ما هي أبرز تطبيقات الذكاء الاصطناعي في السيارات؟

4 دقائق
ما هي أبرز تطبيقات الذكاء الاصطناعي في السيارات؟
حقوق الصورة: shutterstock.com/ Have a nice day Photo

لا يختلف اثنان على أن تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي موجودة في كل مكان الآن وفي جميع القطاعات تقريباً، وقد تختلف درجة تطبيقها، لكن لا يمكن التغاضي عن تأثيرها. حيث أصبحت تؤثر فيما نستخدمه ونشاهده، وما نشتريه، حتى طريقة قيادتنا للسيارات، وفي حين أن التوجه الأبرز في الآونة الأخيرة هو السيارات ذاتية القيادة، فإن تطور علم البيانات ونماذج التعلم الآلي قد غير طريقة قيادتنا للسيارات التقليدية الموجودة الآن بشكل كامل.

فرص واعدة ونمو كبير متوقع لقطاع السيارات

وفقاً لشركة أبحاث السوق ميتيكلوس (Meticulous)، من المتوقع أن ينمو سوق الذكاء الاصطناعي للسيارات بمعدل نمو سنوي مركب يبلغ 39.8% ليصل إلى 15.90 مليار دولار أميركي بحلول عام 2027، وهذا يعود إلى أن القدرات المتقدمة لتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، بجانب توقعات المستهلكين المتزايدة، سوف تدفع الكثير من شركات السيارات في جميع أنحاء العالم بشكل متزايد لتبني الذكاء الاصطناعي في عملياتها سواء المتعلقة بالتصميم أو التصنيع أو حتى الشراء.

ومن المتوقع أن يشهد الذكاء الاصطناعي العالمي في سوق السيارات نمواً كبيراً خلال السنوات القادمة بسبب الطلب المتزايد على المركبات ذاتية القيادة، واعتماد حلول السيارات المتقدمة، والاعتماد المتزايد على الذكاء الاصطناعي لإدارة حركة المرور، حيث بدأت بالفعل العديد من الشركات بالاستثمار بكثافة في تكنولوجيات الذكاء الاصطناعي لجني الأرباح في بيئة سوق ديناميكية وتنافسية للغاية.

وبحسب العديد من الدراسات، فإن قطاع السيارات موعود بثورة هائلة في السنوات القادمة، مع بدء العديد من شركات السيارات في تطبيق تكنولوجيات مبتكرة في منتجاتها وعملياتها من أجل البقاء متقدمة باستمرار على منافسيها، حيث إن الذكاء الاصطناعي وتكامل علوم البيانات لن يساعدا فقط مصنّعي السيارات، ولكن أيضاً موردي المكونات ومقدمي البرامج وشركات التأجير والمؤسسات الأخرى ذات الصلة بالسيارات.

اقرأ أيضاً: كيف يمكن أن تكون السيارات ذاتية القيادة أكثر أماناً على الطريق؟

كيف يتم دمج إمكانات الذكاء الاصطناعي في السيارات؟

مع عدم وصول السيارات ذاتية القيادة بشكلها النهائي حتى الآن إلى الطرقات، والتي ستكون مدعومة بالكامل بتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، فإن هذا لم يمنع الشركات الناشئة من ابتكار العديد من نماذج الذكاء الاصطناعي ودمجها في السيارات التقليدية الموجودة في السوق الآن، حيث بدأت العديد منها في تقديم تكنولوجيات الأنظمة المتقدمة لمساعدة السائق (Advanced Driver Assistance System اختصاراً (ADAS)) لمساعدة السائقين أثناء القيادة. ومن أبرز هذه النماذج ما يلي:

  • مساعد صوتي افتراضي

عملت شركة البرمجيات اللغوية التكنولوجية سابينت إكس (SapientX) بالتعاون مع شركة تصنيع السيارات ميتسوبيشي موتورز (Mitsubishi Motors) على تصميم مساعد صوتي مدعوم بتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، من أجل تسهيل التفاعل مع السائقين.

  • توفير بيانات في الوقت الفعلي

لدى شركة كار في (CarVi) نموذج مدعوم بتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي يتم تثبيته في السيارات، لتوفير بيانات تحليلية عن أساليب القيادة، وتقديم التنبيهات في الوقت الفعلي لتحذير السائقين من الأخطار المحتملة مثل مغادرة المسار، والاصطدامات الأمامية وظروف القيادة. كما يستخدم النموذج أيضاً نظام تسجيل فيديو لتقييم مهارات القيادة لمساعدة السائقين على تغيير السلوكيات والعادات السيئة، ومساعدة شركات تأجير السيارات على تتبع سياراتهم، وتلقي تقارير عن أداء السيارات، وتوفير لقطات مسجلة للحوادث لشركات التأمين.

  • مستشعرات ذكية لتنبيه السائقين

ابتكرت شركة ناوتو (Nauto) أجهزة استشعار مدعومة بتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي موجهة لشركات السيارات، حيث يقلل نظام السائق الذكي القيادة المشتتة التي تؤدي إلى الاصطدامات، ويستخدم النظام التنبيهات في الوقت الفعلي لإبقاء السائقين منتبهين بدرجة كافية لتجنب الاصطدامات والمخالفات المرورية. ومن خلال الفيديو وتكنولوجيا التعرف على الوجه، تساعد هذه الأنظمة الشركات على معالجة المطالبات مع شركات التأمين بشكل أكثر كفاءة.

كيف يُساهم الذكاء الاصطناعي في تغيير صناعة السيارات للأفضل؟

بدأت شركات تصنيع السيارات منذ فترة طويلة بإدخال تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي بشكل فعال في مراحل إنتاج السيارات المختلفة، بما في ذلك أنظمة التصنيع والتصميم وسلسلة التوريد والإنتاج ومرحلة ما بعد الإنتاج. علاوة على ذلك، يعمل الذكاء الاصطناعي بشكل استباقي على تحويل خدمات ما بعد البيع مثل الصيانة والتأمين التنبؤية.

  • التصميم والتصنيع

مع وجود الكثير من البيانات التي يتم إنشاؤها حول سلوك قيادة السيارة، ونمط الاستخدام، والتفضيل لنوع معين من المميزات، يساعد الذكاء الاصطناعي المصممين وفرق التطوير على تصميم نماذج مستقبلية أكثر صلة بما يريده المستهلكون. حيث يمكنهم إضافة أو طرح العناصر والمميزات في السيارة بناءً على كيفية استخدام المستهلكين لنماذج معينة من السيارات، وهذا من شأنه أن يجد التقدير من المستهلك النهائي، بالإضافة إلى المساعدة على استخدام الموارد بشكل أكثر فعالية.

اقرأ أيضاً: شركة هيونداي تكشف النقاب عن سيارة طائرة مستوحاة من شكل الفراشة

أما عن التصنيع بمساعدة نماذج التعلم الآلي، أصبحت الروبوتات تكتسب مهارات كثيرة في عملية التصنيع، حيث أصبحت عنصراً أساسياً في معظم المصانع الكُبرى، ويتم استخدامها لمساعدة العمال في عملية تصنيع السيارات وإنتاجها. وربما في المستقبل القريب، ستكون هذه الروبوتات المدعومة بالذكاء الاصطناعي قادرة على التحكم في المصنع بالكامل وإدارته دون الحاجة إلى عمالة ضخمة وإشراف بشري على مدار الساعة وطوال أيام الأسبوع.

  • تطوير تجربة مستخدم جذابة ومخصصة

ربما لم نصل إلى السيارات ذاتية القيادة حتى الآن، ولكن التواصل والتعلم والتفاعل بين السيارة والسائق موجود بالفعل اليوم، حيث تتعرف نماذج الذكاء الاصطناعي في السيارة على درجة الحرارة، أو الوجهة، أو حتى قائمة التشغيل المفضلة، وذلك لجعل تجربة القيادة والتنقل أكثر متعة وجاذبية وسهولة. ومع ذلك يمكن دفع هذه التجربة لأقصى حد من خلال تطوير تجربة مستخدم أكثر خصوصية.

حيث يمكن لنماذج الذكاء الاصطناعي تقديم أنماط سلوكية للمستخدم لمصنعي السيارات لمساعدتهم في إنشاء تجربة عملاء مخصصة ومباشرة عبر الأنظمة داخل السيارة، حيث يمكن لأنظمة المعلومات والترفيه المدعومة بالذكاء الاصطناعي التعرف على عادات السائقين وتفضيلاتهم بمرور الوقت، وضمان أن البيئة داخل السيارة هي ما يحتاجه السائق بالضبط.

اقرأ أيضاً: ما هي أحدث الأفكار في تصميم السيارات ذاتية القيادة التي يمكنها الذهاب إلى أي مكان؟

  • اختيار السيارة بناءً على التفضيلات الشخصية

في حين أن استخدام نماذج الذكاء الاصطناعي يعمل على أتمتة تصنيع السيارات وتقديم تجارب مستخدم محسّنة، فإنه يمكن أيضاً أن يتدخل في عملية اختيار المستهلك لسيارته المستقبلية بناءً على تفضيلاته الشخصية، حيث يمكن لأنظمة واجهة العملاء المدعومة بالذكاء الاصطناعي أن توصي بأفضل السيارات بناءً على مهارات القيادة لدى المستهلك، وعمره، وحالته الصحية، و مخالفاته المرورية وغيرها، ما يساعد في القدرة على ضبط عروض المنتجات ونماذجها وتخصيصها بدقة وصولاً إلى أدق التفاصيل.

رؤية مستقبلية أكثر إشراقاً

مما لا شك فيه أن التكنولوجيات المستقبلية المدعومة بالذكاء الاصطناعي ستضيف المزيد من القيمة لقطاع تصنيع السيارات، ما يساعد على تسريع الإنتاج، وزيادة الطاقة الإنتاجية، وجمع البيانات مع تقديم تجربة مستخدم فريدة. وسيكون وقود النمو الاقتصادي المستقبلي لقطاع السيارات هي البيانات الضخمة، حيث يمكن للنماذج القائمة على التعلم الآلي الذي يستخدم البيانات الضخمة، أن تتنبأ بشكل صحيح بتقلب العرض والطلب وتضمن أيضاً حصول العميل على المنتج المناسب بناءً على تفضيلاته الشخصية.

اقرأ أيضاً: هل يتعين علينا تقبّل انتشار السيارات ذاتية القيادة على الطرقات دون أن نميزها؟

ختاماً، نجد أن تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي يمكن أن تحول قطاع السيارات للأفضل بشكل كُلي، من كيفية القيادة إلى كيفية التعامل مع السيارة نفسها، والخبر السار هو أن صناعة السيارات لا تقوم باحتضان تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي بأذرع مفتوحة وحسب، بل تبدو مستعدة أكثر من أي وقت مضى لاستغلال هذه التكنولوجيا لتسريع نموها الحالي والمستقبلي.

المحتوى محمي