تعرف على العروس التي صنعت مستلزمات زفافها بنفسها، بما في ذلك باقة الزهور

3 دقائق
مصدر الصورة: مارك بارياني

إن كان هناك ما أُشتهر به بين زملائي في إم آي تي تكنولوجي ريفيو، فهو حبي للطباعة المجسمة ثلاثية الأبعاد، وأسلوبي العلمي في اختيار الملابس، إضافة إلى هوسي بكل ما يتعلق بالعلم والخيال (وهو أمر هام هنا في إم آي تي، حيث يعتبر هذا الهوس أمراً شائعاً).

ولذلك عندما بدأت أخطِّط لزفافي، لم يكن الأسلوب التقليدي خياراً مطروحاً على الإطلاق، فقد درست الهندسة الميكانيكية، كما أنني أمتلك آلة مكتبية للطباعة المجسمة منذ ثلاثة أعوام، ولهذا لم أتمكن من مقاومة إغراء الجمع بين الأشياء التي أحبها مع أحد أهم الأحداث في حياتي، ما يعني استخدام الطباعة المجسمة في هذا اليوم الهام بجميع الطرق الممكنة.

وبالنسبة لمن لا يعرفون كيفية عمل معظم آلات الطباعة المجسمة المكتبية، فهي تقوم بإذابة لفافات من الأسلاك البلاستيكية بدرجة حرارة مرتفعة، ثم تتحرك الآلة وفق نمط يحدده نموذج تم تصميمه على الحاسوب، وتقوم ببثق البلاستيك بشكل مشابه لمسدس الصمغ، وأخيراً تضع الآلة طبقات رقيقة متتابعة لبناء شكل معين. وهذه التقنية تساعد المصنِّعين الكبار والهواة على بناء أشكال معقدة.

وعندما كان الخيار متاحاً أمامي ما بين شراء شيء وطباعته، كنت أختار الطباعة دوماً. لقد قمت بطباعة إكليلي، وباقات الزهور لي ولوصيفاتي، وجميع أرقام الطاولات، والزينة على قمة الكعكة، والزهور التزيينية للكعكة، وعقد الفتاة التي تنثر الزهور. وقد أنجزت كل هذا باستخدام طابعتيَّ المكتبيتين: ميني وفلاش (أجل، لا تستغربوا، لقد أطلقت اسماً على كل منهما).

[URIS id=2868] مصدر الصور: مارك بارياني

وعلى غرار أغلب المشاريع الذاتية ومشاريع الهواة، فقد أحسست بصلة شخصية عميقة مع الأشياء التي طبعتها، وهو ما لا يمكن حدوثه عند شرائها من المتجر.

وعلى الرغم من أن هذه التقنية لم تصل إلى الانتشار الواسع الذي أوحت به الضجة الإعلامية المرافقة لها منذ حوالي خمس أو عشر سنوات -حيث إن آلات الطباعة المجسمة لم تصل إلى جميع المنازل بعد- إلا أن المصنِّعين وأوساط الهواة ما زالوا يدعمون نموها. ووفقاً لتقرير شركة ووهلر المتخصصة في الطباعة المجسمة لعام 2018، فإن التصنيع التراكمي (وهو الاسم التقني للطباعة المجسمة) قد نما بنسبة 21% في 2017.

وإضافة إلى هذا، فإن المشاركة من أهم صفات أوساط هواة الطباعة المجسمة، مثل مشاركة النصائح والمنتجات النهائية، وخصوصاً مشاركة النماذج الحاسوبية ثلاثية الأبعاد. وهناك الكثير من المواقع الإلكترونية التي تسمح للهواة بنشر نماذج ابتكاراتهم (مثل جرابكاد وثينغزفيرس وماي ميني فاكتوري وبين شيب)؛ وذلك حتى يقوم الآخرون بتحميلها وطباعتها وتعديلها أيضاً.


مصدر الفيديو: إيرين وينيك

قمت بتحميل نماذج الزنبق من أجل باقات الزهور وتزيين الكعكة، إضافة إلى زينة قمة الكعكة على شكل دُمَى الليجو، من موقع ثينغزفيرس. وقمت أيضاً بتعديل نموذج ورقة شجر قامت شركة الطباعة المجسَّمة ميكربوت بتصميمه ووضعه على الإنترنت، وذلك لاستخدامه في الإكليل. وأخيراً، قمت بتصميم عقد فتاة الزهور وجميع أرقام الطاولات بنفسي تماماً، باستخدام برنامج النمذجة الهندسية سوليد ووركس.

فعلياً -وعلى الرغم من أنني قمت بطباعة كل شيء بنفسي- ساهمت أوساط هواة الطباعة المجسمة بشكل كبير في دعم زفافي، وقد قمت برد الجميل في المقابل عن طريق تحميل أرقام الطاولات ونموذج الورقة المعدل في موقع ثينغزفيرس أيضاً. وإذا كنت تخطِّط لزفافك، يسرني أن تستخدم أرقام الطاولات هذه كجزء من زينة الطاولة (يمكنك أن تحملها من هنا).


مصدر الفيديو: إيرين وينيك

أما المشروع الذي استغرق أكبر قدر من الوقت فهو باقات الأزهار (لا تقلقوا، فلم أقم برميها إلى الخلف على عادة العرائس؛ لأنني لم أرغب بالقضاء على أحد أصدقائي بكتلة بلاستيكية عليها أزهار مدبَّبة). لقد قمت بطباعة 200 زهرة تقريباً بشكل منفرد على الآلات باستخدام أسلاك من البلاستيك الأزرق والفوسفوري، وأمضيت ما مجموعه مائة ساعة على مدى عدة أشهر، وأنا أطبع الزهور في أي وقت متاح بعد العمل وضمن عطل نهاية الأسبوع، ومن ثم قمت بتركيبها على كرات من الستيروفوم بالدبابيس والصمغ المستخدمين عادة في التزيين بالأزهار.

وعلى الرغم من أن الطابعات الأحدث والأغلى ثمناً كانت قادرة غالباً على إكمال مشاريعي بسرعة أكبر -حيث إنني كنت أعمل باستخدام آلات كان سعرها عند شرائها منذ سنتين وثلاثة ما بين 900 دولار و1,300 دولار- فإنني أعبر عن نفسي وعن الكثيرين من هواة الطباعة المجسمة عندما أقول إن السرعة والفعالية ليست كل شيء، وأن الأمر المهم فعلاً هو ما يمكنك أن تحقِّقه باستخدام أدواتك ومواهبك.

غير أن المنتج النهائي كان جديراً بكل هذا التعب، فقد تلقيت الكثير من الإطراءات حول باقة الزهور من أفراد العائلة، الذين كان الكثيرون منهم يتابعون عملية تصنيعها بالتدريج على إنستغرام، كما أن بعض الأصدقاء في مرحلة الخطبة كانوا يقولون إنهم قد يسرقون بعض الأفكار لاستخدامها في حفلات زفافهم أيضاً. وقد اندهش ضيوف آخرون عندما عرفوا أن إكليلي كان مصنوعاً بالطباعة المجسمة، فقد افترضوا أنني اشتريته.

مصدر الصورة: مارك بارياني

لا أستطيع أن أتجاهل سبباً آخر دفعني للقيام بكل هذا بنفسي، وهو توفير المال؛ حيث إن تقليل المصاريف قدر الإمكان هو من أهم أولوياتنا في بداية حياتنا الزوجية. وبما أنني كنت أمتلك الطابعتين سابقاً، فقد تطلب مني صنع هذه الأشياء القليل من المصاريف، حيث أنفقت على باقات الزهور حوالي 75 دولار. وإذا أخذنا بعين الاعتبار أن باقة الأزهار للعروس تكلف لوحدها حوالي 150 دولار، وأن باقة الأزهار للوصيفة تكلف حوالي 75 دولار، سنجد أن التصنيع الذاتي صفقة رابحة بلا شك. صحيح أن الطباعة المجسمة لم تصل إلى مرحلة من التوفير تكفيها لمنافسة الإنتاج التقليدي على نطاق واسع، ولكن فيما يتعلق بتكاليف الزفاف، فإن كفة المقارنة تميل لصالحها.

وبالنسبة لي ولشريك حياتي، فقد أتاحت لنا الطباعة المجسمة أيضاً فرصة إضفاء طابعنا الشخصي على احتفالنا، حيث إننا -نحن الاثنين- من هواة الطباعة المجسمة. وبالتركيز عليها، تمكنت من تصميم الزفاف الذي أرغب فيه، والتعبير بشكل مادي عن خطوتنا التالية، وهي: صنع حياة مشتركة.

المحتوى محمي