تقيم الشركات المصنعة الرئيسية شراكات غير عادية وتشارك تصاميم أجهزتها من أجل تعزيز الإنتاج السريع لأجهزة التنفس الصناعي وإتاحتها للمرضى المصابين بحالات خطرة من كوفيد-19، لكن ما زال من غير الواضح ما إذا كانت هذه الجهود ستلبي احتياجات المستشفيات مع الارتفاع الكبير لأعداد المصابين في الأسابيع المقبلة أم لا.
ويمكن أن يشكل توافر هذه الأدوات الطبية الفرقَ بين الحياة والموت بالنسبة للمرضى الذين يعانون من مشاكل تنفسية حادة؛ فهي تساعدهم على الاستمرار في التنفس والتعافي بعد امتلاء الرئتين جزئياً بالسوائل. لكن عدد الإصابات الحرجة بكوفيد-19 قد تجاوز بالفعل العدد المتوفر من أجهزة التنفس الصناعي في حفنة من الدول التي تعاني من انتشار واسع للمرض. ويخشى المسؤولون من حدوث نقص حاد في هذه الأجهزة في العديد من المناطق الأميركية.
حتى فبراير الماضي، كان لدى الولايات المتحدة ما يقرب من 170,000 من أجهزة التنفس الصناعي التي يمكن تقديمها للمرضى، لكن إذا ما تفشى المرض بنفس حدة تفشي أنفلونزا عام 1918، عندها يمكن أن تتطلب مواجهته أكثر من 740,000 جهاز تنفس صناعي.
ويقول حاكم نيويورك أندرو كومو إن ولايته وحدها قد تحتاج إلى 30,000 جهاز تنفس صناعي لعلاج المرضى عندما يصل عدد الإصابات إلى ذروته في الأسابيع المقبلة. وقال إن نيويورك، التي تشكل الآن بؤرة تفشي المرض في الولايات المتحدة بوجود أكثر من 67,000 حالة إصابة مؤكدة وأكثر من 1,200 حالة وفاة، لديها حالياً حوالي 12,000 جهاز تنفس صناعي.
وفي 18 مارس، قالت شركة ميدترونيك، وهي إحدى أكبر شركات أجهزة التنفس الصناعي في العالم، إنها بالفعل قد زادت الإنتاج بأكثر من 40%، وإنها "في طريقها إلى زيادته" بنسبة تفوق ضعف القدرة التصنيعية. وقال الرئيس التنفيذي للشركة، عمر إشراق، لشبكة سي إن بي سي الأسبوع الماضي إن شركة تسلا ستنتج أحد أفضل طرازات أجهزة ميدترونيك للتنفس الصناعي في مصنع الألواح الشمسية التابع لشركة السيارات الكهربائية في بوفالو، نيويورك. (يقع المقر الرئيسي لشركة ميدترونيك رسمياً في دبلن، أيرلندا، ولكن تجري معظم عملياتها ومبيعاتها في الولايات المتحدة).
بعد ذلك، أعلنت شركة ميدترونيك يوم 30 مارس عن عزمها مشاركة تصميماتها لأحد نماذج أجهزة التنفس الصناعي بشكلٍ علني، في خطوة يصعب تخيلها خارج حالة الطوارئ الصحية العامة. وقالت الشركة إنها تأمل في أن نشر مواصفات جهاز التنفس الصناعي المحمول الذي تنتجه وتبيعه في 35 دولة، سيتيح للأكاديميين أو الشركات الناشئة أو الشركات المصنعة الأخرى التي تتمتع بالإمكانات أن تقوم بإنتاج هذه الأجهزة بشكل سريع.
وللتوضيح، تتعلق هذه التصاميم بنموذج مدمج عمره 10 سنوات، وليس أحد المنتجات "عالية الأداء" لشركة ميدترونيك. ويقول مراقبو الصناعة إنه من غير الواضح أيضاً مدى السرعة التي يمكن للمجموعات الأخرى أن تشرع بها في تصنيع الأجهزة استناداً إلى التصاميم، نظراً للتحديات الكبيرة التي ينطوي عليها التزود بالمكونات، وإطلاق عملية التصنيع، ومعالجة المشكلات التنظيمية. ومع ذلك، يمكن أن تساعد هذه الخطوة بعضَ المرضى، حتى لو تم إنتاج عدد قليل نسبياً من أجهزة التنفس الصناعي.
ولم ترد الشركة على استفسار من إم آي تي تكنولوجي ريفيو للتعليق على هذا الموضوع.
وفي يوم 30 مارس أيضاً، قالت شركة فورد إنها ستتمكن من إنتاج 50,000 جهاز تنفس صناعي في غضون الأيام المائة المقبلة، وستنتج 30,000 جهازاً كل شهر بعد ذلك، من خلال التعاون مع GE Healthcare، وهي شركة رئيسية أخرى في تصنيع أجهزة التنفس الصناعي. وتقوم فورد بترخيص تصميم جهاز تنفس صناعي يتم إنتاجه من قِبل شركة صغيرة ثالثة تسمى آيرون Airon.
وبالمثل، قالت شركة جنرال موتورز في وقت سابق إنها تعقد شراكة مع Ventec Life Systems of Bothell، واشنطن، لزيادة تصنيع أجهزة التنفس الصناعي كجزء من "الاستجابة المنسقة للقطاع الخاص" التي تسمى StopTheSpread.org. وقالت الشركات إنها ستقوم بتسليم الأجهزة الأولى في أبريل، وستكون قادرة على إنتاج ما يصل إلى 10,000 جهاز في الشهر.
في غضون ذلك، قالت العديد من المجموعات الأكاديمية، بما في ذلك الباحثون في إم آي تي وجامعة مينيسوتا، إنهم يأملون في نشر تصاميم مفتوحة المصدر لأجهزة تنفس صناعي منخفضة التكلفة. كما قام عدد من المهندسين والهواة بإنتاج ومشاركة تصاميم لأجهزة تنفس بدائية الصنع.
كما قامت إدارة الغذاء والدواء الأميركية مؤخراً بتحديث سياساتها التنفيذية لأجهزة التنفس الصناعي وأجهزة التنفس الأخرى، بشكل يسمح بإجراء تعديلات محدودة على هذه الأجهزة من دون تقديم طلبات تنظيمية إضافية أثناء حالة الطوارئ العامة، ويسمح هذا التحديث أيضاً بتوفير التوجيه والإرشاد للشركات التي لا تنتج عادةً أجهزة طبية، مما يمكنها من التدخل والمشاركة في هذه الأوقات العصيبة.
وبعد أخذٍ وردٍّ بشأن هذه المسألة، أذِن الرئيس الأميركي دونالد ترامب في الأسبوع الماضي باستخدام قانون الإنتاج الدفاعي لإجبار الشركات الأميركية على إنتاج المزيد من أجهزة التنفس الصناعي، وقال إن الحكومة الفيدرالية ستشتري الآلاف منها.
لكن من المحتمل أن خطوة ترامب هذه، على غرار جهود الصناعة والأوساط الأكاديمية، قد جاءت متأخرة جداً؛ حيث يخشى الكثيرون من أن هذه الجهود لن تفضي إلى تسريع إنتاج أجهزة التنفس الصناعي بقدر تسارُع تفشي الوباء.