توَّج وفدٌ من كبار الأكاديميين والمسؤولين في جامعة الشارقة زيارته، التي استمرت 10 أيام إلى جامعة سكولتيك (Skoltech) في موسكو، بإطلاق المختبر المشترك لأبحاث الذكاء الاصطناعي في المجال الطبي الحيوي (BIMAI) في موسكو.
تأتي الزيارة، التي جرت في شهر أكتوبر/ تشرين الأول، بعد 4 أشهر من انعقاد مؤتمر استضافته جامعة الشارقة على مدار يومين وجمع رؤساء جامعات روسية وعربية لاستكشاف سُبل تعزيز العلاقات والتعاون في مجالات العلوم والتكنولوجيا والبحث والتعليم.
وفقاً لبيان صادر عن جامعة الشارقة عقب إطلاق المختبر المشترك المتطور في موسكو، تمثّل هذه المبادرة المشتركة نقطة تحول في مجال الطب، مع التركيز على استخدام التقنيات المتقدمة في مجال الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي لتطوير حلول مبتكرة ومخصصة للتطبيقات الطبية الحيوية.
تسهيل تبادل المعرفة واستكشاف الفرص الابتكارية
وقد كان الهدف الأساسي من الزيارة تسهيل تبادل المعرفة واستكشاف الفرص الابتكارية وتعزيز الجهود التعاونية في مجال البحث العلمي والتطوير، حسب البيان الصادر بعد زيارة موسكو.
انعقد مؤتمر رؤساء الجامعات العربية والروسية في الفترة من 31 مايو/ أيار إلى 1 يونيو/ حزيران، ويهدف المؤتمر إلى زيادة تبادل الزيارات والطلاب ونتائج الأبحاث والمعرفة والتقدم في العلوم والتكنولوجيا، بالإضافة إلى إطلاق مشروعات مشتركة بين أفضل 150 جامعة عربية من 21 دولة و50 جامعة روسية مشهورة.
قال نائب حاكم الشارقة ورئيس جامعة الشارقة، الشيخ سلطان بن أحمد بن سلطان القاسمي، في كلمته بافتتاح مؤتمر رؤساء الجامعات: "نتطلع إلى تحقيق أهداف اجتماعنا في النسخة الثالثة من هذا المؤتمر، بالإضافة إلى الحوار والتعاون وتطوير الشراكات في مجال البحث العلمي والبرامج الأكاديمية من خلال توقيع العديد من اتفاقيات التعاون".
في إطار تأكيده الحاجة إلى تحقيق نتائج ملموسة، دعا رئيس جامعة موسكو الحكومية في مدينة لومونوسوف (Moscow State University in Lomonosov)، ورئيس وفد رؤساء الجامعات الروسية، فيكتور أنتونوفيتش سادوفنيتشي (Victor Antonovich Sadovnichy)، إلى وضع خطة لتطوير الأبحاث الرفيعة المستوى وزيادة التنافسية وتعزيز الإمكانات العلمية والتقنية لروسيا والدول العربية.
اقرأ أيضاً: الذكاء الاصطناعي يسهم في اكتشاف عقار يقضي على البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية
مختبر مشترك لأبحاث الذكاء الاصطناعي في مجال الطب الحيوي
ترأس كلٌّ من الأستاذ في جامعة الشارقة، رفعت حمودي (Rifat Hamoudi)، والأستاذ المساعد في جامعة سكولتيك، مكسيم شارايف (Maxim Sharaev) المشاورات التي أجراها الجانبان في موسكو، والتي أدّت إلى إطلاق المختبر المشترك لأبحاث الذكاء الاصطناعي في مجال الطب الحيوي.
يقول حمودي: "تبشّر هذه الشراكة بتطورات رائدة في تشخيص الأمراض المعقدة والتنبؤ بمسار الأمراض وتطورها واستراتيجيات العلاج". كما يرى شارايف أن الهدف الأساسي لهذا المختبر المشترك هو تحويل بعض الأبحاث العلمية إلى منتجات تجارية.
وقد وصف بيان جامعة الشارقة إطلاق المختبر المشترك بأنه يمثّل بداية عصرٍ جديدٍ في مجال الطب؛ إذ يشارك حالياً العلماء من كلتا الجامعتين في تقديم أوراق بحثية مشتركة وتقارير مؤتمرات وبراءات اختراع تركّز على المناهج المدعومة بالذكاء الاصطناعي في العلوم الطبية الحيوية. ووفقاً لحمودي: "يمثّل هذا المختبر شراكة فعّالة بين هاتين المؤسستين الرائدتين؛ إذ يمكن الاستفادة من مزايا كلتا الجامعتين ونقاط قوتهما لتحقيق النتائج المرجوة، كما تؤدي الجهود المشتركة في مجالات البحث والتعليم والابتكار دوراً حاسماً في مواجهة التحديات الطبية المعقدة وتشكيل مستقبل الرعاية الصحية في كلٍّ من الإمارات العربية المتحدة وروسيا".
اقرأ أيضاً: كيف ستحل الطباعة الحيوية ثلاثية الأبعاد معضلة التبرع بالأعضاء؟
توسيع نطاق استخدام التقنيات المتقدمة
يتوقع شارايف أن يسهم المختبر المشترك في تطوير مجال البحث الطبي من خلال توسيع نطاق استخدام التقنيات المتقدمة مثل الذكاء الاصطناعي والرياضيات. وتتمثل مهمة المختبر في تطوير الحلول التي تعزز تقدم الطب الذي يعتمد على العلاج الموجَّه، أو ما يُسمَّى "الطب الدقيق"، ما يؤدي في نهاية المطاف إلى تحسين حياة الناس في أنحاء العالم كافة.
وقد وصف مدير جامعة الشارقة، حامد النعيمي (Hamid Al Nuaimi)، المختبر بأنه إنجازٌ مهم ومميزٌ لتعزيز التعاون العالمي وتحسين الجهود البحثية. وعلى حد قوله، لم تعزز هذه الزيارة العلاقات بين الجامعتين فحسب، بل أظهرت أيضاً جهود جامعة الشارقة لتحقيق التفوق والتميز في البحث العلمي والابتكار على المستوى العالمي.
سيستفيد العلماء في الجامعتين من المختبر المشترك لإجراء مشروعات بحثية رائدة في مجالات الطب النفسي والأمراض العصبية التنكسية والأورام وأمراض الجهاز التنفسي والاضطرابات الأيضية.
جامعة سكولتيك هي جامعة دولية خاصة في روسيا تأسست عام 2011 بالتعاون مع معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT)، وهي الجامعة الروسية الوحيدة المدرجة ضمن قائمة أفضل 100 جامعة ناشئة حسب موقع مؤشر نيتشر (Nature Index) الإلكتروني لتقييم الجامعات لعام 2019.
اقرأ أيضاً: برنامج الجينوم الإماراتي: استراتيجية شاملة نحو الحدّ من الأمراض الجينية والوراثية في الإمارات
وتضم جامعة الشارقة 112 برنامجاً أكاديمياً معتمداً و14 كلية. لذلك، فهي أكبر مؤسسة للتعليم العالي في دولة الإمارات العربية المتحدة.
حصلت الجامعة على المركز الأول في الاستدامة بالبلاد، وفقاً لتصنيف المقياس الأخضر (Green Metric) الذي يقيس قدرة الجامعات على تبني ممارسات الاستدامة وحماية البيئة.