قبل ساعات من إطلاقه: تفاصيل لا تعرفها عن مسبار الأمل الإماراتي وأهدافه

4 دقائق
مسبار الأمل.

ستنطلق بعثة مسبار الأمل غير المأهولة يوم 20 يوليو لتبدأ رحلة مدتها 7 أشهر تقطع خلالها مسافة 493 مليون كيلومتر حتى تصل إلى المريخ. وإذا سار كل شيء على ما يرام، فسيتزامن وصول المسبار إلى الكوكب الأحمر مع احتفالات دولة الإمارات بمرور 50 عاماً على تأسيسها، وسيشكل وصوله أكبر إنجاز للبلاد في مجال الفضاء بعد إرسال أول رائد فضاء إماراتي إلى محطة الفضاء الدولية في العام الماضي.

مسبار الأمل: ثمرة عمل جبار

بدأ العمل في هذا المشروع منذ عام 2014، حينما أصدر صاحب السموّ الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات مرسوماً بتأسيس وكالة الإمارات للفضاء، لبدء العمل على مشروع إرسال أول مسبار عربي إلى كوكب المريخ، أُطلق عليه اسم "مسبار الأمل". وقد تولّى مركز محمد بن راشد للفضاء -الذي تم إنشاؤه في عام 2015- مهامَّ الإشراف على مراحل تصميم المسبار وتنفيذه، فيما اضطلعت الوكالة بتمويل المشروع.

المواصفات الفنية لمسبار الأمل.
مصدر الصورة: وكالة الإمارات للفضاء

وقد انطوى هذا المشروع على حجم هائل من العمل، نقدم إليكم من خلال النقاط التالية لمحةً عن ضخامته:

  • عَمِل أكثر من 450 مهندساً وفنّياً وخبيراً إماراتياً وأجنبياً في هذا المشروع، منهم 34% نساء.
  • تم إنجاز أكثر من 12 ألف مهمة عمل خلال مراحل متعددة من تصميم المسبار وتطويره وإجراء الاختبارات على أنظمته.
  • تم تصنيع 66 قطعة ميكانيكية في دولة الإمارات.
  • تم تصميم أكثر من 200 تقنية جديدة بالشراكة مع 15 جامعة ومركز أبحاث عالمي، أبرزها مختبر بولدر لفيزياء الفضاء والغلاف الجوي في جامعة كولورادو.
  • استغرق تطوير المسبار نصف المدة والتكلفة الاعتيادية لتطوير مشاريع استكشاف المريخ.

وعلى الرغم من الظروف والإجراءات الاحترازية والتحديات التي فرضها وباء كوفيد-19، نجح فريق العمل في نقل المسبار إلى مكان الإطلاق في جزيرة تانيغاشيما اليابانية. وهناك تم وضع اللمسات الأخيرة على عمليات وضع المسبار داخل كبسولة الإطلاق وتغليفها بالجسم الانسيابي المصمم لحماية المسبار أثناء عملية الإطلاق، وتركيبه على صاروخ الإطلاق (ميتسوبيتشي إتش 2 إيه).

صاروخ إتش 2 إيه الذي سيطلق مسبار الأمل إلى الفضاء.
مصدر الصورة: بعثة مسبار الأمل

وعقب إطلاق المسبار، سيتولى فريق محطة التحكم الأرضية من مركز محمد بن راشد للفضاء في منطقة الخوانيج بدبي متابعةَ المسبار والاتصال به مرتين في الأسبوع حتى وصوله إلى مدار المريخ.

تفاصيل رحلة مسبار الأمل إلى المريخ ومهمته العلمية.
مصدر الفيديو: وكالة الإمارات للفضاء ومركز محمد بن راشد للفضاء

عندها، سيؤدي مسبار الأمل مهامَّه من مدار يكون في أقرب نقطة إلى سطح المريخ على ارتفاع يبلغ 20 ألف كيلومتر وفي أبعد نقطة يكون على ارتفاع 43 ألف كيلومتر، وسيتمكن المسبار من إتمام دورة كاملة حول الكوكب كل 55 ساعة بدرجة ميل مداري تبلغ 25 درجة.

الأهداف العلمية والإستراتيجية لمسبار الأمل

قام فريق علماء البعثة الإماراتية إلى المريخ باستشارة مجموعة تحليل برنامج استكشاف المريخ التابعة لوكالة ناسا من أجل تنسيق غاية البعثة بما يتكامل مع جهود الفرق الأخرى العاملة على دراسة هذا الكوكب. وفي نهاية المطاف، وضع الفريق مجموعة من الأهداف العلمية التي يطمحون إلى تحقيقها، وهي:

  • دراسة شاملة لمناخ كوكب المريخ وطبقات غلافه الجوي المختلفة، مما سيمنح العلماء نظرة أعمق عن ماضي ومستقبل كوكب الأرض.
  • دراسة أسباب تآكل الغلاف الجوي على سطح المريخ عبر تتبع سلوكيات ومسار خروج ذرات الهيدروجين والأكسيجين، وهي الوحدات الأساسية المكونة للماء.
  • تقصّي العلاقة بين طبقات الغلاف الجوي الدنيا والعليا على كوكب المريخ.
  • مراقبة الظواهر الجوية على سطح المريخ مثل العواصف الغبارية، وكيفية تغير جو المريخ ودرجات الحرارة على مدار اليوم بين فصول السنة، فضلاً عن تنوّع أنماط المناخ تبعاً لتضاريسه المتنوعة.

غير أن نجاح المهمة لا يقتصر على تحقيق أهدافها العلمية؛ إذ إن هذا المشروع الطموح يحمل في طياته أبعاداً وأهدافاً إستراتيجية عديدة، منها:

  • الارتقاء بمكانة الإمارات العربية المتحدة في سباق الفضاء وبناء موارد بشرية إماراتية عالية الكفاءة في مجال تكنولوجيا الفضاء.
  • التأسيس لاقتصاد مستدام مبني على المعرفة وتعزيز التنوع وتشجيع الابتكار.
  • تشجيع التعاون الدولي فيما يتعلق باستكشاف كوكب المريخ.
  • إلهام الأجيال العربية الناشئة وتشجيعهم على دراسة علوم الفضاء.

الأجهزة المستخدمة في مسبار الأمل

يضم مسبار الأمل مجموعة من الأجهزة العلمية المتطورة التي صُممت على وجه الخصوص لهذه المهمة، وهي:

  • المقياس الطيفي بالأشعة فوق البنفسجية (EMUS):
    يمتلك هذا المقياس قدرةً كبيرة على قياس طول الموجات فوق البنفسجية، ومدى وفرة الأكسجين وأول أكسيد الكربون في الطبقة الحرارية للمريخ، بالإضافة إلى قياس نسبة الأكسجين والهيدروجين في الطبقة العليا من الغلاف الجوي للمريخ، وقياس نسب التغير في الغلاف الحراري للكوكب.
  • ﻛﺎﻣﯿﺮا اﻻﺳﺘﻜﺸﺎف (EXI):
    ستلعب كاميرا الاستكشاف العالية الدقة دوراً رئيسياً في التوصل إلى فهم أعمق بخصوص التغيرات المناخية في كوكب المريخ وتكوين صورة متكاملة لطقس الكوكب، عبر دراسة توزع جليد الماء والأوزون في الطبقات السفلى من غلافه الجوي. بالإضافة إلى التقاط صور عالية الدقة لكوكب المريخ.

    كاميرا الاستكشاف في مسبار الأمل.
    مصدر الصورة: وكالة الإمارات للفضاء
  • المقياس الطيفي بالأشعة تحت الحمراء (EMIRS):
    سيُستخدم هذا الجهاز في قياس درجات الحرارة ونسب توزيع الغبار وبخار الماء والجليد في الطبقة السفلى من الغلاف الجوي للمريخ.
مسبار الأمل أثناء قيام الفريق باختبار الأجهزة العلمية قبل الإطلاق.
مصدر الصورة: وكالة الإمارات للفضاء

يُمثل مسبار الأمل أولَ مشروعٍ عربي لاستكشاف الكواكب الأخرى. ويحمل رسالة أمل لكل شعوب المنطقة لإحياء التاريخ الزاخر بالإنجازات العربية في العلوم، ويجسد خطوة عملية نحو تحقيق طموح دولة الإمارات في بناء مستوطنة بشرية على سطح المريخ بحلول عام 2117.

ولأول مرة في التاريخ، سيتيح لنا مسبار الأمل الإماراتي مشاهدة انطلاق أول بعثة عربية نحو كوكب المريخ وسماع العد التنازلي للإطلاق باللغة العربية. فلا تفوّتوا متابعة هذه اللحظات المليئة بالفخر عند الساعة 01:58 من صباح يوم الاثنين 20 يوليو بتوقيت الإمارات عبر خدمة البث المباشر التي يقدمها موقع مهمة الإمارات لاستكشاف المريخ.

المحتوى محمي