بدأت شركة أوبن أيه آي استكشاف طرق جديدة لإقران منتجها بوت الدردشة تشات جي بي تي في كل جهاز ونظام تشغيل متوفر، والبداية مع مستخدمي الهواتف الذكية العاملة بنظام التشغيل أندرويد الذين من المحتمل أن يستخدموا بوت الدردشة مساعداً صوتياً افتراضياً قريباً، دون الحاجة إلى فتح التطبيق نفسه أو الانتقال إلى موقع الويب الخاص به.
لا يعمل هذا التطور على تبسيط وصول مستخدمي هواتف أندرويد إلى المعلومات والمساعدة فحسب، بل أيضاً على تحويل تفاعل المستخدمين مع بوت الدردشة ليصبح يومياً.
هل يغزو تشات جي بي تي هواتف أندرويد مساعداً صوتياً افتراضياً؟
وفقاً للصحفي في شركة إسبر (Esper) التي توفّر حلولاً مخصصة لأنظمة تشغيل الهواتف الذكية والمُطّلع على أخبار جوجل ونظام التشغيل أندرويد مشعل رحمان (MishaalRahman)، فإن الإصدار التجريبي الأخير من بوت الدردشة تشات جي بي تي يُتيح لمستخدمي هواتف أندرويد القدرة على تعيين بوت الدردشة مساعداً صوتياً افتراضياً على أجهزتهم، حيث نشر مقطع فيديو على حسابه في منصة إكس وهو يجرب الميزة مباشرة.
اقرأ أيضاً: مشبك هيومين أيه آي: مساعد شخصي ذكي يمكن تثبيته على ملابسك
بحسب المنشور، عند إضافة اختصار تشات جي بي تي إلى لوحة الإعدادات السريعة في هواتف أندرويد، فإن النقر عليه يؤدي إلى ظهور واجهة مستخدم متراكبة جديدة تظهر أعلى أي تطبيق تستخدمه حالياً، وتكون واجهة المستخدم شفافة في الغالب مع دائرة بيضاء ورسوم متحركة للإشارة إلى أن البوت جاهز لتلقي استفسارك.
يُظهر المقطع المنشور أن واجهة المستخدم تستغرق بعض الوقت للاتصال في كل مرة تشغل فيها البوت، ولكنه عادةً ما يكون جاهزاً لبدء الاستماع في غضون ثوانٍ قليلة، ثم تتحول الدائرة البيضاء إلى سحابة عندما يُعالج الاستفسار ثم تُرسل تلقائياً عندما تتوقف عن التحدث أو في حالة النقر على الدائرة البيضاء، مع وجود خيار إيقاف في أي وقتٍ بمجرد النقر عليه، والذي يؤدي إلى تحول الدائرة إلى اللون الأسود.
في المرة الأولى التي تشغل فيها واجهة المستخدم الجديدة لبوت الدردشة تشات جي بي تي، سيُطلب منك اختيار صوت وستُتاح لك أيضاً فرصة استخدام البوت مع الصوت داخل التطبيق نفسه، ولكن عند استدعائه في المرات اللاحقة ستحصل على واجهة المستخدم المتراكبة الجديدة.
You can now talk to ChatGPT from any screen on your Android device!
With the latest ChatGPT beta update, you can now add a shortcut in your Quick Settings panel that opens ChatGPT's Assistant overlay. This overlay can appear over any screen, letting you talk to ChatGPT no matter… pic.twitter.com/hHvHGXPYWc
— Mishaal Rahman (@MishaalRahman) January 22, 2024
اقرأ أيضاً: ما هو الذكاء المخصص لأنظمة أندرويد؟ وما استخداماته؟
حتى الآن فإن عملية التفعيل الكامل لهذه الميزة غير معروفة، ومع ذلك توفّر شركة أوبن أيه آي فرصة لتجربتها لمجموعة مختارة من المستخدمين المشتركين في الإصدار المدفوع تشات جي بي تي بلس (ChatGPT Plus) والذين يعملون بإصدار نظام التشغيل أندرويد 1.2024.017 أو أي إصدار أحدث، ومن ثَمَّ يمكن لمَن ينطبق عليه الشروط السابقة الانتقال إلى قسم ميزات الإصدار التجريبي في قائمة إعدادات تشات جي بي تي، وسيكون من المفترض أن يجد الميزة جاهزة لتفعليها على هواتفه.
ما التأثيرات المحتملة لوجود تشات جي بي تي مساعداً صوتياً على نظام أندرويد؟
من المحتمل أن يكون لوجود بوت الدردشة تشات جي بي تي مساعداً صوتياً افتراضياً لنظام التشغيل أندرويد، تأثيرٌ كبيرٌ على المستخدمين، وتغيير المشهد في صناعة المساعدات الصوتية الافتراضية المدعومة بالذكاء الاصطناعي، وفيما يلي بعض التأثيرات الإيجابية والسلبية المحتملة:
التأثيرات الإيجابية
- تكمن قوة تشات جي بي تي في قدرته على المحادثة ومعالجة اللغة الطبيعية، ومن ثَمَّ يمكن أن يؤدي إلى تعزيز فهم استعلامات المستخدم، ما يجعل التفاعلات أكثر طبيعية وكفاءة.
- يمكن أن يقدّم تشات جي بي تي استجابات مخصصة للغاية بناءً على تفضيلات المستخدم والتاريخ والسياق، ما يعزز تجربة المستخدم.
- يمكن أن يتكيّف ويتحسن بمرور الوقت بما أن تشات جي بي تي يتعلم من التفاعلات، ما يوفّر استجابات دقيقة ومفيدة للمستخدم بشكلٍ متزايد.
- قد يستمتع المستخدمون بمحادثات أكثر تفاعلية وشبه بشرية بسبب إمكانات المحادثة التي يوفّرها تشات جي بي تي، ما قد يؤدي إلى زيادة رضا المستخدم.
- يعطي المستخدمين مزيداً من الحرية في اختيار المساعد الصوتي المفضل لديهم، ما قد يؤدي إلى تحفيز الابتكار في سوق المساعدات الصوتية وتنتج عنه ميزات وخدمات أفضل.
- يمكن تدريب تشات جي بي تي على بيانات المستخدم الفردية، ما قد يؤدي إلى تجربة مساعد صوتي أكثر تخصيصاً يمكنه التكيّف مع تفضيلات المستخدم وتوقع احتياجاته وتصميم استجاباته وفقاً لذلك.
اقرأ أيضاً: 5 نصائح لتحقيق أقصى استفادة من المساعد الذكي مايكروسوفت كوبايلوت
التأثيرات السلبية
- قد تكون هناك مخاوف بشأن خصوصية البيانات وأمنها، حيث إن التفاعلات مع تشات جي بي تي عبر الهاتف الذكي قد تتضمن مشاركة معلومات حساسة.
- قد تعكس ردود تشات جي بي تي التحيزات الموجودة في بيانات التدريب أو تولّد معلومات خاطئة في أثناء استخدامه عند التنقل.
- قد يعتمد مستخدمو الهواتف الذكية بشكلٍ مفرط على تشات جي بي تي للحصول على المعلومات واتخاذ القرار في أثناء التنقل، ما قد يؤدي إلى تراجع التفكير النقدي ومهارات البحث.
- قد يتطلب تشغيل تشات جي بي تي مساعداً صوتياً افتراضياً على الهواتف الذكية موارد حسابية كبيرة لمعالجة زمن الاستجابة وغيرها من الوظائف، ما قد يؤثّر في أداء الهاتف وعمر البطارية.
اقرأ أيضاً: هل تفوق تشات جي بي تي على سيري وأليكسا؟
هل يتمكن تشات جي بي تي من الاستيلاء على عرش مساعد جوجل الصوتي على أندرويد؟
في حين أنه من المثير للاهتمام أن شركة أوبن أيه آي لديها فرصة كبيرة لجذب مستخدمي هواتف أندرويد، إلّا أنه من غير المحتمل أن يحلّ بوت الدردشة محل المساعد الصوتي الخاص بشركة جوجل، لامتلاك شركة ألفابت موارد هائلة تساعدها على تحسين مساعدها الصوتي وتطويره باستمرار، ما يجعل من الصعب أن يهجره المستخدمون.
بالإضافة إلى ذلك، نجد أن مساعد جوجل الصوتي لا يجيب فقط عن الاستفسارات، ولكن يمكنه أيضاً التحكم في تكنولوجيا المنزل الذكي، كما أنه مدمج بشكلٍ كبير مع تطبيقات جوجل الأساسية وجزء لا يتجزأ من أنظمة تشغيل منتجاتها كافة، ما يسمح للمستخدمين على سبيل المثال بإرسال رسائل البريد الإلكتروني أو البحث عن الاتجاهات عبر خرائط جوجل وضبط التذكيرات والمنبهات وطلب تحديثات الطقس أو إجراء مكالمات سريعة وغيرها.
ومن ثَمَّ تبدو فرضية المنافسة أكثر ترجيحاً بالنظر إلى أن جوجل تعمل على دعم مساعدها الصوتي بإصدار نموذج الذكاء الاصطناعي بارد في القريب العاجل، وهو ما يجعله أكثر تنافسية مع بوت الدردشة تشات جي بي تي، ومن ثَمَّ فإن القول بشكلٍ قاطع إن تشات جي بي تي يمكنه أن يحلّ مكان مساعد جوجل في هواتف أندرويد يبدو أقل احتمالاً في المستقبل القريب.
اقرأ أيضاً: التداعيات الاجتماعية والأخلاقية لبوت الدردشة تشات جي بي تي في العالم العربي
ومع ذلك قد يصبح تشات جي بي تي بديلاً بارزاً لمستخدمي هواتف أندرويد الذين يبحثون فقط عن مساعد صوتي مدعوم بالذكاء الاصطناعي يستطيع أن يقدّم لهم إجابة عن استفساراتهم بطريقة سهلة ومباشرة في أثناء تنقلهم.