باحثون من الجامعة الأميركية بالشارقة يطوّرون أقمشة ذاتية التطهير تعزز البيئة والصحة العامة

2 دقائق
باحثون من الجامعة الأميركية بالشارقة يطوّرون أقمشة ذاتية التطهير تعزز البيئة والصحة العامة
حقوق الصورة: الجامعة الأميركية بالشارقة

طوّر فريق من الباحثين في الجامعة الأميركية بالشارقة أقمشة ذاتية التطهير، بالاعتماد على تكنولوجيا النانو، لها القدرة على مكافحة الميكروبات، وتقدّم حلولاً واعدة للتحديات الصحية العالمية. 

ما هي الأقمشة الذاتية التطهير؟ 

الأقمشة الذاتية التطهير هي منسوجات لديها القدرة على تنظيف نفسها بنفسها دون الحاجة إلى الغسيل أو طرق التنظيف الأخرى، وهي مصممة عموماً لمقاومة البقع، وصد الماء والأوساخ، والقضاء على الروائح والبكتيريا.

يمكن تصنيع الأقمشة ذاتية التطهير من واحد من نوعين أساسيين من المواد:

  • مركبات الفلوروكربون: تشكّل مركبات الفلوروكربون طبقة رقيقة حول الألياف، ما يمنع القطرات من الالتصاق بالألياف السطحية. لكن تنخفض فاعلية هذه الأقمشة بعد عدة غسلات، وتسبب مشكلات للجلد ناجمة عن مركبات الفلور.
  • مركبات نانوية: تُستخدم الأقمشة المعتمدة على تكنولوجيا النانو المحفزات الضوئية أو الموجات الدقيقة، للتغلب على هذه القيود.

يمكن تشريب الأقمشة ذاتية التطهير أيضاً بمركبات مثل الفضة أو النحاس، والتي لها نشاط مضاد للميكروبات، لتقليل الحمل الميكروبي ووقف انتشار العدوى المرتبطة بالرعاية الصحية.

يُستفاد من الأقمشة ذاتية التطهير في عدة تطبيقات محتملة في مجالات مختلفة:

  • صناعة الملابس الذاتية التنظيف وبالتالي تقليل تكرار الغسيل وتقليل استهلاك الماء والطاقة.
  • صناعة المنسوجات الطبية لتقليل الحمل الميكروبي وإيقاف انتشار العدوى المرتبطة بالرعاية الصحية.
  • صناعات المنسوجات التي يرتديها الأشخاص في البيئات القاسية لتخفيف أعباء الغسيل.
  • صناعة الملابس الرياضية وأقمشة الأثاث، والسجاد، والستائر.

يعود استخدام الأقمشة الذاتية التطهير بالعديد من الفوائد البيئية، فهي تسهم في تقليل تكرار الغسيل واستهلاك المياه والطاقة، ما يساعد في الحفاظ على المياه وكفاءة الطاقة، بالإضافة إلى زيادة عمر الملابس وبالتالي تقليل نفايات المنسوجات والأثر البيئي.

من جهةٍ أخرى، تواجه الأقمشة ذاتية التطهير مخاوف بشأن الإطلاق المحتمل للجسيمات النانوية في النظام البيئي، لكنها ما زالت تستحق الدراسة. وبذلك دفعت الدراسة التي قام بها فريق الباحثين في الجامعة الأميركية في الشارقة بالأقمشة الذاتية التطهير خطوة نحو الأمام. 

اقرأ أيضاً: ما هي استخدامات تكنولوجيا النانو في الصناعة؟

الأقمشة الذاتية التطهير من الجامعة الأميركية في الشارقة

عمل الدكتور محمد الصياح، أستاذ علوم الأحياء والكيمياء والعلوم البيئية في الجامعة الأميركية في الشارقة مع فريقه البحثي في علوم المواد، على تطوير أقمشة ذاتية التطهير غنية بنقاط الكربون النانوية الطبيعية، عبر توظيف التفاعلات الكيميائية على المستوى الجزيئي. 

نقاط الكربون، هي جزيئات كربون صغيرة لها تطبيقات في التصوير الحيوي، وتوصيل الأدوية، والاستشعار الحيوي، واكتشاف الأمراض، والكيمياء الاصطناعية وعلوم المواد. 

عمل الباحثون على تعديل الألياف القائمة على السليلوز باستخدام نقاط نانوية كربونية طبيعية مضادة للبكتيريا، لمكافحة نمو الميكروبات وتقديم حلول واعدة للتحديات الصحية العالمية. 

تمتلك هذه الأقمشة ذاتية التطهير تطبيقات بعيدة المدى في مجالات المعالجة البيئية والرعاية الصحية والتقنيات المتقدمة، وتمتلك القدرة على مكافحة نمو الميكروبات، وتقدّم حلولاً واعدة للتحديات الصحية العالمية، وتسهم بشكلٍ كبير في الحفاظ على الصحة العامة والبيئة.

علاوة على ذلك، قطع الفريق البحثي شوطاً كبيراً في الاختبارات والإجراءات التشخيصية للكشف السريع والدقيق عن التروبونين، وهو مؤشر حيوي للنوبات القلبية. من المتوقع أن يؤدي هذا الاكتشاف إلى نتائج أفضل في مجال الرعاية الصحية من خلال تمكين التشخيص السريع والتدخلات في الوقت المناسب.

وأشار الدكتور الصياح إلى أن أبحاثه لا تتمتع بأهمية علمية فحسب، بل توفّر أيضاً إمكانات تجارية كبيرة، حيث يمكن دمجها بسلاسة في المنتجات الحالية دون تعطيل ممارسات الصناعة الموجودة في السوق، ما سيؤدي إلى تغيير نمط حياة الناس اليومية، خاصة في أثناء انتشار الأوبئة والأمراض.

اقرأ أيضاً: تعرّف إلى مولدات الطاقة النانوية التي ستلغي البطاريات من الأجهزة القابلة للارتداء

يعمل الفريق حالياً على تحسين خصائص المواد التي طوّرها للاستفادة منها في تطبيقات المراقبة البيئية والسلامة الصحية، كما يطمح الفريق إلى توسيع نطاق هذه المواد لتشمل موادَّ موصلة مرنة، والتي تعتبر ضرورية لتطوير الإلكترونيات القابلة للارتداء والمزروعات الحيوية.

المحتوى محمي