كيف تعمل تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي على تحسين السفر وخدمات الضيافة؟

3 دقائق
كيف تعمل تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي على تحسين السفر وخدمات الضيافة؟
حقوق الصورة: شترستوك. تعديل الصورة: إم آي تي تكنولوجي ريفيو العربية.

أحدث تفشي فيروس كورونا زعزعة كبرى في العديد من المجالات، لكنه شكل في نفس الوقت قوة دافعة لتسريع الابتكار التكنولوجي. وهذا يبرز بشكل واضح في قطاع السياحة وخدمات الضيافة والسفر. حيث حققت قطاعات الفنادق وخدمات الضيافة  والسفر ترقية كبرى طال انتظارها، وإعادة ابتكار نفسها تكنولوجياً من أجل خدمة وراحة المسافرين والنزلاء.

تعمل التكنولوجيات التنبؤية والذكاء الاصطناعي المستخدمة في الفنادق على تغيير طريقة خدمة النزلاء، ويشير "روجر داو" (Roger Dow) الرئيس والمدير التنفيذي لجمعية السفر الأميركية إلى أن "الحلول المبتكرة هي أكثر من مجرد تفضيل للعملاء، إنها ضرورة لأننا نتطلع إلى مستقبل صناعتنا، ومن الواضح أن الوقت قد حان لمواصلة التطور والتحول الرقمي".

اقرأ أيضاً: ما هي العوامل التي يمكن أن تساهم في صعود السياحة الدائرية؟

وهنا نلقي نظرة فاحصة على مستقبل السفر الذكي والفنادق وكيف يُستخدم الذكاء الاصطناعي­ والابتكار من أجل راحة المسافرين والنزلاء.

المطارات الذكية

تعمل مطارات المستقبل الذكية على استخدام أجهزة الاستشعار وتحليلات البيانات في الوقت الفعلي مدعومة بآلاف الأجهزة التي تتواصل مع بعضها بعضاً، وكل ذلك لتقليل أوقات الانتظار وتحسين تجربة المسافرين وتعزيز الكفاءة التشغيلية العامة.

وبفضل التكنولوجيات الناشئة مثل الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي، يمكنك أن تتوقع سفراً سلساً بشكل لم تشهده من قبل، على سبيل المثال: يمكن للتقنيات التنبؤية أن تتعقب حركة الركاب ومن ثم تمنح مسؤولي المطار القدرة على تنظيم تدفق المسافرين عبر المحطات.

وهناك العديد من المطارات التي بدأت تتحول إلى مطارات ذكية بالفعل، مثل مطار "هارتسفيلد جاكسون" (Hartsfield-Jackson) في ولاية أتلانتا الأميركية الذي يستفيد من التكنولوجيا القائمة على السحابة لتوفير دورات مياه أنظف، ومطار إسطنبول في تركيا حيث يمكن للمتسوقين في الأكشاك استخدام تطبيقات المرآة لتجربة الملابس قبل شرائها.

اقرأ أيضاً: ما هي العوامل التي يمكن أن تساهم في صعود السياحة الدائرية؟

كما يوجد في مطار "داكسينغ" (Daxing) بالعاصمة الصينية بكين روبوت يقوم بدوريات في بعض الغرف التي تضم معدات الطاقة الكهربائية وأجهزة التحكم في إنذار الحريق،  ولدي المطار روبوتاً يمكنه نقل السيارات في موقف السيارات عند الحاجة، ما يساعد في تقليل الحاجة إلى العمال البشريين.

فنادق ومراكز مؤتمرات عالية التقنية

بالنظر إلى مستقبل الفنادق ومراكز المؤتمرات، من المؤكد أن التكنولوجيا اللاتلامسية وعمليات تسجيل الوصول التي تعمل على الهاتف المحمول والخدمة الذاتية، أحد التكنولوجيات البارزة التي يُتوقع لها التطور، بالإضافة إلى ذلك يمكنك رؤية روبوتات مدعومة بالذكاء الاصطناعي أو ما يعرف باسم "روبوتات المحادثة" (Chabot) والتي تتعامل مع المزيد من احتياجات خدمة الضيف، مثل تمكين الضيف من الدخول إلى غرفته بإيماءة أو بكلمة منطوقة بفضل تقنيات التعرف على الوجه والصوت المتطورة إلى التلويح باليد للترحيب به، ومن المتوقع أن تتطور الفنادق بطرق لا تعد ولا تحصى لاستيعاب الاحتياجات المتغيرة للمسافرين.

ووفقاً للرئيس والمدير التنفيذي لجمعية مبيعات وتسويق الضيافة الدولية HSMAI: "في حين أن كل فندق سيخدم عملاءه بشكل مختلف، إلا أن القاسم المشترك والأكثر شيوعاً بينها هو استخدام التكنولوجيا وكيفية تفاعل العملاء معها لتحسين تجربة الضيف".

على سبيل المثال يستخدم فندق "هين نا" (Henn na) بالعاصمة اليابانية طوكيو طاقم عمل كامل من الروبوتات، كما تستخدم سلسلة فنادق "يوتيل" (Yotel) في الولايات المتحدة الأميركية روبوت خدمة ذاتية يرحب بالضيوف ويقدم خدمات آلية لأتمته تخزين الأمتعة والودائع بأمان.

اقرأ أيضاً: دائرة دبي الذكية توفّر تجربةً ذكية للسفر عبر تطبيق "دبي الآن"

روبوتات الخدمة الذاتية

مع قيام أكثر من 500 شركة في العالم بتطوير الروبوتات، من المتوقع أن ينمو قطاع صناعة الروبوتات ليصل إلى 260 مليار دولار بحلول نهاية هذا العقد، وفي مجال الفنادق فإن مجالات استخدامها لا تعد ولا تُحصى.

حيث بدأت بعض الفنادق ومقدمي الخدمات بالفعل بالاعتماد على الروبوتات لتقديم الخدمات. مثل روبوت "تيبسي" (Tipsy) الذي يقوم بأعمال النادل في صب المشروبات، وروبوت "فيلبي 2" (Flippy 2) الذي يقوم بإعداد سندوتشات الوجبات الخفيفة، وروبوت "تروبيرد" (Truebird) الذي يعمل في صناعة القهوة.

كما يمكن لمزودي الفنادق والضيافة أيضاً التطلع إلى استخدام مجموعة من الخدمات الفندقية التي تقدمها هذه التكنولوجيات، مثلاً تعمل روبوتات الخدمة مثل "ريلاي +" (Relay +)  بالفعل على تسهيل التوصيل بدون تلامس للأطعمة والمشروبات.

الذكاء الاصطناعي في خدمة قطاع الفنادق

للمساعدة في خدمة النزلاء بشكل أفضل تقوم معظم سلاسل الفنادق الآن بتوفير الكثير من الخدمات، مثل اتصال واي فاي عالي السرعة ومحطان شحن USB في كل مكان ومساحات اجتماعات صديقة للبيئة، كما بدأت أيضاً بدمج التكنولوجيا الذكية وحلول التعلم الآلي لتقديم المزيد من التجارب المخصصة والتفاعلات السياقية لكل عميل.

على سبيل المثال دخلت مجموعة فنادق ومنتجعات "آي أتش جي" (IHG) مؤخراً في شراكة مع شركة حلول الذكاء الاصطناعي "جوش دوت أيه آي" (Josh.ai) لإنشاء غرف فندق ذكية يتم التحكم فيها بالصوت، والتي يمكن ضبط الإضاءة والظلال والموسيقى ودرجة الحرارة فيها تلقائياً حسب أذواق النزلاء.

اقرأ أيضاً: كيف تساعد إنترنت الأشياء والذكاء الاصطناعي في رسم ملامح المدن الذكية؟

علاوة على ذلك أصبح تطبيق المساعد الشخصي الشهير "لوسي" (Lucy) في سلسلة فنادق "فيرجين"  (Virgin) أكثر استخداماً مع انتشار فيروس كورونا،  حيث أصبح يتكيف ليس فقط ليكون مفتاحاً للغرف، بل يتيح للنزلاء أيضاً تشغيل الأغاني ومقاطع الفيديو وإجراء التمارين حسب الحاجة وطلب غرفة أو موظف خدمة.

بالإضافة إلى ذلك أصبحت سلاسل الفنادق تتطور بسرعة وتعمل بشكل متزايد على أتمتة اتصالات النزلاء الروتينية، مثل طلبات الحجوزات، وخدمة طلبات التدبير المنزلي، ومشاركة التفاصيل المهمة حول الإقامات وغيرها.

ومن ثم هذا من شأنه أن يؤدي إلى المساعدة في تقليل أوقات الانتظار وضمان استجابات أسرع، وبالتأكيد سيؤدي الانفجار المستمر في تطوير روبوتات الخدمة خلال الفترة القادمة إلى توفير المزيد من الخيارات لأنواع مختلفة من النزلاء والمسافرين.

المحتوى محمي