أعلنت فيرجن جالاكتيك أنها وقعت اتفاقاً مع ناسا لتطوير "برنامج لجاهزية رواد الفضاء للرحلات التجارية المدارية" من أجل تدريب ودعم رواد الفضاء للرحلات التجارية للبعثات إلى محطة الفضاء الدولية.
خلفية الخبر
في العام الماضي، أعلنت ناسا أنها ستقبل عروضاً من الشركات الخاصة من أجل البعثات إلى المحطة الفضائية، سواء للسياحة أو بهدف استثمار موارد المحطة وبيئة الجاذبية الصغرية لإجراء مختلف أنواع التجارب العلمية والتكنولوجية. غير أنه لم يكن من الواضح ما إذا كانت الشركات ملزمة بتدريب روادها بنفسها وتقديم ما يلزم من الدعم اللوجستي والموارد لإطلاق بعثة مأهولة إلى المدار.
الصفقة الجديدة
بموجب الاتفاقية الجديدة، ستلعب فيرجن جالاكتيك دور وسيط يساعد الأطراف المهتمة (الشركات الخاصة، السياح، المؤسسات البحثية) على الذهاب إلى محطة الفضاء الدولية في بعثات قصيرة الأمد. ستتضمن خدماتها تحديد العملاء المحتملين، واتخاذ الترتيبات اللازمة لتدريب رواد الفضاء للرحلات التجارية، وتأمين مركبات الإطلاق اللازمة لإرسال هؤلاء العملاء إلى الفضاء، وتقديم الدعم على الأرض وفي المدار لهذه البعثات.
لماذا فيرجن جالاكتيك تحديداً؟
قد يبدو اختيار هذه الشركة لهذا البرنامج أمراً غريباً، نظراً لتركيزها على البعثات دون المدارية للسياحة الفضائية (حيث يذهب الناس إلى الفضاء لبضع دقائق وحسب، وذلك لاختبار حالة انعدام الوزن ورؤية الأرض من الأعلى) أرسلت الشركة خمسة أشخاص فقط إلى الفضاء في رحلتين تجريبيتين ناجحتين. كما أن سبيس شيب تو، وهي مركبة تقلع في الجو عن طائرة حاملة، غير قادرة على نقل الناس إلى المحطة الفضائية.
غير أنها قد تُستخدم على الأرجح لتدريب رواد الفضاء، وذلك لتهيئتهم لبعض مصاعب الصعود إلى الفضاء، وتجريب حالة انعدام الوزن. تقوم فيرجن جالاكتيك أيضاً بتشغيل منشآت التحليق الفضائي الكبيرة في الميناء الفضائي الأميركي في نيو مكسيكو، الذي يمكن أن يستخدم لتدريب رواد الفضاء.
أما فيما يتعلق بالوصول إلى محطة الفضاء الدولية فعلياً، فمن المرجح أن تتعاون فيرجن جالاكتيك مع شركات أخرى مثل سبيس إكس وبوينغ، اللتين قامتا بتطوير مركبات مأهولة تجارية يمكنها نقل الركاب إلى محطة الفضاء الدولية، وقد قامت سبيس إكس مؤخراً بإرسال رواد فضاء إلى محطة الفضاء الدولية على متن مركبتها كرو دراجون، كما يُتوقع أن تقوم بوينغ أيضاً بإرسال رواد فضاء على متن كبسولة ستارلاينر قريباً بعد إعادة اختبار غير مأهول في وقت لاحق في الخريف المقبل.
ويبقى السؤال
ما زلنا نفتقر إلى التفاصيل حول البرنامج وكيفية عمله، والتكاليف، وطبيعة البرنامج الأولي لتدريب رواد الفضاء وإرسالهم إلى الفضاء. ومنذ فترة قريبة، لمح مدير ناسا جيم برايدنستاين إلى خطط جديدة لإرسال رواد الفضاء في مركبات تجارية دون مدارية، وهو عمل أقرب إلى مجال فيرجن جالاكتيك. ليس من الواضح بعد ما إذا كان برنامج جاهزية رواد الفضاء للرحلات التجارية المدارية متعلقاً بأي شكل من الأشكال بالبرنامج دون المداري. ومن المفترض أن يتم الكشف عن المزيد من التفاصيل في وقت لاحق من هذا الأسبوع.