تستعد دولة قطر لاستضافة كأس العالم 2022، والذي يعتبر أكبر حدث رياضي في المنطقة على الإطلاق. وكما هو الحال في كل بطولات كأس العالم، سيحضر ملايين المشجعين لدعم منتخباتهم المفضّلة. لذلك، تم تجهيز المعابر البرية والمطارات والموانئ في قطر ببعض التقنيات التي ستجعلها قادرة على التعامل مع هذا العدد الكبير من المسافرين.
هذه ليست المرة الأولى التي تواجه فيها المطارات القطرية تحديات، لقد كانت جائحة كوفيد-19 تحدياً كبيراً، واعتمدت في مطار حمد الدولي (HIA) تقنيات لقياس درجة حرارة المسافرين والتحقق من ارتدائهم الكمامات واتباعهم تدابير التباعد عن طريق كاميرات مدعومة بتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي.
يعتبر مطار حمد الدولي المطار الرئيسي لاستقبال مشجعي كأس العالم، وقد مُنحت الأولوية لسلامة وراحة المسافرين والموظفين. وفيما يلي نظرة سريعة على بعض التقنيات المستخدمة في هذا المطار للمراقبة والأمن:
التفتيش السريع
تتم إجراءات تفتيش الأمتعة والمسافرين في مطار حمد الدولي بشكل سريع للغاية، وتكشف الأجهزة المتطورة عن أيّ مواد خطيرة أو ممنوعة توجد في أمتعة المسافرين أو ملابسهم. يضمن الاعتماد على هذه التقنيات تنفيذ عمليات التفتيش الأمنية بسرعة كبيرة ودون الحاجة إلى التلامس بين الموظفين والركاب، وهذا الأمر ضروري للغاية لضمان عدم انتقال الأمراض مثل كوفيد-19.
تم أيضاً تركيب ماسحات ضوئية للجسم لمسح جسم المسافرين بأكمله دون الحاجة إلى تفتيشهم يدوياً، ويساعد ذلك في تفتيش أعداد كبيرة من المسافرين خلال فترة قصيرة.
اقرأ أيضاً: الذكاء الاصطناعي يساعد على تغيير قواعد التفتيش الأمني في المطارات
الروبوتات
يوجد في مطار حمد الدولي نوعان من الروبوتات؛ النوع الأول هو الروبوتات الأمنية، التي تقوم بقياس معدل نبضات المسافرين عن بُعد وتتعرف على الوجوه بفضل الكاميرات عالية الدقة وأجهزة الاستشعار المركبة عليها، كما تساعد في الكشف عن العملات المزورة والأمتعة المتروكة في المطار والمتفجرات وأي شيء يمكن أن يشكل خطراً أو يثير الريبة.
النوع الثاني من الروبوتات هو روبوتات التعقيم والتطهير، وظهرت هذه الروبوتات في مطار حمد الدولي خلال فترة انتشار جائحة كوفيد-19، ولا تزال موجودة حتى الآن، وهي تعمل بشكل مستقل وتصدر ضوءاً مركزاً من الأشعة فوق البنفسجية التي تقتل معظم الكائنات الحية المسببة للأمراض مثل الفيروس المسبب لمرض كوفيد-19 وجرثومة الكوليرا.
يتم نشر روبوتات التعقيم بشكل رئيسي في مناطق تدفق المسافرين لأنها أكثر المناطق التي يحتمل أن تنتشر فيها مسببات الأمراض المعدية.
أنفاق تعقيم الأمتعة
بالإضافة إلى روبوتات التعقيم، استثمر مطار حمد الدولي في أنفاق التعقيم، يتم تمرير جميع أمتعة الركاب القادمين والمغادرين والبضائع المشحونة في هذه الأنفاق، وتتعرض للأشعة فوق البنفسجية التي تقتل كل مسببات الأمراض وتطهرها تطهيراً كاملاً.
اقرأ أيضاً: المراقبة في المطارات تكاد تصل إلى مستوى جديد كلياً من السخافة
نظام مراقبة المدارج
المدارج هي أهم أجزاء المطار لأنها المكان الوحيد الذي تستطيع فيه الطائرات أن تهبط وتُقلع، لذا فإن سلامتها من الناحية التشغيلية تعتبر أولوية قصوى.
قام مطار حمد الدولي باعتماد نظام الكشف عن الأجسام والحطام (FOD) لمراقبة المدارج والتأكد من سلامتها، وعدم وجود أي حطام يمكن أن يشكل خطراً أو عائقاً يمنع هبوط أو إقلاع الطائرات من المطار.
يوفر هذا النظام إمكانية المراقبة الآلية دون الحاجة لأي تدخل بشري، ويشمل ذلك كل أجزاء المدارج التي يمتد طولها لعدة كيلومترات.
اقرأ أيضاً: روبوت رجل الخط جاهز لضبط حالات التسلل في كأس العالم لكرة القدم في قطر 2022
تتم عملية المراقبة الآلية هذه بواسطة كاميرات عالية الدقة ورادارات وأجهزة استشعار دقيقة للغاية، حيث توفر هذه الأجهزة بيانات مهمة يتم نقلها وتحليلها في الوقت الفعلي بواسطة برمجيات مدعومة بخوارزميات الذكاء الاصطناعي، التي تستطيع الكشف على أي خلل أو أمر مثير للريبة على أرض المدرج، وترسله إلى الموظفين المعنيين للتصرف.