ما زالت هناك بعض الأجزاء التي تقبل العملات المعدنية في نظام "سيبتا" (SEPTA) للنقل في مدينة فيلادلفيا. ولكن في الوقت الحالي، وفي الغالبية العظمى من المدن الأميركية، يمكن رؤية ركاب النقل العابر وهم يصعدون إلى الحافلات ومنصات المترو باستخدام هواتفهم. لقد كانت هذه النقلة سريعة. وعلى غرار الكثير من الأشياء التي كان المستخدمون يعتبرونها معقدة بشكل غير ضروري -مثل رموز الاستجابة السريعة (QR) وطلب استلام المشتريات من متاجر البيع بالتجزئة، وتوصيل البقالة- فإن جمع أجور النقل من دون تلامس أثبت فعاليته وإمكانية اعتماده على نطاق واسع.
ولكن، ماذا ستعني هذه التغييرات للركاب الأقل حظاً، والذين ليس لديهم هواتف خلوية أو بطاقات ائتمانية؟ ربما لن تعني شيئاً. فمن المرجح أن يبقى المال النقدي متواجداً في بعض زوايا نظام النقل، كما تقول أستاذة الهندسة المدنية والبيئية في جامعة تينيسي في نوكسفيل، كانديس بريكوود. ويعود هذا إلى أن إدارة النقل الفيدرالي تفرض على الشبكات الحضرية الكبيرة ضمان عدم تأثير أي اقتراحات متعلقة بأجرة النقل على الركاب من الأقليات وذوي الدخل المنخفض بشكل خاص. كما أن الإجراءات التعويضية التي يجب على المدن أن تتخذها للتوافق مع هذا الشرط قد تؤدي فعلياً إلى زيادة سهولة استخدام وسائل النقل العامة بالنسبة لشرائح أكبر من الناس.
نقلة في أنظمة النقل العام
ومع إجراء أنظمة الحافلات للتجارب المتعلقة بإزالة صناديق أجور النقل على الحافلات، على سبيل المثال، سيحتاج مشغلو الحافلات إلى توسيع شبكات قبض أجور النقل، والتي تتضمن آلات بيع في الشوارع، إضافة إلى شبكات وطنية مثل "سي في إس" (CVS) والمراكز المحلية، مثل مراكز صرف الشيكات. وقد بدأ تنفيذ هذه الإجراءات في مدينة نيويورك، والتي تتضمن أكبر نظام للنقل العام في البلاد.
اقرأ أيضاً: تجربة أسترالية لتحسين قطاع النقل باستخدام الذكاء الاصطناعي
وقد بدأت المدينة الانتقال من بطاقات "ميتروكارد" (Metrocard) الرقيقة مثل الورق، والتي تحمل شريطاً مغناطيسياً، إلى نظام أومني (OMNY) الذي يعتمد على الاتصالات بالحقل القريب دون تماس. ويدعم نظام أومني "دفعات الحلقة المفتوحة"، حيث لا داعي لوجود بطاقة خاصة أو تطبيق محدد للصعود على متن وسيلة النقل. وبدلاً من ذلك، يمكنك ببساطة مسح بطاقة الائتمان من دون تماس، أو التلويح بأي جهاز مزود بمحفظة رقمية. كما يتضمن أومني أيضاً خيار "الحلقة المغلقة"، وذلك على شكل بطاقة فيزيائية يمكن تغذيتها بالمال النقدي.
وقد أصدرت سلطة النقل المدني في المدينة تصريحاً قالت فيه إنها أجرت "توسيعاً كبيراً" على شبكة البيع بالتجزئة الخاصة بها منذ أن أصبحت بطاقات أومني متوافرة للشراء في الخريف المنصرم، وذكرت وجود أكثر من 1000 جهة شريكة تقوم ببيع هذه البطاقات وتغذيتها. وتهدف إلى مضاعفة هذا الرقم 4 مرات ما إن يتم تفعيل النظام بالكامل.
من السهل أن نرى أن زيادة استخدام الدفعات باستخدام الهواتف المحمولة تمثل تناقضاً مع طابع المساواة الذي يتسم به النقل العام. ولكن هذه التكنولوجيا يمكن أن تتيح استخدام أنظمة يصعب التعامل معها بأي طريقة أخرى. يقول المدير في "إنفراستراتيجيز" (InfraStrategies) والزميل الأساسي في معهد جامعة كاليفورنيا لوس أنجلوس لدراسات النقل، جوشوا شانك: "لا أستطيع التفكير في منتج يصعب الحصول عليه عند الذهاب إلى مدينة جديدة أكثر من النقل العام".
اقرأ أيضاً: أهم تطبيقات الذكاء الاصطناعي في مجال النقل
أسس شانك مكتب الابتكار الفائق في سلطة النقل المدني لمقاطعة لوس أنجلوس في 2015، وترأس هذا المكتب حتى يناير المنصرم، ويقول إن الهدف الأسمى هو تكامل الدفع بين أنظمة النقل، بدءاً من مشاركة الدراجات والسكوترات وصولاً إلى الحافلات والقطارات، وذلك عبر المدن وضمنها أيضاً. ولكن، وبطريقة أو بأخرى، من المرجح لأنظمة الدفع بالحلقة المفتوحة دون تلامس أن تؤدي الدور الذي تولاه المال النقدي في بدايات النقل العام، أي أنها ستكون مقبولة في كل مكان.