كيف سيعزز التعاون بين مايكروسوفت وشركة جي 42 حلول الذكاء الاصطناعي في المنطقة العربية؟

3 دقيقة
كيف سيعزز التعاون بين مايكروسوفت وشركة جي 42 حلول الذكاء الاصطناعي في المنطقة العربية؟
حقوق الصورة: shutterstock.com/JeanLucIchard

أعلنت مايكروسوفت استثماراً بقيمة 1.5 مليار دولار في شركة الذكاء الاصطناعي الإماراتية القابضة جي 42 (G42)، بهدف تعزيز التعاون في تقديم حلول الذكاء الاصطناعي وإدخال أحدث تقنيات الشركة الأميركية وجعلها في متناول الجميع ومفيدة لجمهور أوسع.

وإلى جانب توفير قدرات متقدمة في مجال الذكاء الاصطناعي، من المتوقع أن تفيد الشراكة مناطق خارج دولة الإمارات العربية المتحدة بطرق من شأنها تحسين تجربة الشركات للحوسبة السحابية، من خلال توفير البنية التحتية الموسعة لمراكز البيانات ذات زمن الوصول المنخفض إلى الأسواق الناشئة.

اقرأ أيضاً: هل تفوقت الشركات التي تستخدم الذكاء الاصطناعي على منافسيها؟ حالة جوجل ومايكروسوفت

شراكة استراتيجية بين مايكروسوفت وجي 42 لنشر حلول الذكاء الاصطناعي

تأتي الشراكة التجارية المدعومة من حكومتي البلدين، والتي تُعدّ الأولى من نوعها، بهدف تطبيق أفضل الممارسات العالمية لضمان تطوير ونشر الذكاء الاصطناعي بشكلٍ آمن وموثوق ومسؤول، والمشاركة في ابتكار وتقديم حلول الذكاء الاصطناعي المتقدمة عبر منصة مايكروسوفت آزور (Microsoft Azure) لمختلف الصناعات والأسواق في مختلف أنحاء الشرق الأوسط وآسيا الوسطى وإفريقيا.

ومع اتساع نطاق سحابة مايكروسوفت وقدراتها المتميزة، تعزز الشراكة بشكلٍ كبير استراتيجية G42 لتقديم البنية التحتية وخدمات الذكاء الاصطناعي لمجموعة من العملاء عبر القطاعات المالية والرعاية الصحية والطاقة والحكومة والتعليم.

وعن الاتفاقية، ذكر نائب شركة مايكروسوفت والعضو الجديد في مجلس إدارة شركة جي 42 براد سميث (Brad Smith): "لن يقتصر تعاون الشركتين على دولة الإمارات فحسب، بل ستعملان أيضاً على نشر الذكاء الاصطناعي والبنية التحتية الرقمية والخدمات في الدول النامية، حيث سندمج التكنولوجيا المتطورة مع المعايير العالمية الرائدة للذكاء الاصطناعي الآمن والموثوق والمسؤول وذلك بالتنسيق الوثيق مع حكومتي دولة الإمارات العربية المتحدة والولايات المتحدة".

بينما ذكر الرئيس التنفيذي لمجموعة جي 42 بينغ شياو (Ping Xiao): "بفضل الاستثمار الاستراتيجي من مايكروسوفت، نقدمّ تقنيات الذكاء الاصطناعي المتطورة على نطاقٍ واسع، حيث تعزز هذه الشراكة وجودنا في الأسواق الدولية بشكلٍ كبير وتجمع بين القدرات الفريدة للذكاء الاصطناعي لشركة جي 42 والبنية التحتية العالمية القوية لمايكروسوفت، فنحن لا نعمل فقط على توسيع آفاقنا التشغيلية، بل نضع أيضاً معايير جديدة خاصة بالابتكار في القطاع".

ترحيل منصة بيانات جي 42 إلى خدمة مايكروسوفت السحابية

بموجب الاتفاقية ستعمل كلٌّ من مايكروسوفت وجي 42 معاً بشكلٍ وثيق لرفع إطار الأمان والامتثال للبنية التحتية الدولية المشتركة بينهما، من خلال الالتزام بالامتثال لقوانين ولوائح التجارة وأمن الذكاء الاصطناعي المسؤول، مع خضوع هذه الموضوعات كلها لاتفاقية ضمان حكومية دولية مفصلة بين الشركتين طُور بالتشاور بين كلٍّ من الحكومتين الإماراتية والأميركية.

علاوة على ذلك، ستعمل جي 42 على توسيع نطاق التزامها الحالي بنشر عروض خدمة مايكروسوفت كلاود لتعزيز الخدمات وتقديم حلول ذات قيمة مضافة لعملائها، ومن خلال هذه الشراكة ستنتقل منصة بيانات جي 42 وغيرها من البنية التحتية التكنولوجية الأساسية إلى منصة مايكروسوفت السحابية للاستفادة منها في التوسع وقدرات الأمان.

اقرأ أيضاً: 5 نصائح لتحقيق أقصى استفادة من المساعد الذكي مايكروسوفت كوبايلوت

كما سيسمح ترحيل منصة بيانات جي 42 إلى خدمة مايكروسوفت السحابية للشركة الإماراتية بتطوير منتجات ذكاء الاصطناعي وإنشاء خدمات يمكن أن تتوسع لاحقاً، لتحقيق أوقات تسليم أسرع لعملائها على مستوى العالم وتسريع التحول نحو الذكاء الاصطناعي في الأسواق الناشئة، وتعزيز النمو العادل في الذكاء الاصطناعي على مستوى العالم.

شراكة جديدة ومتجددة بين مايكروسوفت وجي 42

عملت شركة جي 42 القابضة التي تنضوي تحت لوائها 7 شركات فرعية أخرى منذ فترة طويلة مع شركة مايكروسوفت بشكل وثيق للمساعدة على تحسين الحلول السحابية وحلول الذكاء الاصطناعي في المنطقة العربية. على سبيل المثال في العام الماضي كانت جي 42 واحدة من أوائل الشركاء الذين التزموا بتنفيذ عرض مايكروسوفت كلاود للسيادة (Microsoft Cloud for Sovereign) للمؤسسات التي تتخذ من الإمارات مقرا لها.

حيث أتاح العرض لشركات القطاع العام في الإمارات العربية المتحدة والصناعات المنظمة استخدام قدرات منصة جديدة لتأمين البيانات الحساسة، وتوفير الوصول إلى أحدث الميزات السحابية وميزات الذكاء الاصطناعي المتوفرة على خدمة مايكروسوفت آزور السحابية العامة، ومساعدتها على الامتثال للخصوصية المحلية والمتطلبات التنظيمية.

كما من المتوقع أن تستضيف شركة مايكروسوفت وتشغل نماذج اللغة الكبيرة التي طوّرتها شركة جي 42 على خدمتها السحابية، مثل نموذج جيس (Jais) الذي يعتبر أو نموذج لغوي كبير يعمل باللغة العربية ويوفّر لأكثر من 400 مليون ناطق باللغة العربية الفرصة لاستكشاف إمكانات الذكاء الاصطناعي التوليدي، بالإضافة إلى نموذج 42 إم (42M) الذي طُوِّر من أجل تبسيط إعداد التقارير الطبية.

اقرأ أيضاً: ما الميزات التي يتمتع بها النموذج اللغوي العربي «جيس»؟

نشر البنية التحتية لتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في المنطقة العربية وإفريقيا  

إلى جانب توفير قدرات متقدمة في مجال الذكاء الاصطناعي داخل دولة الإمارات، ستفيد الشراكة أيضاً مناطق خارج الإمارات العربية المتحدة بطرق من شأنها تحسين تجربة الشركات للحوسبة السحابية، فمن خلال توفير البنية التحتية الموسعة لمراكز البيانات ذات زمن الوصول المنخفض إلى الأسواق الناشئة، سيسهم كلٌّ من جي 42 ومايكروسوفت في تسريع التحول الرقمي عبر الصناعات الرئيسية في تلك المناطق.

سيوفرّ هذا للبلدان في مختلف أنحاء الشرق الأوسط وآسيا الوسطى وإفريقيا وصولاً موسعاً إلى الخدمات والتقنيات التي ستسمح لها بمعالجة المخاوف التجارية الأكثر تحدياً مع ضمان أعلى معايير الأمن والخصوصية.

اقرأ أيضاً: جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي وشركة «كور 42» تُطلقان «جيس للمناخ»: أول نموذج من نوعه في العالم مخصص للمناخ

علاوة على ذلك، ستدعم الشراكة أيضاً تطوير مجموعة من المواهب والقوى العاملة الماهرة والمتنوعة في مجال الذكاء الاصطناعي، والتي ستدفع الابتكار والقدرة التنافسية لدولة الإمارات العربية المتحدة خاصة، والمنطقة العربية عموماً من خلال استثمار نحو مليار دولار في صندوق للمطورين.

المحتوى محمي