نشأتها وتعليمها
عندما كانت في شبابها، كانت الدكتورة هدى عقيل متأثرة بعالِمة الفيزياء ماري كوري، التي انتقلت من بولندا إلى فرنسا لتحقق حلمها في أن تصبح عالِمة ولتحصل فيما بعد على جائزة نوبل. نشأت الدكتورة عقيل في أسرة محبّة للعلم وتشجّع عليه، وتعلّمت في المدرسة الكاثوليكية الفرنسيسكانية من المرحلة الابتدائية حتى الثانوية. والتحقت بعد ذلك بالجامعة الأميركية في بيروت وحصلت منها على درجتي البكالوريوس والماجستير، ثمّ سارت على خطى ماري كوري، وانتقلت من دمشق إلى الولايات المتحدة لتدرس الدكتوراه في جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس، ولتتابع زمالتها بعد الدكتوراه في جامعة ستانفورد. وهي الآن عضو هيئة تدريسية في معهد العلوم العصبية الجزيئية والسلوكية بجامعة ميشيغان.
أبحاثها وإنجازاتها
ركّزت أبحاث الدكتورة عقيل على فهم المشاعر، بما فيها الألم والقلق والاكتئاب والإدمان. وكانت مساهمتها الأساسية في مجال علم الأعصاب أنْ توصّلت هي وزملاؤها إلى أول دليل وظيفي على أن الجسم يقوم بتنشيط الإندورفينات عند مواجهة المواقف العصيبة من أجل تثبيط الألم (والإندورفينات مواد كيميائية مسكّنة للألم يُنتجها الجسم بشكل طبيعي). كما قامت بدراسة الآليات الجزيئية والعصبية للإجهاد وعلاقتها مع القلق والاكتئاب. وأجرت الدكتورة عقيل تجارب على الفئران لاكتشاف جزيئات وجينات جديدة مرتبطة بالمزاج والإدمان. وقامت أيضاً بكتابة أكثر من 500 مقالة علمية، وتُعتبر إحدى علماء الأعصاب الأكثر استشهاداً بدراساتهم العلمية.
وتعدّ الدكتورة عقيل واحدة من روّاد اتحاد بريتزكر لأبحاث الاضطرابات العصبية والنفسية، الذي يعتمد على مجموعة من الأدوات الجينية والعصبية لاكتشاف الأسس البيولوجية للاكتئاب الشديد وأمراض الهوس الاكتئابية والفصام، بهدف فهم أسباب هذه الأمراض وعلاجها والوقاية منها.
وقد تلقّت الدكتورة عقيل الكثير من الجوائز والتكريمات على امتداد مسيرتها المهنية؛ ففي عام 1993، حصلت على جائزة بيس ستر من المعهد الوطني لتعاطي المخدرات، وفي العام التالي، تلقت بالمشاركة مع الدكتور ستانلي واتسون جائزة الأبحاث الطبية في طب النفس العصبي من مؤسسة روبرت جي وكلير باسارو. وفي عام 1998، تم تكريم الدكتورة عقيل بجائزة ساتشر من جامعة كولومبيا وبجائزة تمويل بحثية غير مقيدة من شركة بريستول مايرز سكويب الدوائية. وفي عام 2006، حصلت على جائزة جون مكجفرن في العلوم السلوكية من الأكاديمية الأميركية للفنون والعلوم، بينما حصلت في عام 2007 على جائزة ميكا سالبيتير من جمعية علم الأعصاب، وعلى جائزة باتريشيا جولدمان راكيتش للعلوم العصبية الإدراكية من مؤسسة أبحاث الدماغ والسلوك، فضلاً عن العديد من الجوائز في السنوات اللاحقة.
بالإضافة إلى ذلك، تم تكريم الدكتورة عقيل باختيارها لعضوية العديد من الجمعيات، بما فيها عضوية معهد الطب التابع للأكاديمية الوطنية للعلوم، وكذلك عضوية الأكاديمية الأميركية للفنون والعلوم.
وفي عام 2017، منحت الجامعة الأميركية في بيروت الدكتورة عقيل شهادة الدكتوراه الفخرية نظراً لإنجازاتها الدولية في مجال عملها. وقالت الدكتورة عقيل في حفل التكريم الذي تزامن مع تخريج 514 طالباً من حاملي شهادات الطب والدكتوراه والدراسات العليا من الجامعة وحضره وزراء ومسؤولون لبنانيون: "أنْ أستلم دكتوراه فخرية من الجامعة الأميركية في بيروت هو أكبر فخر في حياتي. إن هذه الجامعة هي مؤسسة أحبها، مؤسسة حوّلت عالمي وعالم عائلتي بشكل كامل".
حياتها الأسرية
الدكتورة عقيل متزوجة من الدكتور ستانلي واتسون، ويقوم الزوجان معاً بإدارة معهد العلوم العصبية الجزيئية والسلوكية بجامعة ميشيغان، وقد لعب كل منهما دوراً مهماً في المسيرة المهنية للآخر. ولدى الزوجين طفلان اسمهما برندون وكاثلين، وتصف الدكتورة عقيل أسلوبها في تربيتهما بأنه في منتهى الالتزام، في الوقت الذي تتابع فيه مسيرتها المهنية الحافلة.