تعرف على بشير حليمي: الجزائري الذي أدخل اللغة العربية لأجهزة الكمبيوتر

2 دقائق
بشير حليمي
حقوق الصورة: الجزيرة نت. تعديل إم آي تي تكنولوجي ريفيو العربية.

نشأته ودراسته

ولد بشير حليمي عام 1956 في ولاية سوق أهرّاس الواقعة شمال شرق الجزائر، وانتقل إلى ولاية عنّابة ليدرس فيها مرحلة الثانوية. بدأت قصة نجاح حليمي أثناء اجتيازه لامتحان الثانوية العامة عام 1974، حيث لاحظ وجود خطأ في امتحان الرياضيات، وأجاب عن السؤال بإثبات أنه خاطئ مع كتابة الإجابة الصحيحة حسب رأيه. تم تداول الحدث بشكل كبير، وقابل رئيس الدولة هواري بومدين، ليثبت صحة نظريته أمام لجنة متخصصة، ليتم بعدها تعديل البيانات بناءً على البرهان الذي قدمه.

كوفئ حليمي نظير تفوقه في البكالوريا بحصوله على منحة دراسية لعلوم الكمبيوتر في "جامعة مونتريال" الكندية من شركة "سوناطراك" الجزائرية. وخلال دراسته ازداد اهتمامه في مجال علوم الحاسب الآلي والابتكار والتطوير الإلكتروني، وبعد إتمامه الدراسة خلال 3 سنوات بدلاً من 5، عاد إلى الجزائر ليواجه العديد من المشاكل الإدارية والتنظيمية التي كانت تعاني منها شركة "سوناطراك" المسؤولة عن منحته، ما دفعه إلى العودة لكندا والاستقرار فيها.

اقرأ أيضاً: الذكاء الاصطناعي واللغة العربية: أهم التحديات وتقنيات معالجتها

كمبيوتر بأحرف عربية

خلال وجوده في كندا، أراد مراسلة عائلته عبر الكمبيوتر، إلا أن النظام الحاسوبي لم يكن يقرأ سوى الأحرف اللاتينية، فعمل على ابتكار خوارزميات جديدة تستطيع قراءة الحروف العربية واستطاع بذلك إدخال اللغة العربية إلى الكمبيوتر. لم يحصل على أي دعم من الشركات العربية نظير ابتكاره، فأسس شركة "أليس تكنولوجي" مستفيداً من خبرته في مجال الإعلام الآلي وحبه للغة العربية وهوسه بجمالية الحروف، ليسوق من خلالها مشروع إدخال اللغة العربية للكمبيوتر.

كان تأسيسه لهذه الشركة بداية انطلاقة كرائد أعمال، حيث طرحت الشركة مجموعة من المنتجات وتم تسويقها في العالم العربي ودول الخليج، ولاقت المنتجات استحساناً وبالأخص من الحكومة السعودية التي قررت حينها اعتماد العربية في مراسلاتها عوض الإنجليزية، وحصل على براءة اختراع لتعريبه أنظمة الكمبيوتر.

بعد أن حققت الشركة نجاحاً ملحوظاً، قررت شركة "مايكروسوفت" التعاون مع حليمي والاستعانة بقدراته لإدخال تكنولوجيا استعمال اللغة العربية في الحواسيب، بهدف تسويق أنظمتها في العالم العربي، ومن ثم تقدمت "مايكروسوفت" بطلب شراء التكنولوجيا المبتكرة والشركة، وتمت الصفقة عام 1984، وبفضل اختراع حليمي وإتمام هذه الصفقة، أصبحت أجهزة الكمبيوتر المعربة متوفرة في كافة أرجاء العالم.

اقرأ أيضاً: جوجل تطلق موقعاً وقناة على يوتيوب للتعليم عن بعد باللغة العربية

نجاحه كرائد أعمال

يوضح حليمي أن نجاحه كرائد أعمال من خلال تأسيسه "أليس تكنولوجي" كان نتيجة اختياره القطاع الذي يمتلك فيه المهارات والمزايا التنافسية، وهذا ضروري لنجاح أي مشروع حسب اعتقاده. انتقل إلى مغامرته التالية وأسس عام 1987 شركة "ميديا ​​سوفت تيليكوم" لتطوير وتسويق أنظمة الاستجابة الصوتية التفاعلية، وفي عام 1999 استثمرت شركة "إنتل" في الشركة ومن ثم تم بيعها لشركة "بيل كندا".

شغل فيما بعد منصب الرئيس المشارك والرئيس التنفيذي للتكنولوجيا في شركة "إليكس" بين عامي 2000 و2001، وساهم من خلال هذا المنصب في وضع الرؤية التقنية وتطوير المنتجات وإدارتها، وأطلق بعد ذلك شركة "أكسسينديا" عام 2001 وترأسها حتى عام 2016 في كندا، وعمل خلالها على تصميم وتطوير حل افتراضي مساعد يدعم الكلام لأنظمة المهاتفة عبر بروتوكول الإنترنت. 

شخصية مدمجة في الهاتف المحمول

أطلق شركة "سبيتش موبيليتي" عام 2012، والتي يشغل فيها حالياً (2022) منصب الرئيس التنفيذي، وهي شركة برمجيات للاتصالات، تسوّق لجيل جديد من أنظمة الهاتف السحابية التي تعمل بالصوت، بحيث تجعل اتصالات الأعمال ذكية ومتنقلة وآمنة على الطريق، وقدمت شركته العديد من براءات الاختراع لمنتجات تعتمدها "مايكروسوفت" و"إنتل" و"أي بي إم". يشرح طريقة عمل هذه الأنظمة قائلاً: "يشبه الأمر وجود سكرتيرة شخصية مدمجة في هاتفك: تجيب على الأشخاص الذين يتصلون بك أو تنقلهم أو تأخذ رسالة وفقاً لتوافرك وتفضيلاتك، وتذكرك بمواعيدك، وتقرأ رسائلك، وتنظم مواعيدك، وتطلب جهات الاتصال الخاصة بك وتسجل دخولك. يمكنك التحكم بالنظام على الويب أو الهاتف المحمول أو التحدث بدون استخدام اليدين أثناء القيادة".

خبير تكنولوجي

تولى منصب رئيس قسم التكنولوجيا في "الصليب الأحمر الكندي" بين 2019 و2020، وأشرف على مركز الابتكار التكنولوجي الجديد التابع للمنظمة لبناء ونشر منصة سحابية برمجية لإدارة الطوارئ وخدمات المعلومات الصحية، وبعد مسيرة مهنية طويلة كخبير برمجي ورائد أعمال، يشارك اليوم في المنتديات العالمية كمتحدث عن الابتكارات التكنولوجية والحوسبة والاتصالات وصناعة البرمجيات.  

المحتوى محمي