تستقطب جامعة حمد بن خليفة الباحثين العرب في مختلف المجالات، وبرزت فيها باحثات بمختلف التخصصات، منهن: حليمة بن إسماعيل المهتمة بعلوم الحوسبة والطب الحيوي والرعاية الصحية، وهبة الصديقي المتخصصة في دراسات الخلايا الجذعية، ومروة قراقع الباحثة في علوم الذكاء الاصطناعي. إليك معلومات أكثر عن إنجازاتهن في هذا المقال.
حليمة بن إسماعيل والحوسبة والطب الحيوي
انضمت الدكتورة المغربية الأصل حليمة بن إسماعيل إلى معهد قطر لبحوث الحوسبة، التابع لجامعة حمد بن خليفة، عضو مؤسسة قطر، عام 2011 باحثةً متخصصةً في تطبيقات التعلّم الآلي والحوسبة في مجال الطب الحيوي والرعاية الصحية. وتحمل اليوم صفة عالم رئيسي وأستاذ مشارك في الجامعة ذاتها.
بدأ شغفها بمادة الرياضيات منذ مرحلة دراستها الثانوية في وطنها الأم، واختارت الرياضيات التطبيقية مجالاً لتخصصها في المرحلة الجامعية لإمكانية استغلال تطبيقاتها في خدمة المجتمع ورؤية أثرها في حل المشكلات بشكلٍ مباشر. حصلت على البكالوريوس في علوم الرياضيات التطبيقية، شعبة الإحصائيات، من جامعة محمد الخامس في مدينة الرباط، المغرب، ثم اختارت فرنسا وجهةً لاستكمال الماجستير والدكتوراة في التعلم الآلي والحوسبة من جامعة باريس.
عملت سابقاً أستاذةً جامعيةً مشاركةً في جامعتي تينيسي وفرجينيا في الولايات المتحدة الأميركية للتدريس والبحث في مجال التعلم الآلي وتطبيقاته في مجالات البنوك والصحة، وهي أول سيدة عُيّنت في معهد قطر لبحوث الحوسبة عام 2011، وينطوي عملها على ممارسة البحث العلمي إلى جانب التدريس، حيث بدأت تدريس مادة الإحصائيات منذ عامين بجامعة تكساس أي آند إم في قطر، الجامعة الشريكة لمؤسسة قطر.
أوضحت الدكتورة حليمة أن الاعتماد على التعلّم الآلي والذكاء الاصطناعي أصبح أساسياً لتطوير المجالات كافة التي تمتلك قاعدة بيانات كبيرة، سواء في البنوك أو الرعاية الصحية أو تحلية المياه، وغيرها الكثير.
تركّز الدكتورة على مجال الرعاية الصحية الدقيقة في قطر، فقد بدأت منذ عام 2011 بتجميع باحثين في مجال توظيف الحوسبة في مجال الرعاية الصحية منذ بداية مسيرتها في معهد قطر لبحوث الحوسبة.
بدأ الفريق منذ عام 2012 بتجميع وتحليل بيانات الأفراد الجينية والسريرية من قِبل قطر بيوبنك والتي وصل عددها حالياً إلى 30 ألف شخص، لبحث كيفية تحليل البيانات الجينية والسريرية للتنبؤ بأمراض مثل السرطان والسكري، وكيفية الوقاية منها.
وتؤكد أن أهمية هذه البيانات في الاستفادة منها للتنبؤ بالأمراض واتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة؛ فلكل شخص ملف جيني خاص به، وعند إضافة البيانات السريرية (العمر، الوزن، الطول، العرض، ضغط الدم) إلى ملفه الجيني، يمكن التنبؤ بإمكانية إصابته بمرضٍ ما في مرحلةٍ ما من عمره، ومن ثَمَّ يمكن اتخاذ خطوات استباقية للوقاية من هذا المرض.
اقرأ أيضاً: عالمة الجينات مريم مطر: أنا منتج وطني إماراتي وهدفي عالمي
هبة الصديقي وعلم الخلايا الجذعية
انطلقت الباحثة القطرية هبة الصديقي في مسيرتها بمجال العلوم الطبية، وتحديداً الخلايا الجذعية، من متدرّبة في جامعة هارفارد الأميركية إلى طالبة دكتوراة في جامعة أوكسفورد البريطانية، لتعود إلى قطر حاملةً معها خبرات ومعارف في هذا المجال الدقيق والحديث الذي بات يعوّل عليه في الطب بشكلٍ متزايد اليوم.
اختارت الصديقي دراسة الخلايا الجذعية لأهمية هذا المجال في المستقبل في العلوم الطبية والأبحاث، إذ يمكن تحويلها إلى أي خلايا من جسم الإنسان سواء خلايا قلب أو بنكرياس، ولأهميتها في علاج بعض الأمراض.
وتركّز أبحاثها ومشاريعها على دراسة استخدامات الخلايا الجذعية كأداة لعلاج مرض السكري من خلال تحويل أي نوع من الخلايا الجذعية إلى البنكرياس، موضحةً أن الخلايا الجذعية سهّلت دراسة بعض الأمراض الوراثية النادرة في المختبر، وسهّلت اكتشاف آثار بعض الأدوية على الخلايا البشرية المزروعة في المختبر. وهناك الكثير من الجهود التي تُتيح استخدام الخلايا الجذعية في علاج بعض الأمراض مثل السكري مستقبلاً.
وتكرّس الصديقي جهودها لتدريب الجيل الجديد من الباحثين والمختصين العرب في هذا المجال، لزيادة الموارد البشرية العربية الخبيرة في هذا المجال، ولذلك تسعى جاهدةً لنقل المعارف التي اكتسبتها إلى الجيل الجديد من الباحثين والعلماء وبناء المواهب العلمية العربية في مجال الخلايا الجذعية.
اقرأ أيضاً: تعرّف على الطبيب الأردني محمد الحجيري الحاصل على براءتي اختراع في مجال الخلايا الجذعية القلبية
مروة قراقع وتخصص الذكاء الاصطناعي
حصلت الدكتورة مروة قراقع على الدكتوراة ودرجة الماجستير في الهندسة الكهربائية من جامعة تكساس إي آند إم في الولايات المتحدة الأميركية. ومنذ عام 2016، انضمت إلى جامعة حمد بن خليفة بصفة أستاذ مساعد في كلية العلوم والهندسة، وتعمل على إجراء أبحاث عن كيفية استخدام الاتصالات اللاسلكية ومعالجة الإشارات والتعلم الآلي في المجالات متعددة التخصصات، مثل أمن الشبكات اللاسلكية، والتحليلات التنبؤية للرعاية الصحية، علاوة على النظم القائمة على الذكاء الاصطناعي.
تستكشف الدكتورة في أبحاثها السبل المختلفة التي يمكن من خلالها استغلال الذكاء الاصطناعي لتعزيز حياة الناس اليومية، وتركّز على مسألة الأمان عند توصيل الأجهزة الشخصية بشبكة الإنترنت، والتحقيق في كيفية استخدام الذكاء الاصطناعي لتعزيز الأمن في الشبكات اللاسلكية.
وتركّز الدكتورة أيضاً على التحليلات الصحية التنبؤية والتعلم الشخصي، إذ تنشط في العديد من الأبحاث المتعلقة بالإدارة الاستباقية للاضطرابات الصحية، بالإضافة إلى تطوير استراتيجيات التعلم والتدخل المصممة للأطفال من خلال التنسيق الاستراتيجي في بُعديه المحلي والدولي بين الذكاء الاصطناعي والبيانات البشرية.
وتؤكّد وجود العديد من الطرق التي يمكن من خلالها للعالم العربي أن يستفيد بها في مجال الذكاء الاصطناعي والتحليلات التنبؤية، من قبيل تطوير الرعاية الصحية، على اعتبار أنه يمكن للتحليلات التنبؤية المدعومة بالذكاء الاصطناعي أن تعزز نتائج الرعاية الصحية من خلال تحليل بيانات المرضى المقيمين للتنبؤ بالمرض وتحسين العلاج، كما أن تطوير تحليلات الرعاية الصحية باستخدام البيانات الإقليمية تُتيح رؤية أكثر دقة، علاوة على تطوير أنظمة صحية قائمة على الذكاء الاصطناعي تلبي احتياجات السكان العرب مع أخذ خصائصهم الوراثية بالاعتبار.
وتعمل حالياً على إجراء بحث في جامعة حمد بن خليفة لتطوير أساليب تقييم مخصصة لدعم الأطفال المصابين بالتوحد لتعزيز تعلمهم ومهاراتهم، وتقوية استفادتهم من جلسات العلاج.
تهتم الدكتورة أيضاً بتوفير فرص للتعاون بين الأوساط الأكاديمية والصناعية والمؤسسات البحثية، وتؤكّد أهمية إنشاء شبكات أو جمعيات معترف بها يلتئم في إطارها العلماء العرب من مختلف التخصصات.
اقرأ أيضاً: مقابلة مع واحدة من أهم رائدات الأعمال في الشرق الأوسط: عن مستقبل المرأة العربية في الذكاء الاصطناعي
وشددت على أهمية انخراط البلدان العربية في تعزيز تدريس العلوم والبحث في المدارس، من قبيل تنظيم مخيمات علمية منتظمة للأطفال والمراهقين، ومسابقات علمية، وتشجيع الطلاب على تحديد التحديات المحلية واقتراح الحلول المناسبة لمعالجتها.