تخطط كل من بوينغ وسبيس إكس لإرسال البشر إلى محطة الفضاء الدولية انطلاقاً من الأراضي الأميركية هذه السنة للمرة الأولى منذ 2011. وستتضمن هذه البعثات خمسة رواد فضاء، وهم بوب بينكين ودوج هيرلي على متن كرو دراجون لسبيس إكس، ونيكول أونابو مان وكريس فيرجسون وإدوارد مايكل فينكي على متن ستارلاينر لبوينغ. ولكن لم تكن المجموعة كذلك على الدوام، فقد اكتشف فينكي في يناير الماضي أنه سيحل محل زميله رائد الفضاء إيريك بو في عملية الإطلاق التي ستتم في أغسطس القادم، فقد أُلغيت مشاركة بو في البعثة لأسباب طبية.
على الرغم من أن فينكي جديد في البعثة، فهو ليس مستجداً في الطيران. ففي 2011 حطم الرقم القياسي لإمضاء أطول وقت في الفضاء لرائد فضاء أميركي (وقد تخطاه سكوت كيلي وبيجي ويتسون لاحقاً)، كما نفذ تسع مهمات فضائية تتطلب التنقل خارج المركبة. وفي حدث الذكرى الخمسين لبعثة أبولو في إم آي تي – وذلك في إطار أسبوع الفضاء في إم آي تي – وقفنا جانباً حتى نتحدث عن بعثته المقبلة.
ظهرت هذه المقابلة لأول مرة في ذا إيرلوك، رسالتنا الإخبارية حول تكنولوجيا الفضاء.
لقد ضمتك بوينغ إلى بعثتها منذ فترة قريبة في يناير. بم شعرت عندما سمعت أنك ستعود إلى الفضاء من جديد؟
إن الانضمام إلى بعثة فضائية أمر مثير على الدوام. وكما تعرفين، فهذه بعثتي الرابعة. لقد انتظرت ثماني سنوات ونصف حتى أسمع هذه الكلمات. ولكن من ناحية أخرى، فقد نلت البعثة على حساب صديقي العزيز للغاية إيريك بو. لقد كنا نعمل على هذا البرنامج سوياً منذ أربع أو خمس سنوات، وقد كان دوره للذهاب إلى الفضاء، غير أنه لم يتمكن من ذلك لسوء الحظ. لقد كان من دواعي سروري أن أنضم إلى البعثة، ولكن ليس على حساب إيريك. ولهذا فإن مشاعري متضاربة إزاء هذا الأمر، ولكن في نهاية المطاف، لا بد أن تستمر البعثة.
كيف تقارن تدريبك لهذه البعثة مع بعثاتك الأخيرة على متن سويوز والمكوك الفضائي؟
تسمى بعثتنا بالتحليق التجريبي، أي أن هدفنا الأول والأهم أن نكون أول طاقم يختبر المركبة بوينغ سي إس تي – 100 ستارلاينر، وذلك حتى يتم ترخيص المركبة، وتتمكن الطواقم المستقبلية من التحليق بالمركبة ذهاباً وإياباً بين الأرض ومحطة الفضاء الدولية بشكل منتظم. من ناحية أخرى، لن تكون مركبات سويوز متاحة للاستخدام لفترة طويلة، ولهذا يوجد خيار لناسا مع شركة بوينغ لتمديد بعثتنا إلى ستة أشهر. أي أن التدريب يقتضي معرفة ما نفعله في مركبتنا الفضائية، وأيضاً الاستعداد لبعثة فضائية أخرى بطول ستة أشهر، وهو ما فعلته من قبل، وما يمثل مساهمتي في الفريق، على حين أن زميلي نيكول مان وكريس فيرجسون من بوينغ سيركزان على المركبة الفضائية.
إذاً، ما وضع الاستعدادات حالياً؟
حالياً، فإن المركبة الفضائية نفسها، سي إس تي – 100 ستارلاينر، في المرحلة التجريبية. وفي نهاية كل مرحلة، نذهب حتى نتفقدها ونمضي بعض الوقت مع طفلتنا المدللة، وإن كانت ضخمة الحجم.
أما الشيء الآخر الذي يستغرق مني الكثير من الوقت فهو التدرب على محطة الفضاء الدولية، وهي كما تعرفين مشروع دولي، ولهذا يجب أن أمضي خمسة أسابيع في روسيا حتى أطلع على القسم الروسي. سأمضي أيضاً أسبوعاً في أوروبا وآخر في اليابان، أي أن برنامج عملي يتضمن الكثير من العمل للاطلاع على التطورات الحديثة في محطة الفضاء الدولية، إضافة إلى التركيز على المركبة الفضائية الجديدة. إنه جدول شديد الازدحام.
هل تتواصلون مع طاقم سبيس إكس المقبل أيضاً؟ بما أنهم قد يسبقونكم في الصعود إلى الفضاء على الأرجح.
قد لا أتفق معك في استخدام كلمة "على الأرجح"، لأن تنفيذ البعثة الأولى لا يقتضي بالضرورة تنفيذ الثانية بسرعة. ولكن نعم، ما زلت على تواصل وثيق مع زملائي في سبيس إكس، ليس بهدف مقارنة المركبتين الفضائيتين، بل للتأكد من أننا نركز على عملنا بشكل صحيح. إن بعثتهم مشابهة لبعثتنا إلى حد بعيد، ولكن ليس لديهم خيار البقاء لستة أشهر، حيث أن بوينغ هي الوحيدة التي يتضمن عقدها مع ناسا هذا الخيار، ولكنهم بدؤوا بتجارب الطيران للمركبة الجديدة. وهو ما لم نفعله مع المكوك الفضائي منذ 1981.
نحن نقوم بأشياء تستغرق من معظم الطواقم الأخرى سنة أو اثنتين، ونحاول أن نضغط كل شيء إلى فترة ستة إلى ثمانية أشهر.
رائد الفضاء مايك فينكي
ما هي أهم المراحل المتبقية قبل الإقلاع؟
من أهم هذه المراحل بالنسبة لي شخصياً، وبالنسبة للبرنامج، هي عودة أصدقائنا في سبيس إكس للتو من البعثة التجريبية الأولى. سنقوم بإطلاق بعثة اختبار الطيران المداري (OFT) خلال بضعة أشهر، وهو أمر هام للغاية. ما أن يتم إطلاق المركبة في هذه البعثة، وتقوم بالرسو على المحطة الفضائية، وتعود بأمان، ستصبح لدينا فكرة واضحة عن جاهزيتنا للطيران الاختباري. سنقوم بمراقبة أداء المركبة الفضائية، وطريقة عملها، ونساعد جميع الفرق على مواجهة الصعوبات أثناء ذلك. سيكون هذا مثيراً، شأنه شأن الاستعداد للمحطة الفضائية، مثل التدرب على عمليات التنقل الفضائي الإفرادي وتشغيل الذراع الروبوتية، وهو أمر يتطلب الكثير من العمل. نحن نقوم بأشياء تستغرق من معظم الطواقم الأخرى سنة أو اثنتين، ونحاول أن نضغط كل شيء إلى فترة ستة إلى ثمانية أشهر.
هل تخطط لمواصلة عملك كرائد فضاء لعملية إطلاق أخرى بعد هذه؟
سنرى ما سيحدث. لقد مرت ثماني سنوات ونصف منذ آخر عملية إطلاق لي، ولا أغرف ما إذا كنت راغباً بانتظار فترة مماثلة مرة أخرى، ولكن لا بد أن أعترف أن كل دقيقة من هذا العمل كانت تستحق كل هذا الانتظار.