي، والمزيد.
  • كاميرات التصوير الحراري: كانت كاميرات التصوير الحراري المحمولة أداة أساسية من أدوات ومعدات رجال الإطفاء، ومع تحسن قدرات هذا النوع من الكاميرات تزداد أهميتها في عملهم، إذ تُثبَّت على الخوذات، ما يحرر أيدي رجال الإطفاء للقيام بمهام أخرى، وتساعد على البحث عن الأشخاص والحيوانات الأليفة وتحديد مصدر الحريق، ومساعدة رجال الإطفاء على إيجاد طريق الخروج في ظروف الرؤية الضعيفة، وتساعد أيضاً على تحديد مصادر الحريق مثل الأسلاك التي تسببت بحدوث ماس كهربائي، أو تحديد وجود مواد خطيرة.
  • الحوسبة السحابية: يمكن أن تساعد التكنولوجيا المستندة إلى السحابة أقسام الإطفاء على فهم الكمية المتزايدة من البيانات المتدفقة من أجهزة الاستشعار والطائرات المسيَّرة والأجهزة المحمولة، والعمل على تحليل البيانات لإظهار المخاطر المحتملة التي تحيط برجال الإطفاء والعالقين داخل الحريق. 
  • أجهزة الاستشعار وأنظمة الاتصالات الذكية: تساعد رجال الإطفاء على تحديد مكان الأشخاص والحيوانات الأليفة، وتحديد مصدر الحرائق، ومراقبة مستويات الغاز في الوقت الفعلي.

اقرأ أيضاً: كيف تساهم التكنولوجيا الحديثة في التعامل مع حرائق الغابات؟

استخدام التكنولوجيا لمساعدة الأشخاص عند حدوث الفيضان

يمكن استخدام التكنولوجيا لمساعدة الأشخاص عند حدوث الفيضان بطرق مختلفة، وأهمها التنبؤ بالفيضانات وأنظمة الإنذار المبكر باستخدام أجهزة استشعار الفيضانات المتصلة بالشبكة، وأنظمة الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي، وصور الأقمار الصناعية، لتحسين التنبؤ بالفيضانات الإقليمية والمحلية، وتوفير الإنذار المبكر للمجتمعات المحلية والإقليمية والسلطات. توفّر معلومات في الوقت الفعلي عن مستويات الفيضانات ومناطق الإخلاء المحتملة، والتي يمكن توصيلها إلى السكان من خلال الأدوات الرقمية مثل تطبيقات الهاتف المحمول والرسائل النصية ووسائل التواصل الاجتماعي.

من هذه الأدوات منصة فلود هب (Flood Hub) من جوجل التي تعمل على التنبؤ بالفيضان قبل 7 أيام من حدوثه في 80 دولة، ما يُتيح للسلطات اتخاذ الإجراءات في الوقت المناسب والاستعداد للفيضانات النهرية، والاطلاع على بيانات وتنبؤات الفيضانات ذات الصلة محلياً.

وبالمثل، طوّرت ناسا تكنولوجيا تغطي الكرة الأرضية، وتُتيح مراقبة مخاطر الفيضانات وتوقع احتمالية حدوثها؛ وبالتالي تمكين المجتمعات في أنحاء العالم كافة من اتخاذ إجراءات مبكرة، وخاصة في الجزر الصغيرة والدول النامية التي تفتقر إلى معلومات الإنذار المبكر اللازمة للحماية في أثناء أحداث الفيضانات.

اقرأ أيضاً: كيف تساعد الطائرات المسيَّرة في الاستجابة للكوارث؟

أدوات ووسائل أخرى

تتوفر أيضاً أجهزة ووسائل أخرى منها:

  • أجهزة قياس منسوب الأمطار والتدفق: تقيس هذه الأجهزة كمية هطول الأمطار في موقع جغرافي معين في الوقت الفعلي، وكمية المياه المتدفقة في الأنهار، وتُستخدم هذه البيانات لتحديد تدفق الماء وارتفاع منسوبها في المسطحات المائية. تُجمع هذه البيانات باستمرار، وتُنقل عبر الأقمار الصناعية، فيستطيع المعنيون معرفة متى ترتفع مستويات المياه بسرعة، وبالتالي إصدار تحذيرات في الوقت المناسب.
  • الاتصال والتواصل: تعد شبكات الاتصال الرقمي ضرورية لتواصل السلطات الناجح مع السكان وإنذارهم باحتمالية حدوث الفيضان، وللتواصل في أثناء عمليات الإنقاذ، وتوفّر شبكات الجيل الخامس حلولاً واعدة لتحقيق ذلك. 
  • نمذجة الفيضانات: تساعد عمليات المحاكاة الحاسوبية على التنبؤ بكيفية انتشار مياه الفيضانات، ما يسمح بتخطيط أفضل للبنية التحتية المقاومة للفيضانات وطرق الإخلاء.
  • البنية التحتية الذكية: يمكن تصميم المباني المقاومة للفيضانات، وحواجز الفيضانات، وأنظمة الصرف المحّسنة باستخدام مواد وتقنيات هندسية مبتكرة.

اقرأ أيضاً: الملابس الذكية: ابتكارات جديدة في مجال الملابس لتبريد الجسم

  • الاتصالات عبر الأقمار الصناعية: في أثناء الفيضانات، يمكن أن تفشل البنية التحتية التقليدية للاتصالات. يمكن للاتصالات عبر الأقمار الصناعية أن توفّر وسيلة اتصال موثوقة في مثل هذه السيناريوهات.

المحتوى محمي