ملخص: تعتبر شركة بي أيه إي سيستمز رائدة في الابتكار بقطاع الدفاع، حيث قدمت تقنيات متطورة لطائرات التورنيدو. تشمل هذه التقنيات التكامل متعدد المجالات الذي يدمج البيانات من البر والجو والبحر، بالإضافة إلى تقنية الاستشعار الكمي التي توفر ملاحة دقيقة بديلة لنظام GPS. تعتمد القوات الجوية الملكية السعودية على طائرات التورنيدو، حيث تعد العميل الوحيد خارج أوروبا بعد شراء نحو 120 طائرة بقيمة 40 مليار جنيه إسترليني. شهد أسطول الطائرات في السعودية ترقيات شملت أسلحة موجهة بدقة ومعدات استهداف محسنة، ما عزز قدراتها القتالية. كما تم تحديث الأجهزة الإلكترونية ومعدات الملاحة، ما أتاح للطائرات حمل أنواع جديدة من الأسلحة. تسهم هذه الترقيات في دعم رؤية المملكة 2030 لتوطين الصناعات العسكرية وتعزيز الناتج المحلي الإجمالي، ما يعكس التزام السعودية بتطوير قدراتها الدفاعية
في 14 أغسطس/آب عام 1974، حلّقت أول رحلة لطائرة "تورنيدو" المقاتلة من مطار مانشينغ الألماني، بقيادة الطيار التجريبي لشركة الطائرات البريطانية (British Aircraft Corporation) بول ميليت، الذي حرص على اختبار النموذج الأولي للطائرة المقاتلة للتأكد من سلاستها وسرعتها وقدرتها على العمل تحت أي ظروف جوية وعلى ارتفاعات منخفضة. شهدت هذه اللحظة تتويجاً لسنوات من عمل المهندسين في المملكة المتحدة وألمانيا وإيطاليا، وأصبحت العمود الفقري لشركة بانافيا (Panavia) متعددة الجنسيات في أحد أكبر برامج الطائرات متعددة الجنسيات وأكثرها تحدياً ونجاحاً على الإطلاق.
منذ ذلك الحين، غزت طائرة تورنيدو السماء، لتصبح إحدى أقوى الطائرات المقاتلة في العالم، فخدمت في 4 دول وهي (المملكة المتحدة وألمانيا وإيطاليا والمملكة العربية السعودية). فكيف طوّرت شركة بي أيه إي سيستمز (BAE Systems) رحلة هذه الطائرة على مر السنوات؟ وكيف تمكنت التورنيدو من دعم مستهدفات الرؤى الوطنية؟
تورنيدو: إحدى أفضل المقاتلات في العالم
في 29 مارس/آذار عام 1969، تأسست شركة بانافيا بتعاون ثلاثي بين المملكة المتحدة وألمانيا وإيطاليا. ثم نشأ مشروع تورنيدو لتطوير طائرة مقاتلة يمكنها الضرب على ارتفاعات منخفضة لمواجهة تهديد الطائرات الروسية مثل ميغ-25 فوكسبات (MiG-25 Foxbat) وسو-15 فلاغون (Su-15 Flagon).
وفي عام 1980، عملت تورنيدو رسمياً مع سلاح الجو الملكي البريطاني، فدخلت الخدمة بطائرة بانافيا تورنيدو جي آر1 (1 (GR، وهي طائرة هجومية سرعان ما أدّت دوراً مهماً في العمليات الحربية للقوات الجوية الألمانية والقوات الجوية الإيطالية والقوات الجوية الملكية في بريطانيا. وبعد سنوات، حرصت شركة بريتيش إيروسبيس (British Aerospace) التي أصبحت فيما بعد بي أيه إي سيستمز (BAE Systems)، على ترقية عدد من طائرات تورنيدو، إلى جي آر4 (GR4).
امتازت تورنيدو جي آر 4 (GR4)، بالكفاءة العالية وقدرتها على التحليق في الظروف الجوية كلّها وعلى ارتفاعات منخفضة في أي وقتٍ ليلاً أو نهاراً. ومع إضافة ترقيات تقنية على مر السنوات، تضمنت هذه الطائرة أنظمة رادار متقدمة وقنابل موجّهة بدقة ووحدات مساعدة دفاعية. وحافظت الطائرة على وجودها ضمن الخدمة الفعلية مع القوات الجوية في ألمانيا وإيطاليا والمملكة العربية السعودية.
التورنيدو ضمن أسطول القوات الجوية الملكية السعودية
أظهر عمل تورنيدو طوال السنوات التقنيات المتطورة التي جعلت شركة بي أيه إي سيستمز في طليعة الابتكار في قطاع الدفاع، بدءاً من التكامل متعدد المجالات الذي يتضمن دمج البيانات عبر المجالات البرية والجوية والبحرية والسيبرانية والفضائية لإنشاء نظام رقمي متماسك، وصولاً إلى تقنية الاستشعار الكمي التي توفر ملاحة غير قابلة للتشويش وبديلاً قوياً لنظام تحديد المواقع العالمي (GPS).
تعتمد القوات الجوية الملكية السعودية على طائرات التورنيدو ضمن أسطولها التشغيلي، إذ تعتبر العميل الوحيد خارج أوروبا منذ شراء نحو 120 طائرة، التي بلغت قيمتها نحو 40 مليار جنيه إسترليني.
وشهد أسطول طائرات تورنيدو في السعودية عدداً من الترقيات بمجموعة من الأسلحة الجديدة الموجهة بدقة ومعدات الاستهداف المحسنة، وحدّثت الأجهزة الإلكترونية وأجهزة الراديو ومعدات الملاحة، ما يسمح للطائرات بحمل أنواع جديدة من الأسلحة. وأسهمت هذه الترقيات في تعزيز عمل هذه الطائرة المقاتلة ذات المحركين. وفي الوقت نفسه، نجح برنامج التورنيدو في السعودية في دعم رؤية المملكة 2030، الهادفة إلى توطين قطاع الصناعات العسكرية، وتعزيز الناتج المحلي الإجمالي.
دعم مستهدفات رؤية 2030
يواصل برنامج التورنيدو عمله لدعم مستهدفات رؤية 2030 المتعلقة بتوطين قطاع الصناعات العسكرية، إذ تستهدف المملكة الوصول إلى نسبة توطين تزيد على 50% من الإنفاق الحكومي على المعدات والخدمات العسكرية بحلول عام 2030. لذلك عملت بي أيه إي سيستمز بصورة وثيقة مع القوات الجوية الملكية السعودية لتلبية احتياجاتها المتطورة، حتى أصبحت طائرة تورنيدو مساهماً قوياً في تحقيق طموحاتها.
فقد قدّم برنامج التورنيدو أكثر من 100 إمكانية لإصلاح هذه الطائرات من خلال شراكات وثيقة مع شركات سعودية، وصنّعت 14 جزءاً مختلفاً من هذه الطائرات محلياً في المملكة. وحرص البرنامج أيضاً على تقديم التدريب وفرص العمل للمجتمعات المحلية. وحالياً، يعمل أكثر من ألف مواطن سعودي مباشرة في مهن مختلفة على التورنيدو، أي بنسبة توطين تصل إلى أكثر من 80%.
ووفّر برنامج التورنيدو مجموعة من برامج التدريب متعددة المهارات للمواطنين السعوديين، ما يسمح لهم بتعزيز خبراتهم في مجالاتهم، وبالفعل، تخرج أكثر من 400 موظف في هذه البرامج وأصبحوا جزءاً من القوى العاملة المستدامة لبرامج الدفاع المستقبلية في المملكة العربية السعودية.
واليوم، يواصل هذا البرامج تطوّره بما يعزّز الشراكة بين بي أيه إي سيستمز والقوات الجوية السعودية، لتوفير نهج عمل مشترك وتعزيز التصنيع المحلي وإدراج التكنولوجيا المتقدمة، ما يسهم في تحقيق مستهدفات رؤية 2030.