شاع مصطلح إنترنت الأشياء كثيراً في السنوات الأخيرة، وهو يشير إلى اتصال الأشياء بعضها بعضاً وبالبشر عبر الإنترنت. أصبح بالإمكان تطبيقها في قطاعات متعددة لجمع بيانات تفيد في تبسيط العمليات المختلفة وتحسينها وأتمتتها والتحكم بها. وهذه أبرز تطبيقات إنترنت الأشياء واستخداماتها.
المنازل الذكية
المنازل الذكية من أوضح الأمثلة عن إنترنت الأشياء، وفيها يمكن توصيل عدة أجهزة ذكية بالإنترنت والتحكم فيها عبر تطبيقات الهاتف المحمول.
الباب الذكي
يمكن تزويد الأبواب بأقفال ذكية، بتكلفة منخفضة نسبياً، لتنعم بالأمان. وعن طريق تطبيق الهاتف الذكي يمكنك فتح الباب وإقفاله بمجرد دخول أحدهم المنزل أو بعد مغادرته. للتوضيح، إذا كان هناك شخص يريد دخول منزلك وأنت غير موجود، ستتمكن من فتح الباب له باستخدام تطبيق الهاتف الذكي.
اقرأ أيضاً: ما هو المنزل الذكي؟ وما هي أبرز التكنولوجيات التي تجعل منزلك ذكياً؟
الإضاءة الذكية
يمكن في المنزل الذكي التحكم بالإضاءة بهدف توفير الطاقة، ويمكن برمجة الإضاءة الذكية لتستجيب للأوامر الصوتية وأجهزة كشف الحركة. تعمل هذه المستشعرات على تشغيل الضوء عندما يدخل شخص ما الغرفة وإطفائه عند مغادرتها. وأيضاً يمكن ضبطها لتعمل عندما يكون الضوء المحيط أقل من حد معين، كأن يتم تشغيله عندما يكون ضوء الشمس ضعيفاً.
من المستشعرات الشائعة في المنازل الذكية أيضاً أجهزة تنظيم الحرارة الذكية وأجهزة التحكم في الرطوبة وحساس الدخان والحريق.
اقرأ أيضاً: مع بدء انتشارها حول العالم: ما هي أبرز سلبيات وإيجابيات المنزل الذكي؟
المدن الذكية
تُسخر الحكومات التكنولوجيا الآن لخدمة السكان والمواطنين، ما أدى لظهور ما يُعرف بالمدن الذكية، وهذه أبرز تطبيقات إنترنت الأشياء فيها.
اقرأ أيضاً: ما هي المدن الذكية؟ وما هي أبرز التكنولوجيات التي تجعلها ذكية حقاً؟
إدارة المرور
بعد تحليل حركة المرور في المدينة على فترة زمنية طويلة، يمكن التنبؤ بحالة حركة السير خلال ساعات الذروة، وبالتالي مساعدة الركاب والسائقين على اتباع طرق بديلة لتجنب الازدحام والتأخير.
الإضاءة الذكية في الشوارع
توفر الإضاءة الذكية في الشوارع كميات هائلة من الطاقة، ويمكنها اكتشاف مرور الأشخاص أو المركبات بالقرب منها، لتعمل على زيادة شدة الضوء. وعندما يبتعد الشخص المار أو المركبة، تنخفض شدة الإضاءة تلقائياً لتوفير الطاقة. وخلال حالات الطوارئ، يتم تنشيط أقصى شدة ممكنة للضوء.
رصد التلوث
في المدن الذكية، تُنشر أجهزة استشعار ذكية في جميع الأنحاء لتراقب علامات التلوث المتمثلة بدرجة الحرارة وجودة الهواء (مثل مستوى ثاني أوكسيد الكربون والضباب والدخان) والرطوبة وغيرها. تُجمع البيانات من أجهزة الاستشعار الذكية هذه، وترسل إلى محطات المراقبة للكشف عن جودة الهواء والتلوث.
المواقف الذكية
تجمع المستشعرات الذكية الموجودة في مواقف السيارات البيانات باستمرار حول توفر أماكن الوقوف، ليُصار إلى تحديثها في الوقت الفعلي، وتزويد السائقين بمواقع المواقف الشاغرة.
إدارة الصرف الصحي والنفايات
تتفاقم مشكلة النفايات ومياه الصرف الصحي والتخلص منها في المدن مع زيادة عدد السكان. في العديد من المدن يكون الحل بالتخلص من مياه الصرف الصحي بإعادة تدويرها وتنقيتها في وحدات معالجة المياه. أما أهمية إنترنت الأشياء هنا هي تحليل كمية مياه الصرف والاستهلاك في منطقة جغرافية للتخلص منها بفعالية.
أما النفايات، يمكن التنبؤ بكميتها في موقع معين، وبطريقة معالجتها والتخلص منها. على سبيل المثال، يمكن لأجهزة الاستشعار الذكية في صناديق القمامة إرسال تنبيهات إلى نظام إدارة النفايات بمجرد امتلاء الحاوية.
بالاستفادة من البيانات التي يتم جمعها في هذا الخصوص، يمكن تحليلها لمعرفة كمية النفايات المتولدة في كل جزء من المدينة خلال مدة زمنية محددة، ومن ثم الاستفادة من هذه البيانات في التخطيط أثناء توسيع المدينة ومشاريع التطوير.
اقرأ أيضاً: كيف ستغير أجهزة إنترنت الأجسام حياتنا؟
الأجهزة القابلة للارتداء
الأجهزة القابلة للارتداء من أول تطبيقات إنترنت الأشياء، وأكثرها وضوحاً، ومنها الساعات الذكية التي يمكن ربطها بالهواتف الذكية، وقراءة الرسائل النصية من خلالها، وإظهار إشعارات التطبيقات، وتتبع الموقع، ومراقبة حالة التمرين، والتذكير بالجداول الزمنية، ومراقبة الحالة الصحية باستمرار، والتطبيقات المنقذة للحياة.
يمكن ربط بعض الأجهزة الصحية القابلة للارتداء مع الأطباء لإبلاغهم عن العناصر الحيوية للمريض أو عن نسبة السكر لديه في الوقت الفعلي مثلاً. كما يمكن ربط بعض الأجهزة الأخرى التي يرتديها الأطفال مع آبائهم ليتتبعوا مواقعهم.
تتطور الأجهزة القابلة للارتداء باستمرار، ومن المتوقع مستقبلاً أن تكون قادرة على الكشف المبكر عن الأمراض لتلقي العلاج خلال المراحل المبكرة.
اقرأ أيضاً: ساعة أبل قد تتمكّن يوماً ما من الكشف عن الإصابة بمرض ألزهايمر
الرعاية الصحية
من أهم تطبيقات إنترنت الأشياء تطبيقات الرعاية الصحية، فهي تساهم في تحسين نظام رعاية المرضى بالكامل من خلال:
- جمع البيانات الحيوية للمريض من الأجهزة الموجودة بجانب سريره.
- الوصول إلى السجلات الطبية ومعلومات المريض من أقسام متعددة.
- مراقبة حالة المريض عن بعد واقتراح الإجراءات اللازمة عند الحاجة.
- مراقبة المريض على مدار الساعة، وتحذير الأطباء عند حدوث تغيرات في علاماته الحيوية.
- زيادة الكفاءة الكلية وتوفير الوقت لكل إجراء طبي.
- التشخيص في الوقت الفعلي.
- تحسين الدقة في المعلومات.
المركبات ذاتية القيادة
المركبات ذاتية القيادة من أكثر تطبيقات إنترنت الأشياء تطوراً، وهي تعتمد على الذكاء الاصطناعي والمستشعرات الذكية.
تجمع مكونات إنترنت الأشياء (المستشعرات الذكية وأجهزة الرادار وهوائي الترددات اللاسلكية) البيانات حول السيارة وحالة الطريق والمركبات الأخرى والأشياء الموجودة على الطريق وظروفه، ويتنبأ الذكاء الاصطناعي بسيناريوهات معينة على الطريق.
بناءً على ذلك، تساعد المركبات ذاتية القيادة السائقين على القيادة بأمان وتجنب الاصطدامات والتحذير من ظروف الطريق والمركبة، وتساعد في تثبيت السرعة وركن السيارة وإدارة الوقود والطاقة بكفاءة وغيرها.
اقرأ أيضاً: ما الفرق بين إنترنت الأشياء والذكاء الاصطناعي؟
الزراعة الذكية
مع التطور التكنولوجي الكبير في عصرنا، لا يرغب الشباب بالعمل بالزراعة، ويفضّلون وظائف مختلفة تماماً. في المقابل، مع تزايد أعداد البشر على الأرض سيزداد الطلب على الغذاء، لكن ستقل الأيدي العاملة في الزراعة. لتجنب حدوث ذلك يمكن الاستعانة بإنترنت الأشياء لمساعدة المزارعين والباحثين في هذا المجال على إيجاد طرق محسّنة وفعّالة من حيث التكلفة لزيادة الإنتاج، دون الحاجة إلى عدد كبير من العمال.
اقرأ أيضاً: بلانتي كيوب: حاويات ذكية قد تنقل الزراعة إلى المدن
الري الذكي
الري من أهم العناصر في الزراعة، لكنه يمكن أن يؤدي إلى هدر المياه، وهذا ما يمكن تجنبه في الري الذكي، إذ تُنشر أجهزة الاستشعار الذكية في التربة وترسل معلومات حول ظروف التربة إلى محطة التحكم. عندما تقل نسبة المياه في التربة وتبدأ بالجفاف أو تصل إلى قيمة حدية يحددها المزارع، يبدأ نظام التحكم بتدفق المياه، ويتوقف بعد وقت محدد.
البيوت الدفيئة الذكية
وُجدت البيوت الدفيئة لزيادة إنتاج الخضار والفواكه عن طريق ضبط العوامل الأساسية مثل مستوى ثاني أوكسيد الكربون ودرجة الحرارة ومستوى الرطوبة على مدار الساعة والتحكم في شدة الإضاءة. كل هذه العناصر يمكن ضبطها والتحكم بها باستخدام نظام إنترنت الأشياء الذي يعدّ أكثر كفاءة من العمال، وتكلفته لا تُقارن بأجرهم.
يساعد تحليل البيانات أيضاً بتحديد الوقت الأمثل للزراعة، والمعايير الأفضل لتحقيق أقصى إنتاجية، وتحديد الأسمدة المناسبة، وكيفية التخطيط لمنتج معين جاهز للحصاد.
جودة التربة
يمكن للمستشعرات الذكية أيضاً، بالإضافة إلى قياس رطوبة التربة، تحديد مستوى الحموضة ووجود بعض العناصر الغذائية ودرجة الحرارة والعديد من الخصائص الكيميائية الأخرى، واكتشاف وجود الأمراض في النباتات والتربة.
اقرأ أيضاً: كيف يمكن أن يساعد الذكاء الاصطناعي في تطوير الزراعة التقليدية؟
إنترنت الأشياء الصناعية
ساعد تبني إنترنت الأشياء في تحسين الصناعة، من خلال:
- مراقبة سلسلة التوريد وإدارة المخزون.
- التحسين في تطوير المنتجات.
- أتمتة عمليات الإنتاج الضخمة.
- اختبارات الجودة وتحسين المنتجات.
- تحسين التعبئة والتغليف.
تؤدي تطبيقات إنترنت الأشياء الصناعية إلى خفض تكاليف الإنتاج وتحسين عملية التصنيع بأكملها مع الاستفادة من البيانات التي تجمعها المستشعرات.
إدارة الكوارث
تشكل المستشعرات مثل كاشف الدخان ومستشعر درجة الحرارة ومستشعر الرطوبة ومستشعرات مراقبة ثاني أوكسيد الكربون وغيرها أنظمة استجابة فعّالة للطوارئ في المصانع والمدارس والمستشفيات والمطارات وأي أماكن تجمع عامة أخرى.
تستكشف هذه المستشعرات حالات الطوارئ مثل الحرائق وتنبه المسؤولين مباشرة، وبالتالي تستجيب فرق إدارة الكوارث بفعالية وبسرعة.
إدارة الخدمات اللوجستية وسلاسل التوريد
من المهم نقل البضائع وإيصالها إلى وجهتها بأمان، ويتطلب ذلك عناية وكفاءة كبيرة، مع الحفاظ على الحالة المثالية للبضائع أثناء النقل.
تؤدي إنترنت الأشياء دوراً مهماً هنا، إذ تراقب أجهزة الاستشعار الذكية موقع الشحنات ودرجة الحرارة والرطوبة والصدمة وزاوية إمالة الحاوية واستهلاك الوقود والانبعاثات الملوثة للبيئة، وتُخزن البيانات في نظام سحابي، يراقب المهتمون عبره حركة أسطول الشحن في الوقت الفعلي وإبلاغ العملاء بحالة الشحنات ووقت تسليمها المتوقع، بالإضافة إلى إبلاغهم بأي مشكلة قد تحدث أثناء النقل.
اقرأ أيضاً: تطبيقات الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء والبلوك تشين في تحسين سلاسل التوريد الغذائي
إدارة الطاقة الكهربائية
من الممكن نشر المستشعرات الذكية على طول خطوط نقل الطاقة الكهربائية للإبلاغ عن أي فشل أو خلل يحدث فيها، ولتحديد طبيعة استخدامها، مثل معرفة كمية الطاقة المستهلكة في وقت الذروة باستخدام العدادات الذكية. يمكن لشركات الطاقة استخدام هذه المعلومات لتحسين الشبكات الحالية وإجراء تغييرات جديدة وبالتالي تقليل انبعاثات الكربون.
اقرأ أيضاً: ما هي التحديات التي تواجه إنترنت الأشياء مستقبلاً؟
وفي حالة تعطل أحد خطوط النقل، ستعمل المستشعرات الذكية تلقائياً على التبديل إلى شبكة أخرى لتوفير إمداد مستمر.