أعلنت وكالة الإمارات للفضاء انضمام دولة الإمارات إلى “اتفاق أرتميس” الذي يهدف إلى تعزيز التعاون العالمي في الفضاء ووضع قواعد لاستكشاف القمر. وقد وقّعت سارة بنت يوسف الأميري، وزيرة الدولة للتكنولوجيا المتقدمة ورئيسة وكالة الإمارات للفضاء، على “اتفاق أرتميس” قبل أمس 13 أكتوبر، خلال فعالية افتراضية استضافتها “ناسا” على هامش المؤتمر الدولي للملاحة الفضائية بنسخته الرقمية.
ما هو اتفاق أرتميس؟ وما أهدافه؟
تصف ناسا الاتفاق بأنه تحالف واسع ومتنوع من الدول الملتزمة بمعايير محددة لاستكشاف القمر. وقد بدأت ناسا العمل على مسودة الاتفاق منذ مايو الماضي بالاستناد إلى معاهدة الأمم المتحدة للفضاء الخارجي لعام 1967. وتكلّلت جهودها يوم 13 أكتوبر بانضمام 7 دول إلى الاتفاق وهي: الإمارات العربية المتحدة وأستراليا وكندا وإيطاليا واليابان ولوكسمبورج والمملكة المتحدة.
ويرتبط اسم الاتفاق ببرنامج أرتميس التابع لناسا، الذي يهدف إلى إرسال أول امرأة إلى القمر بحلول عام 2024. ويمكنك الاطلاع على تفاصيل برنامج أرتميس في مقالتنا حول الموضوع.
ويُرسي الاتفاق مجموعة عملية من المبادئ لتوجيه التعاون الفضائي بين الدول المشاركة في خطط ناسا لاستكشاف القمر خلال القرن الحادي والعشرين، وأهم هذه المبادئ هي:
- الاستكشاف السلمي: يجب أن تكون أهداف أي أنشطة ضمن برنامج أرتميس سلمية.
- الشفافية: يلتزم الموقِّعون على اتفاق أرتميس بشفافية جميع أنشطتهم لتفادي أي نزاع أو ارتباك.
- التوافقية: يسعى الموقِّعون على الاتفاق إلى دعم تطوير أنظمة قابلة للعمل مع بعضها البعض لتحسين شروط السلامة والاستدامة.
- المساعدة الطارئة: يلتزم الموقِّعون ببذل كل جهد ممكن لتقديم العون إلى الأشخاص في ظروف خطيرة.
- نشر البيانات العلمية: يلتزم الموقِّعون بالنشر العلني للبيانات العلمية بما يسمح للعالم أجمع بالانضمام إلى جهود أرتميس.
- الموارد الفضائية: يؤكد الموقِّعون على تماشي أنشطتهم في استخراج الموارد الفضائية واستثمارها مع معاهدة الفضاء الخارجي.
- حل النزاعات: يلتزم الموقِّعون بمنع أي تشويش مؤذٍ وبدعم مبادئ معاهدة الفضاء الخارجي في هذا الخصوص.
- الحطام الفضائي: تلتزم الدول الموقِّعة بالتخطيط من أجل التخلص الآمن من الحطام الفضائي.
وقد قال مدير ناسا، جيم برايدنستاين، في الاجتماع الافتراضي للتوقيع على الاتفاق: “إن الاتفاق يعني خلق قواعد للسلوك يمكن أن تتفق عليها جميع البلدان من أجل حفظ السلام والرخاء في المضي قدماً نحو الفضاء، وتفادي أي نوع من الغموض الذي قد يؤدي إلى نشوب نزاع”. وأضاف: “ليس هناك شيء في اتفاقات أرتميس غير مكتوب في معاهدة الفضاء الخارجي، ويسعى الاتفاق إلى دفع الدول للالتزام بمعاهدة الفضاء الخارجي”.
الإمارات واحدة من 8 دول توقع على اتفاق أرتميس
قالت الوزيرة سارة الأميري في مراسم التوقيع: “تسعدنا المشاركة في مبادرة وكالة ناسا الأميركية للتوقيع على اتفاق أرتميس، انسجاماً مع مبادئنا في الاستخدام السلمي للفضاء، ومساهمةً من الإمارات في تعزيز أهداف الاستدامة والتنمية على كوكب الأرض”. وأضافت: “يشكل الانضمام إلى هذا الاتفاق فصلاً جديداً يضاف إلى مبادراتنا الحثيثة للتعاون مع المجتمع الدولي؛ سعياً لوضع مبادئ وأطر عمل جديدة ومطوّرة تعزز القوانين الدولية لاستكشاف الفضاء بما يصب في صالح التقدم العلمي للبشرية”.
وقَّعت اليوم إلى جانب 7 دول على “اتفاق أرتميس” مع وكالة الفضاء الأمريكية ناسا. يهدف الاتفاق إلى تعزيز التعاون الفضائي عالمياً وتوحيد الجهود مع الشركاء لضمان مستقبل فضائي آمن وسلمي. pic.twitter.com/DbX6dQ9JyC
— Sarah Al Amiri (@SarahAmiri1) October 13, 2020
يأتي توقيع وكالة الإمارات للفضاء على اتفاق أرتميس تأكيداً على الموقع المرموق الذي احتلته الإمارات العربية المتحدة في نادٍ محدود من الدول المتقدمة. ويمثل خطوة جديدة ضمن مسيرة متسارعة من الإنجازات المهمة التي حققتها الدولة في مجال الفضاء؛ حيث أطلقت العديد من الأقمار الاصطناعية لخدمة البشرية. كما دشنت برنامج الإمارات لرواد الفضاء، الذي حقق إنجازاً تاريخياً العام الماضي مع نجاح إطلاق أول رائد فضاء إماراتي وعربي لمحطة الفضاء الدولية. كما أطلقت بنجاح في يوليو الماضي مسبار الأمل ضمن مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ. وفي الشهر الماضي، أطلقت القمر الاصطناعي النانومتري “مزن سات” إلى الغلاف الجوي للأرض، وكشفت خططها لاستكشاف القمر بأيدٍ وخبرات إماراتية. وقد نجحت وكالة الإمارات للفضاء، منذ تأسيسها عام 2014، في إبرام اتفاقيات ومذكرات تفاهم والدخول في شراكات تُرسًخ العلاقات الإستراتيجية مع أكثر من 20 وكالة فضاء حول العالم.