كيف تتنامى أهمية دور الرئيس التنفيذي للتكنولوجيا في الشركات؟

3 دقائق
كيف تتنامى أهمية دور الرئيس التنفيذي للتكنولوجيا في الشركات؟
حقوق الصورة: shutterstock.com/thinkhubstudio

أصبحت كل شركة تقريباً الآن هي شركة تكنولوجيا إلى حدٍ ما، فالتحول الرقمي كان سمة مميزة في العامين الماضيين للشركات في جميع أنحاء العالم. وبينما يعيد القادة التفكير في كل شيء وتحديثه من عملياتهم الخلفية إلى عروض المنتجات والخدمات للعملاء، يتضح أن هذه ليست عملية جافة ولكنها مسعى مستمر.

في قلب كل ذلك، يكمن الرئيس التنفيذي للتكنولوجيا، الذي ارتقى بسرعة عبر سلسلة القيمة ليصبح شخصاً من الصعب الاستغناء عنه في المؤسسات الكبيرة على مستوى العالم، بغض النظر عن قطاع الأعمال وطبيعته، حيث تتزايد كمية ونوعية أدوار ومهام الرؤساء التنفيذيين للتكنولوجيا. في أكثر الشركات تقدماً، تكمن مهمة الرؤساء التنفيذيين للتكنولوجيا في التركيز على البحث والتطوير أكثر من تركيزهم على العمل المؤسساتي.

الرئيس التنفيذي للتكنولوجيا ودوره المحوري في تطوير المؤسسة

في عام 2022، أسهمت "هايدريك آند ستراغلز" بتعيين 101 رئيس تنفيذي للتكنولوجيا حول العالم، بزيادة 31% مقارنة بعام 2021، و36% منهم كانوا مسؤولين بشكلٍ مباشر أمام الرؤساء التنفيذيين.

لطالما كان التسلسل الإداري المباشر أمام الرئيس التنفيذي سمة من سمات قطاع التكنولوجيا، ولكنه تطورٌ جديد في مجالات أخرى مثل الإنتاج الصناعي والخدمات المالية، والأهم من ذلك هو أن سهولة انتقال الرئيس التنفيذي للتكنولوجيا واستلامه منصب الرئيس التنفيذي أصبح أكثر قابلية للتطبيق، وإن كان لا يزال غير شائع نسبياً. ترى الشركات أن الحصة الأكبر من أرباحها تأتي من تقنيتها بدلاً من السلع المادية الخالصة. 

على سبيل المثال، نجحت أمازون في تحقيق هوامش ربح كبيرة من خلال الإعلانات متجاوزةً بذلك خدمات "برايم" و"فيديو برايم" واشتراكات الكتب الصوتية والإلكترونية الأخرى، والآن تقف الإعلانات جنباً إلى جنب مع "أمازون ويب سيرفيسز" باعتبارهما أكبر مصدر ربح للشركة، وبما أن هذا المسار يصبح أكثر قابلية للتطبيق بالنسبة للمؤسسات في جميع أنحاء العالم، يبدأ الرؤساء التنفيذيون للتكنولوجيا بشكلٍ طبيعي في حجز مقعد ضمن تخطيط التعاقب على المستوى التنفيذي.

اقرأ أيضاً: ما هي المنصات التي بدأت تظهر لمنافسة تويتر بعد أن اشتراه إيلون ماسك؟

كيف يتم تحويل دور الرئيس التنفيذي للتكنولوجيا إلى القيادة الاستراتيجية؟

يعتمد تحول الدور الخاص إلى دور القيادة الاستراتيجية على احتياجات العمل، حيث تصبح التكنولوجيا أساسية لنجاح المؤسسة. في القطاع الصناعي من بين العديد من القطاعات الأخرى، أصبحت البرمجيات التي تتحكم في المعدات الرأسمالية مصدراً رئيسياً للربح.

على الجانب الآخر وبعيداً عن المناصب، شهدنا اقتراب الرئيس التنفيذي للتكنولوجيا من العميل، وأصبح على تماس مباشر معه، لأنه يتولى في كثيرٍ من الأحيان المسؤولية عن نظام التكنولوجيا الخارجي بالإضافة إلى نظامها الداخلي، فالقادة يتطلعون دائماً إلى الرئيس التنفيذي للتكنولوجيا لخلق نوعٍ من الصخب والضجيج حول قطعة تقنية جديدة، وتحديد كيفية ربطها بسوقهم وعملائهم بشكلٍ متزايد، الأمر الذي أدّى إلى تقارب آخر بين كلٍّ من الرئيس التنفيذي للتكنولوجيا ومدير المنتجات.

كانت القوى العاملة البشرية في قطاعات مثل الخدمات المالية هي نقطة الاتصال التقليدية مع العملاء، إلى أن حلّت التكنولوجيا محلهم، الأمر الذي عزز حيوية موقع الرئيس التنفيذي للتكنولوجيا في تجربة المستخدم النهائي. في "جيت بلو" (Jet Blue) على سبيل المثال، وهي شركة طيران أميركية منخفضة التكلفة، يشرف الرئيس التنفيذي للتكنولوجيا على هندسة المنتجات وعمليات التكامل وعلوم البيانات، ويدعم كبير المسؤولين الرقميين والتكنولوجيا، الذي يشمل اختصاصه التجارة الرقمية بالإضافة إلى التكنولوجيا الشاملة ورأس المال الاستثماري. صُممت المؤسسة لتمكين الانتقال السلس من الابتكار إلى النشر الموجه للعملاء.

اقرأ أيضاً: هل البيانات هي نفط المستقبل؟

تواصل فعّال بين الرئيس التنفيذي وفِرق المبيعات ودوره في تجربة العملاء

هذا هو المكان الذي نرى فيه الحذاقة الرقمية تؤدي دوراً؛ فمشاركة العملاء بشكلٍ أفضل تؤدي إلى توليد بيانات ورؤى أقوى في دورة حميدة تُميّز تطوير المنتجات وتحسين جودة الخدمات، وهذا ما تحققه أفضل المؤسسات أداءً في العالم اليوم والتي تأتي نتيجةً للاتصال الوثيق بين الرئيس التنفيذي للتكنولوجيا وفِرق المبيعات والتسويق لمساعدتهم على فهم ما يمكنهم بيعه وكيف. تترجم علاقة العمل الوثيقة أنهم يفهمون ما هو موجود في خارطة طريق التكنولوجيا وما سيعنيه لعملائهم.

كما يعمل الرؤساء التنفيذيون للتكنولوجيا الأكثر فاعلية مؤثرين و"بنّائين". من ناحية، يجب فهم ومعرفة ما يحاول مستوى الرؤساء التنفيذيين الأكثر تقليدية تحقيقه، وأن يكونوا قادرين على إثبات قضية الاستثمار في التكنولوجيا على أنها الحل لأغلب المشكلات، خاصةً عندما لا تكون هذه التكنولوجيا مفهومة جيداً من قِبل أقرانهم.

من خلال أبحاث "هايدريك آند ستراغلز" وخبرتها في العمل مع كبار القادة، تعد القيادة الابتكارية أحد العوامل الدافعة التي تُميّز الأفراد الأفضل أداءً. يتضمن ذلك بناء الهياكل والعمليات التي تسرّع الأفكار الجديدة على نطاق واسع من خلال التعاون والتكيُّف بدلاً من القيادة ببساطة من خلال الرؤية والتأثير. يمكن لمدراء التكنولوجيا القادرين على تجسيد هذا المفهوم إحداث فرق ملحوظ يتجاوز نطاق الوظيفة لتعيينهم الحالي.

اقرأ أيضاً: إليك أبرز الشركات والمؤسسات التي تستفيد حالياً من قدرات تشات جي بي تي

إن الأعمال والصناعات في مراحل مختلفة إلى حدٍ كبير فيما يتعلق باستيعاب مدراء التكنولوجيا، ولكن من المؤكد أن الجانب الاستراتيجي لمنصب الرئيس التنفيذي للتكنولوجيا سيستمر وسيتضح أكثر في قادم الأيام، ويجب علينا أن نتذكر دائماً أن التحول الناجح لا يحدث إلّا عندما يتم دعم الرئيس التنفيذي للتكنولوجيا بشكلٍ كامل داخل المؤسسة ويكون قادراً على العمل بشكلٍ وثيق مع العديد من الشركاء المعنيين وفق ما تقتضيه المصلحة المشتركة للجميع.

المحتوى محمي