الهوية الرقمية والتوثيق الإلكتروني: فوائد استخدام الهوية الرقمية في تسهيل وتأمين العمليات الحكومية الإلكترونية

تتجه عشرات الحكومات من حول العالم نحو اعتماد الهوية الرقمية لمواطنيها، وذلك لما لها من فوائد عديدة في تسهيل وتأمين العمليات الحكومية الإلكترونية، فمَا هي الهوية الرقمية؟ ومَا فوائد اعتمادها؟

مَا هي الهوية الرقمية؟

الهوية الرقمية باختصار هي التمثيل الإلكتروني للفرد الذي يستخدمه للوصول إلى الإنترنت وممارسة شتى النشاطات هناك، مثل التفاعل مع الآخرين عبر منصات التواصل الاجتماعي أو عمليات الشراء التي يقوم بها.

بعبارةٍ أخرى، هي المعلومات والبيانات التي تحدد هوية الفرد في العالم الرقمي، متضمنة المعلومات الشخصية مثل الاسم وتاريخ الميلاد والجنس والسلوك عبر الإنترنت.

يتكوَّن نظام الهوية الرقمية من عدة أطراف:

المجتمع: يتضمن الأفراد الذين يمتلكون الهويات الرقمية.
الحكومة: تضع المعايير والأنظمة المتحكمة في الهويات الرقمية.
شركات التكنولوجيا: توفّر حلول إدارة الهوية الرقمية مثل أنظمة المصادقة البيومترية.
الشركات: تعتمد على الهويات الرقمية للمصادقة على المشترين المحتملين وتوفير وصول آمن إلى خدماتهم.
جهات التحقق من الهوية: تتحقق من صحة معلومات هوية الفرد ودقتها.

أنواع الهوية الرقمية

توجد للهوية الرقمية أنواع عديدة، تختلف بناء على الغرض من استخدامها، وفيما يلي أمثلة عنها:

هوية الموظف

مثل البيانات التي تسمح للموظف بالوصول إلى الشبكة الداخلية أو دخول المبنى أو استخدام موارد الشركة الأخرى. يستخدمها صاحب العمل بدوره لإدارة بيانات الموظف، ومنحه الإذن للتطبيقات، ومراقبة الأداء، وما إلى ذلك.

معرّف الخدمات المصرفية الإلكترونية

يحتاج العميل إلى اسم مستخدم وكلمة مرور وبيانات أخرى للدخول إلى حسابه المصرفي والاطلاع عليه عبر الإنترنت وإجراء المعاملات، مثل دفع الفواتير أو الأوراق المالية التجارية.

هوية المواطن

توفّر السلطات للمواطنين هوية رقمية على الإنترنت على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع، ما يعزز الخدمة العامة، إذ يصبح المواطنون قادرين على طلب وثائق رسمية، وبالتالي تجنب زيارات المكاتب التي تستغرق وقتاً طويلاً، أو يمكنهم تسديد الضرائب أيضاً.

مخاطر استخدام الهوية الرقمية

ثمة مخاطر يجب على الأفراد إدراكها عند استخدام هويتهم الرقمية:

سرقة الهوية عبر الوصول إلى المعلومات الشخصية، ما يؤدي على سبيل المثال إلى الاحتيال المالي.
الهويات الرقمية تتطلب من المستخدمين مشاركة المعلومات الشخصية، ما يُثير مخاوف بشأن الخصوصية.
الهوية الرقمية قد تستند إلى معلومات غير دقيقة أو غير كاملة، ما يؤدي إلى مشكلات في التحقق من الهوية أو الوصول إلى الخدمات.
استخدام الهويات الرقمية للإساءة عبر الإنترنت.

مما سبق نجد أنه من المهم زيادة الوعي بالهوية الرقمية بين المستخدمين والمواطنين قبل نشرها على نطاق واسع.

فوائد استخدام الهوية الرقمية في تسهيل العمليات الحكومية الإلكترونية وتأمينها

تتمتع بطاقة الهوية الإلكترونية الصادرة عن جهة حكومية بإمكانية تحسين الخدمات العامة بعدة طرق، ما يعود على المواطنين والأفراد بعدة فوائد:

سهولة الوصول

تساعد الهوية الرقمية المواطنين على الاستفادة من الخدمات الحكومية العامة عبر الإنترنت، دون الحاجة إلى زيارة المكاتب الحكومية شخصياً، وبالتالي تسهيل هذه المعاملات، خاصة للأفراد غير القادرين على التنقل أو الذين يعيشون في المناطق النائية.

سهولة الاستخدام

يمكن إدخال معلومات المستخدم والتحقق منها ببضع نقرات فقط، وقد لا يكون المستخدم مضطراً لإدخال معلوماته سوى مرة واحدة فقط.

الكفاءة والسرعة

يستطيع المواطنون إدخال معلوماتهم ومن ثَمَّ المصادقة عليها بسرعة وسهولة، ما يوفّر الوقت والموارد اللازمة للتحقق من هويتهم يدوياً.

الأمان

أكثر ما يُقلق الأفراد على الإنترنت أمان معلوماتهم وخصوصياتهم، لكن الهوية الرقمية تتمتع بمستوى أمان عالٍ، وذلك يساعد على منع الاحتيال وحماية المعلومات الشخصية الحساسة، وتمكين المعاملات والاتصالات الآمنة والمريحة والفعّالة عبر الإنترنت، ما يؤدي إلى عمليات أكثر كفاءة أيضاً.

توفير التكاليف

إن اعتماد الحكومات على الهوية الرقمية يوفّر تكاليف المعاملات العامة، لأنه يقلل الحاجة إلى المستندات المادية وعمليات التحقق اليدوية، بالإضافة إلى تقليل تكاليف التنقلات.

من مزايا اعتماد الهوية الرقمية أيضاً تحكم الفرد بالمعلومات التي يريد مشاركتها، سواء كانت معلومات كاملة أو معلومات محددة، وكيفية استخدامها أيضاً.