ستقام نسخة 2022 من كأس العالم في دولة قطر، وسينافس فيها 32 منتخباً. ستبدأ البطولة في 21 نوفمبر، وستقام المباراة النهائية قبل أيام قليلة من عيد الميلاد، في 18 ديسمبر. لن تكون هذه البطولة فرصة لعرض مهارات المنتخبات المشاركة فقط، بل أيضاً لعرض بعض الابتكارات التكنولوجية الحديثة والرائدة. وفيما يلي نظرة عامة على بعض هذه الابتكارات.
نظام التبريد في الملاعب
إن أهم تقنية ستُستخدم في ملاعب كأس العالم هي نظام التبريد لتخفيض درجات الحرارة المرتفعة التي يمكن أن تؤثّر بشكل كبير على قدرات اللاعبين، خاصة لاعبي الفرق الأوروبية المعتادين على الأجواء الباردة والمعتدلة.
نظام التبريد في ملاعب قطر مستوحى من أنظمة تكييف الهواء في السيارات، حيث صُمم النظام الذي يعتمد على الطاقة الشمسية لسحب الهواء من الخارج وتبريده، ثم توزيعه في المدرجات عن طريق فتحات أسفل المقاعد، كما تتوفر في الملاعب أنظمة العزل والتبريد لتوفير الطاقة قدر الإمكان.
اقرأ أيضاً: الذكاء الاصطناعي يدخل ملاعب كرة القدم ويرسم مستقبل هذه الرياضة
نظام المراقبة
من بين الابتكارات الأخرى في ملاعب قطر، نظام مراقبة متطور للغاية، حيث سيتم تثبيت كاميرات مدعومة بأنظمة التعرف على الوجوه في الملاعب. إجمالاً، سيكون هناك نحو 15 ألف كاميرا للتتبع في الملاعب والشوارع القطرية، وسوف يتوجب على جميع المشجعين ملء بياناتهم وتقديم صورهم للسلطات القطرية.
تكنولوجيا التسلل شبه الآلية
تعد تكنولوجيا التسلل شبه الآلية (Semi-automated offside technology) أداة دعم لحكام المباريات على أرض الملعب والحكام عبر الفيديو، وتساعدهم على اتخاذ قرارات أسرع وأكثر دقة.
تستخدم التكنولوجيا هذه 12 كاميرا تتبع مثبتة تحت سقف الملعب لتتبع الكرة، وما يصل إلى 29 نقطة بيانات على جسم كل لاعب، ويتم تحديث هذه البيانات 50 مرة في الثانية، لتحديد موقع اللاعب الدقيق وموقع الكرة على أرض الملعب.
ستوفر كرة القدم التي طوّرتها شركة أديداس الألمانية عنصراً رئيسياً لعمل نظام التسلل شبه الآلي، ففيها مستشعر وحدة قياس الممانعة (IMU)؛ يقوم هذا المستشعر الموجود في وسط الكرة بإرسال بيانات الكرة إلى غرفة عمليات الفيديو 500 مرة في الثانية، ما يسمح بالكشف الدقيق عن موقعها.
من خلال الجمع بين بيانات مواقع اللاعبين وموقع الكرة، يستطيع نظام الذكاء الاصطناعي توفير إشعار آلي في حال حصول أي تسلل. يظهر هذا الإشعار عند حكام الفيديو خارج الملعب، وفي حال لم يتمكن الحكام على أرض الملعب من كشف التسلل، يتم إبلاغهم بذلك.
بعد تأكيد قرار التسلل من قبل الحكم على أرض الملعب، يتم إنشاء رسومات متحركة ثلاثية الأبعاد توضح بشكل دقيق موضع أطراف اللاعبين في اللحظة التي تم فيها تحريك الكرة، ويتم عرض هذه الرسوم على الشاشات العملاقة في الملعب وشركاء البث عبر التلفزيون ليشاهدها الجميع.
اقرأ أيضاً: كيف تستخدم صناعة كرة القدم علم البيانات والتحليلات لتحسين أداء الفرق؟
تكنولوجيا خط المرمى
تعد تكنولوجيا خط المرمى (Goal-line technology) وسيلة دقيقة لتحديد ما إذا كانت الكرة بأكملها قد تجاوزت خط المرمى أم لا. تم استعمال هذه التكنولوجيا لأول مرة في كأس العالم بالبرازيل عام 2014. وتم تطويرها منذ ذلك الوقت وتحسينها.
تعمل هذه التكنولوجيا على مساعدة الحكم في اتخاذ قرار نهائي باحتساب الهدف أو عدم احتسابه. يتم إرسال المعلومات في غضون ثانية واحدة ما يضمن استجابة فورية من الحكم.
يستخدم النظام 14 كاميرا عالية الدقة مثبتة تحت سقف الملعب، ولا يتلقى الإشعارات سوى حكام المباراة الذين يتلقون إشعاراً على ساعاتهم تؤكد احتساب الهدف أم لا.
كما هو الحال مع تكنولوجيا التسلل شبه الآلية، يتم استخدام تكنولوجيا خط المرمى لإنشاء رسوم متحركة ثلاثية الأبعاد تصور الهدف للجماهير، ويتم عرض هذه الرسوم على الشاشات العملاقة في الملعب وشركاء البث ليشاهدها الجميع.
اقرأ أيضاً: كيف تساعد تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في تطوير الألعاب الرياضية والرياضيين؟
تطبيق فيفا بلاير FIFA PLAYER
طوّر الاتحاد الدولي لكرة القدم تطبيق فيفا بلاير (FIFA PLAYER). التطبيق متاح فقط للاعبين المحترفين المشاركين في البطولة، وهو يتيح لكل منهم الفرصة للحصول على بيانات حول أدائه بعد فترة قصيرة من انتهاء كل مباراة شارك فيها.
النظام البيئي لبيانات كرة القدم
تحتاج الفرق المشاركة ووسائل الإعلام والمذيعون ومنظمو المنافسة إلى الوصول لبيانات اللاعبين والفرق والمنافسة. لذلك، طوّر الاتحاد الدولي لكرة القدم نظام بيانات كرة القدم (Football Data Ecosystem)، وهو عبارة عن شبكة معقّدة من مصادر البيانات التي توفر بيانات عالية الجودة لجميع أصحاب المصلحة المعنيين.