انتخابات المملكة المتحدة تضع سياسات فيسبوك للإعلانات السياسية على المحكّ

2 دقائق
مصدر الصورة: أسوشييتد برس

ما هذه الانتخابات؟
يتوجَّه مواطنو المملكة المتحدة إلى صناديق الاقتراع في 12 ديسمبر ليُدلوا بأصواتهم في انتخاباتٍ عامة، على أمل كسر الجمود السياسي الذي طال أمدُه بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (بريكست).

التكتيكات الانتخابية
سوف تلعب الإعلانات الموجَّهة على منصات التواصل الاجتماعي دوراً كبيراً في هذه الانتخابات مثلما حدث في الانتخابات الأخيرة في المملكة المتحدة منذ عامين فقط؛ حيث تحاول الأحزاب الرئيسية إقناعَ الناخبين المتردِّدين أو رصَّ صفوف مناصريها. غير أنه في هذه الانتخابات، تملك فيسبوك موقفاً أوضح (و أكثر إثارةً للجدل) بشأن الإعلانات السياسية المسموحة والممنوعة على منصتها. وعلى وجه التحديد، ستكون هذه أول انتخاباتٍ كُبرى توضَع فيها سياسة الشركة المتمثلة بالسماح للسياسيين بالكذب في إعلاناتهم موضعَ الاختبار، وقد تعرَّض موقف فيسبوك هذا لضغوطٍ متزايدة منذ إعلان تويتر عن حظرها للإعلانات السياسية منذ فترةٍ وجيزة.

ما موقف فيسبوك؟
أعلنت فيسبوك في مؤتمرٍ صحفي بلندن الأسبوع الماضي أنها لم تلحظ حتى الآن أيّ دليلٍ على وجود أي تدخُّلٍ أجنبي في حملات الأحزاب السياسية بالمملكة المتحدة، لكنها وعدت أن تستمر في مراقبة هذا الأمر. كما أعادت رمي الكرة إلى ملعب السياسيين، قائلةً إنه يتعَّين عليهم تحديد ماهيّة الإعلان السياسي المسموح في بلدانهم. وأفادَت الشركة أنها تحتفظ بأرشيفٍ عام للإعلانات السياسية، وستقوم بإضافة وسومٍ على هذه الإعلانات تشير إلى الجهة التي دفعت لقاء نشرها.

فيما يخصّ الإعلانات السياسية
أصرت فيسبوك مجدداً على أنها لن تتدخل عندما يكذب السياسيون في إعلاناتهم إلَّا إذا قاموا بالتحريض على العنف أو نشر معلوماٍت مزيفة حول زمان ومكان وطريقة التصويت. وأيضاً لن تسمح لهم بمشاركة المحتوى الذي تمَّ كشف زيفِه سابقاً من خلال برنامجها لتدقيق الحقائق من قِبل جهاتٍ خارجية، بالإضافة لمنع المحتوى الذي ينتهك القوانين المحلية. فهل هذه الخطوات كافيةٌ لتهدئة جميع المخاوف؟

مَكْمَن المشكلة
لا تنحصر مخاوف السياسيين والأكاديميين في مسألة الترويج للمعلومات الكاذبة على فيسبوك، بل تشمل القضية أيضاً طريقة سماح المنصة باستهداف الأفراد من خلال الإعلان الموجَّه بدِقّة. وقد قالت فيسبوك إنها قد تفرض قيوداً على هذا النوع من الإعلانات، لكن يبدو من المستبعد حدوث ذلك قبل انتخابات المملكة المتحدة في الشهر المقبل.

فأر تجارب
من السهل أن ننظر إلى المملكة المتحدة باعتبارها حالة اختبار للانتخابات المقبلة في الولايات المتحدة الأميركية في نوفمبر من العام القادم. غير أنَّ تجربتَي استفتاء بريكست والانتخابات الأميركية في عام 2016 تشيران إلى صعوبة تحديد التأثير الدقيق لسياسة فيسبوك المتعلِّقة بالإعلانات على نتيجة الانتخابات خلال إطارٍ زمني قصير نسبياً.

ما سبب أهمية هذا الموضوع؟
قد تعتقد أن من السهل بطبيعة الحال تحديد ما هو صحيحٌ وما هو كاذبٌ على فيسبوك، لكنَّ الأمر ليس بهذه البساطة، بحسب دراسة حديثة أجرتها جامعة تكساس، حيث كشفت أنَّ أقلَّ من نصف المشاركين فيها قد تمكنوا من التمييز بين الحقيقة والوهم على الموقع الإلكتروني لفيسبوك؛ فقد اختار المشاركون بأغلبيةٍ ساحقة العناوينَ الإخبارية التي تتوافق مع معتقداتهم السياسية القائمة باعتبارها صحيحةً.

المحتوى محمي