زادت تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي من سهولة تعلُّم اللغات، وأصبح بإمكان المتعلمين خوض تجربة تعليم مخصصة تناسب قدراتهم ومستوياتهم اللغوية، بما في ذلك تعلُّم النطق الصحيح وتلقي ردود مباشرة حول لفظهم الكلمات وتصحيحها. وقد تم تطوير عدة تطبيقات مدعومة بالذكاء الاصطناعي تعمل على تحسين النطق والمحادثة، بالإضافة إلى بوتات الدردشة الشهيرة مثل تشات جي بي تي وجيميناي وغيرها.
كيف تساعد تطبيقات الذكاء الاصطناعي على تعلُّم النطق الصحيح للغات الجديدة؟
تساعد تطبيقات الذكاء الاصطناعي على تعلُّم النطق الصحيح للغات الجديدة بعدة طرق، منها:
تلقي الملاحظات الفورية
تقيّم بوتات الدردشة التي تعمل بالذكاء الاصطناعي أخطاء النطق وتقدّم تصحيحات فورية للقواعد واستخدام المفردات والنطق، ما يساعد المتعلمين على تحديد الأخطاء وتصحيح تراكيب جملهم ونطقهم الكلمات على الفور، وبالتالي تعزيز فهمهم قواعد اللغة وتحسين الدقة بشكلٍ عام.
تكنولوجيا التعرّف إلى الكلام
تحلل تكنولوجيا التعرف إلى الكلام أنماط كلام المتعلم، وتوفّر ملاحظات مفصّلة ودقيقة حول جوانب مثل النطق واللكنة، وبالتالي تحسين المفردات وإتقان لفظ اللغة الجديدة.
المحادثات التفاعلية
تحاكي تطبيقات المحادثة المحادثات الواقعية، وتسمح للمتعلمين بالتحدث في حوارات عبر سياقات مختلفة، مثل المحادثات اليومية والمحادثات في أماكن العمل، ما يساعد على زيادة الطلاقة وبناء الثقة.
التمارين التفاعلية
توفّر تطبيقات تعليم اللغات بالذكاء الاصطناعي تمارين تفاعلية مثل الاختبارات والألعاب والبطاقات التعليمية والمكافآت لإشراك المتعلمين وتعزيز مهاراتهم اللغوية بطريقة ممتعة وفعّالة، ويمكن أن يساعد ذلك على خلق تجربة تعليمية أكثر جاذبية وفاعلية.
التعلُّم المخصص
تعمل تطبيقات تعلُّم اللغات المدعومة بالذكاء الاصطناعي على تكيُّف المحادثات مع احتياجات وتفضيلات المتعلمين الفردية، فهي تحلل تقدم المستخدمين وتقدّم ملاحظات واقتراحات مخصصة، بالإضافة إلى تحليل نقاط القوة والضعف لدى المتعلم، وتخصيص المحتوى ومستوى الصعوبة بما يتناسب مع احتياجات الفرد، ما يجعل عملية التعلُّم أكثر كفاءة وفاعلية.
اقرأ أيضاً: كيف تستخدم أدوات الذكاء الاصطناعي للتدرب على اختبارات الآيلتس (IELTS) والتوفل (TOEFL)؟
أبرز تطبيقات الذكاء الاصطناعي المساعِدة على تعلُّم النطق الصحيح
تطبيقات تعلُّم اللغات المدعومة بالذكاء الاصطناعي كثيرة، ويمكن أن تساعد على تصحيح النطق، ومن أبرزها:
إلسا سبيك
يعتمد تطبيق إلسا سبيك (ELSA Speak) على الذكاء الاصطناعي لتحسين نطق متعلمي اللغة الإنجليزية. يستمع إلى مدخلات المستخدمين المنطوقة ويوفّر ملاحظات مفصّلة حول اللفظ والنبرة وأصوات الأحرف، بالإضافة إلى القواعد والمفردات المستخدمة. يمكن استخدام التطبيق مجاناً، لكن الوصول إلى الميزات كاملة يتطلب اشتراكاً مدفوعاً.
لانغ أيه آي
يمكن لمستخدم تطبيق لانغ أيه آي (LangAI) التحدث كتابياً مع بوت الدردشة أو شفهياً، وتلقي تصحيحات وشروحات مباشرة لأي أخطاء ارتكبها في أثناء المحادثة، والاستماع إلى نطقه مرة أخرى ومقارنته بالنطق الصحيح، وبالتالي تصحيح الأخطاء بسرعة. يدعم هذا التطبيق أكثر من 20 لغة، ويتوفر مجاناً أيضاً، وبخطط مدفوعة لاستخدامه دون قيود.
توك بال
توك بال (TalkPal) هو تطبيق لتعلُّم اللغات، يستخدم الذكاء الاصطناعي لتخصيص تجارب التعلُّم، ويمكن للمستخدم الدردشة حول عدد غير محدود من الموضوعات عن طريق الكتابة أو الصوت. يدعم ما يزيد على 50 لغة، لكن الدردشة محدودة بـ 10 دقائق من الاستخدام اليومي في الخطة المجانية.
دولينجو
يُعدّ دولينجو (Duolingo) من أشهر تطبيقات تعلُّم اللغات، وأصبح يستخدم الذكاء الاصطناعي لتخصيص تجارب التعلم. يوفّر التطبيق مجموعة متنوعة من الأنشطة الجذابة والاختبارات والألعاب التي تتكيف مع مستوى مهارة المستخدم وتفضيلات التعلُّم. التطبيق مجاني، لكن بعض الميزات الإضافية تحتاج إلى اشتراك مدفوع.
من التطبيقات الأخرى التي تستخدم الذكاء الاصطناعي في تعلُّم اللغات، وتدمج تكنولوجيا التعرّف إلى الكلام لتقديم ملاحظات وتوصيات مخصصة: تطبيق بابل (Babbel) ومندلي (Mondly) وروزيتا ستون (Rosetta Stone).
بوتات الدردشة مثل تشات جي بي تي وجيميناي
تحاكي المحادثات الصوتية في بوتات الدردشة مثل تشات جي بي تي وجيميناي المحادثة الواقعية مع المتحدثين الأصليين. ويتلقى المتعلّم من خلالها ردوداً فورية حول النطق والقواعد والكتابة، ما يجعلها خيارات متعددة الاستخدامات لمتعلمي اللغة وتساعد على تحسين مهارات التحدث بثقة وطلاقة.
اقرأ أيضاً: أفضل 6 تطبيقات لتعلم اللغات الأجنبية
فوائد استخدام الذكاء الاصطناعي في تعلُّم اللغات
بالإضافة إلى تعلّم النطق الصحيح، يعود استخدام أدوات تعلم اللغة المدعومة بالذكاء الاصطناعي بفوائد عدة مثل:
- تسريع عملية التعلُّم بشكلٍ كبير من خلال توفير ملاحظات فورية وتحديد نقاط الضعف التي يجب تحسينها وتعديل خطة التعلُّم وفقها.
- توسيع المفردات من خلال توفير بنوك الكلمات وأمثلة الاستخدام وفق السياق وتمارين بناء المفردات.
- تتبع التقدم وتوفير تقارير مفصّلة عن إنجازات المتعلمين وما عليهم تحسينه وزيادة التركيز عليه.
- تحفيز المتعلمين ومشاركتهم، والتزامهم بتعلُّم اللغة من خلال التعليم التفاعلي.
- المرونة في الوصول إلى المواد التعليمية في أي وقتٍ وفي أي مكان.
من المهم تحديد أهداف واضحة من كل جلسة تعلُّم، مثل إتقان أصوات أو عبارات معينة، لزيادة التركيز والفائدة، ودمج التطبيقات مع موارد التعلم التقليدية مثل الكتب، وممارسة المحادثة بانتظام، ومراقبة التقدم والتحسّن بمرور الوقت والتغييرات في صحة النطق.