ملخص: إن الطبيعة المفتوحة لشبكة الإنترنت تجعل أي شخص قادراً على نشر المعلومات الصحية حتى لو كانت غير صحيحة، هذا يبرر وجود الكثير من المعلومات الصحية الخاطئة التي يمكن أن تسبب ضرراً صحياً كبيراً وحتى وفاة بعض المرضى.
ما زاد المشكلة تعقيداً أن أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي مثل تشات جي بي تي وجيميناي تم تدريبها على بيانات من الإنترنت، ما جعل المعلومات الصحية الخاطئة تظهر في مخرجات الذكاء الاصطناعي.
لتجنب المعلومات الصحية الخاطئة، هناك قواعد عامة يمكن أن تساعدك، أولاً: يجب ألّا تحل أي معلومة صحية محل معلومات الطبيب، ويجب اتباع تعليمات الطبيب بدقة، حتى لو وجدت أنها تتعارض مع المعلومات التي حصلت عليها من الإنترنت أو أدوات الذكاء الاصطناعي، ثانياً تحقق من وجود علامة اعتراف "مؤسسة الصحة على الإنترنت" على الموقع الذي يقدّم المعلومات، تشير هذه العلامة إلى أن المعلومات المنشورة على الموقع دقيقة ومستندة إلى الأدلة العلمية، ثالثاً، يجب ألّا تستخدم المكملات الغذائية والمواد الطبيعية علاجاً لأي مرض، رابعاً ناقش أي معلومة مع طبيبك، وأخيراً أبلِغ عن أي معلومة صحية خاطئة تجدها.
المعلومات الصحيحة حول حالتك الصحية هي أفضل دواء، ولكن للأسف يوجد الكثير من المعلومات الصحية الخاطئة التي لن تفيدك أبداً، والتي يمكن أن تضر بصحتك، وفي بعض الحالات، يمكن أن تؤدي إلى الوفاة.
قد تظن أن هناك مبالغة، لكن يجب أن تعرف أن طبيعة الإنترنت وخاصةً وسائل التواصل الاجتماعي تُتيح لأي شخص نشر المعلومات الصحية، حتى لو كانت خاطئة وخطيرة، دون تحميله أي مسؤولية عن ذلك.
ما زاد المشكلة تعقيداً هو اعتماد الكثيرين على أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي مثل تشات جي بي تي (ChatGPT) وجيميناي (Gemini) مصدراً للمعلومات الصحية، هذه الأدوات تم تدريبها على كميات كبيرة من البيانات التي جُمعت من الإنترنت، ما يعني أن المعلومات الخاطئة المنشورة على الإنترنت انتقلت إلى أدوات الذكاء الاصطناعي، حتى لو ادعت الشركات المطورة لهذه الأدوات أنها تُصفي المعلومات الخاطئة وتُزيلها.
لهذا السبب، نحن بحاجة إلى إرشادات وقواعد عامة بسيطة ومفهومة تساعد الناس على تقييم مدى موثوقية وصحة المعلومات الصحية التي تظهر في نتائج البحث على الإنترنت ومخرجات الذكاء الاصطناعي.
اقرأ أيضاً: هل كان فيديو استبدال الرأس حقيقياً؟ وما مدى نجاح هذه العمليات مستقبلاً؟
القاعدة 1: ينبغي ألّا يحل أي مصدر معلومات محل معلومات الطبيب
المعلومات الطبية كلّها، المنشورة على الإنترنت أو التي يولّدها الذكاء الاصطناعي، هي معلومات عامة وليست مخصصة لأي شخص بحد ذاته، لذلك، لا يجب أن تحل هذه المعلومات محل عمل الطبيب الذي يقوم بتشخيص حالة كل مريض وتقييم أعراضه وحالته الصحية والأمراض والأدوية التي يأخذها وعمره ووزنه وحتى حالته النفسية. هذه العوامل جميعها وغيرها من العوامل الأخرى هي التي تحدد المشكلة الصحية التي يعاني منها المريض وخيارات العلاج المناسبة له.
الطبيب هو المصدر الأول الذي يجب الاعتماد عليه للحصول على معلومات حول حالتك الصحية والعلاجات المناسبة، يجب عليك اتباع تعليمات الطبيب بدقة، حتى لو وجدت أنها تتعارض مع المعلومات التي حصلت عليها من الإنترنت أو أدوات الذكاء الاصطناعي.
القاعدة 2: ابحث عن اعتراف مؤسسة الصحة على الإنترنت
للتحقق من صحة المعلومات الصحية المنشورة على أحد مواقع الويب، عليك البحث عن علامة اعتراف مؤسسة الصحة على الإنترنت (Health On the Net Foundation)، هذه المؤسسة غير الربحية تأسست عام 1995. وهي تصنف مواقع الويب المتخصصة بالصحة والطب، وحين تجد أن أحد هذه المواقع يلتزم بمبادئها التوجيهية، تزوده بعلامة اعتراف.
فيما يلي أبرز المبادئ التوجيهية لمؤسسة الصحة على الإنترنت:
- أي معلومات طبية يقدمها الموقع وينشرها يجب أن يكتبها خبراء في الطب والصحة.
- المعلومات التي ينشرها الموقع تهدف إلى تشجيع المريض على طلب مشورة الطبيب، وليس استبدالها.
- المعلومات الشخصية المتعلقة بالمرضى وزوار الموقع الطبي، بما في ذلك هويتهم، يجب أن تبقى سرية.
- المعلومات المنشورة يجب أن تكون مصحوبة بمراجع واضحة، وإذا أمكن ذلك، روابط لهذه المراجع.
- أي معلومة تتحدث عن فائدة أو تحسّن ناجم عن علاج أو منتج أو خدمة يجب أن يتم دعمها بأدلة كافية تبرر هذه الفائدة أو التحسّن.
- ضرورة توافر معلومات واضحة ودقيقة حول هويات الأفراد والمؤسسات والشركات التي ترعى وتمول الموقع.
- ضرورة تمييز كل مادة ترويجية أو إعلانية عن المواد الأصلية التي ينشرها الموقع.
اقرأ أيضاً: لقاحات السرطان تشهد نهضة جديدة بفضل التكنولوجيا الحيوية
عندما يحصل موقع ويب على اعتراف من مؤسسة الصحة على الإنترنت، يتم منحه علامة هون كود (HonCode)، وهي علامة تظهر عادةً أسفل كل صفحات الموقع، لكن نظراً لأن بعض مواقع الويب تقوم بوضع علامة مزيفة، يجب التحقق منها، يمكن ذلك عن طريق النقر عليها للوصول إلى معلومات حولها من الموقع الرسمي للمؤسسة.
تعتبر علامة هون كود الصادرة عن مؤسسة الصحة على الإنترنت المعيار الذهبي للمعلومات الصحية، وهي تضمن أن المعلومات المنشورة على الموقع دقيقة ومستندة إلى الأدلة العلمية، وأن الموقع يلتزم بمبادئ الشفافية والمسؤولية.
اقرأ أيضاً: باحثون يطوّرون عدسات لاصقة ذكية للكشف عن الماء الأزرق في العين
القاعدة 3: المكملات الغذائية والمواد الطبيعية ليست علاجاً
في أثناء تصفح الويب، ستجد معلومات كثيرة تتعلق بالمكملات الغذائية والمواد الطبيعية التي يتم تصويرها على أنها علاج سحري، مع خصائص خارقة وحتى علاجية في بعض الأحيان. على سبيل المثال، توصف العديد من المكملات بأنها الحل السحري لعلاج الصلع، أو الحل الأمثل لفقدان الوزن بسهولة وسرعة وبدون رياضة، أو زيادة الطول بعد سن 18 سنة.
لكن كيف تعرف أن المعلومات عن المكملات الغذائية والمواد الطبيعية صحيحة؟ الأمر بسيط، استخدم فقط الحس السليم، أولاً، لا توجد مكملات أو مواد طبيعية تعالج أمراضاً عجزت الأدوية عن علاجها، ثانياً، أي معلومات عن مكمل غذائي أو مادة طبيعية يجب أن تشير إلى أوقات تناولها والجرعة الموصى بها لكل شخص حسب العمر أو الحالة الصحية، يجب الإشارة أيضاً إلى التأثيرات الجانبية والتحذيرات، والتعارض الذي قد يحصل مع أي أدوية.
القاعدة 4: ناقش أي معلومة مع الطبيب
حين تحصل على أي معلومات صحية من الإنترنت أو الذكاء الاصطناعي. ناقشها مع طبيبك، قل له إنك أجريت بحثاً ووجدت هذه المعلومات، اسأله عما إذا كانت صحيحة أو مناسبة لك. الطبيب الجيد هو الذي يكون منفتحاً على مثل هذا النقاش.
اقرأ أيضاً: أمل جديد للمصابين بالشلل بفضل جهاز مبتكر يمكنه تحسين التحكم في أيديهم
القاعدة 5: أبلغ عن المعلومات غير الصحيحة
إذا وجدت معلومات صحية غير صحيحة في أثناء البحث على الإنترنت أو استخدام الذكاء الاصطناعي، يجب عليك التبليغ عنها، أبلغ محرك البحث أو أرسل تعليقاً للشركة المطورة لأداة الذكاء الاصطناعي. ستكون تعليقاتك مفيدة لتحسين النتائج في المستقبل.