نشرة خاصة
تسهم منتجات البوليمرات واللامعادن في صياغة مستقبل مشاريع النفط والغاز في القطاع الذي يعتمد بشكل كبير على الفولاذ والمعادن، لذلك تسعى شركة بترول أبوظبي الوطنية "أدنوك" لاستخدام البوليمرات واللامعادن بهدف تحسين أداء وكفاءة عمليات النفط والغاز، بالإضافة إلى تمكين الشركة من دخول أسواق جديدة علاوة على تلك التقليدية.
يؤثر التآكل والصدأ في موثوقية وسلامة وأمان منشآت تشغيل النفط والغاز، حيث تُبنى شبكات خط التدفق بالأساس من الفولاذ الكربوني الذي يكون عرضةً للتآكل نتيجة التعرض لسوائل حقول النفط الشائعة، وثاني أكسيد الكربون، وكبريتيد الهيدروجين، والبكتيريا وعوامل بيئية أخرى. ولأن تكلفة التآكل ضخمة، فهو من المشاكل الكبرى في صناعة النفط والغاز.
ومع تعافي أسعار النفط نسبياً من التدهور الذي شهدته في العام 2014، تحتاج شركات النفط والغاز إلى الابتكار لزيادة معدلات الإنتاج والمحافظة عليها للبقاء في المنافسة. وأظهر اعتماد أدنوك على البوليمرات واللامعادن بوضوح حاجة صناعة النفط والغاز إلى تغيير جذري في عقلية اختيار المواد.
إن الفرص في القطاع هائلة، ولذلك حددت الشركة هدفاً يتمثل في أن تلعب دوراً بارزاً في إدراج البوليمرات واللامعادن لتكون عنصراً أساسياً في صناعة النفط والغاز.
ومع ذلك، يعتمد المستقبل الواعد للبوليمرات واللامعادن على تبنّي تدابير ذكية في صناعة النفط والغاز. وفي أدنوك، تحاول الشركة باستمرار تنفيذ أفضل الإستراتيجيات الممكنة لتشكيل مستقبل صناعة النفط والغاز.
الحفر الذكي
لا يعتمد التفوق في المنافسة على الآلات والمعدات وحدها. فالمستقبل يستدعي تبنّي إستراتيجية وتجريبها وتطوير مستوى الذكاء اللازم للتحديد الدقيق لكيفية دخول السوق، وموعد دخول السوق، وفي أي منطقة يمكن الدخول. ويمكن القول بأن "الحفر الذكي" سيمثل الجانب الرئيسي لأنشطة أدنوك، وسوف يحتاج إلى مزيج من التفكير والتقنيات التي تساعدها في إعادة تصور الآلية الأمثل لتنفيذ وإدارة نهج أكثر انسجاماً في عمليات الحفر التي تقوم بها الشركة.
أما الهدف فهو ضمان أن تسهم خبراتنا التشغيلية في تعزيز ومواءمة خطوات اختيار الآلات والمعدات وتحليلها وتصميمها وتنفيذها. وتسعى الشركة من وراء ذلك إلى ردم الفجوة المتمثلة في الافتقار إلى الخبرات اللازمة.
ويبشر الحفر الذكي بتوفير التوازن المطلوب للعمليات بغية الحفاظ على سلامة تشغيل صناعة النفط والغاز لأعوام قادمة.
تكنولوجيا حقول النفط الذكية
قد يرغب القائمون على صناعة النفط والغاز في تركيز جهودهم وميزانياتهم على زيادة الإنتاجية وفي الوقت نفسه مراقبة أصولهم البعيدة والمحلية بوتيرة ديناميكية. ولتحقيق ذلك، يجب عليهم التركيز على استغلال تكنولوجيا حقول النفط الذكية، ويساعدهم ذلك في حيازة بيانات هامة في وقت لحظي من دون انقطاع. وينبغي أن يكون هدفهم هو ربط جميع منصات وأنظمة الأجهزة دون أي خلل عبر مجالات التشغيل المتعددة، ودمج منشآت الإنتاج والحفر والاستكشاف، وأخيراً دمج تدفقات البيانات المفيدة في موقع مركزي. وبذلك، يتسنى لهم اتخاذ قرارات أسرع وأفضل.
على أن ذلك لا ينفي وجود تحديات؛ فحقيقة أن الأصول والمتعهدين ينتقلون من مكان إلى آخر، وظروف من قبيل سوء الأحوال الجوية ودرجات الحرارة شديدة الارتفاع، تجعل من الصعوبة بمكان تقديم خدمات مستمرة دون انقطاع.
الاستفادة من البلوك تشين
يعتقد رجالات الصناعة أن تقنية البلوك تشين (سلسلة الكتل) قادرة على إحداث تحول إيجابي في القطاع، وبالفعل فإن أدنوك تستفيد -نوعاً ما- من ثورة البلوك تشين، وهي تسعى للاستفادة من المزايا الكثيرة الكامنة في هذه التقنية. ولأنها تنشط في مجال النفط والغاز، فإنها تدرك أن البيانات اليوم تتحول شيئاً فشيئاً من ثروة إلى عبء ثقيل.
أبرز ما نجده في المشهد الراهن للقطاع هو ذلك الكم الهائل الذي تمتلكه شركات النفط والغاز، وبالتالي حاجتها إلى حل ناجع لتنظيم تلك البيانات والمعلومات والتحقق من صحتها، وفي تقنية البلوك تشين مقدرات هائلة تتيح لها استبعاد مخاطر المعاملات غير الصحيحة والخطأ والاحتيال في تجارة الطاقة. ومن شأن هذا أن يساعد في تمكين التشغيل البيني وتسهيل متطلبات إعداد التقارير التنظيمية وجعل المعاملات المالية أكثر كفاءة.
ويعود السبب الرئيسي وراء لجوء صناعات النفط والغاز لتكنولوجيا البلوك تشين إلى حقيقة أنها تحقق فوائد ضخمة في شتى مراحل هذه الصناعة. ونقصد بذلك أن البلوك تشين توفر خاصية التوثيق وتيسر التواصل والتفاعل بين الأطراف المختلفة، بدايةً من سجلات حقول الاستكشاف وانتهاءً بجدولة صيانة الآلات والمعدات.
وفي حين تبقى إسهامات البلوك تشين في صناعة النفط والغاز محدودة نسبياً، إلا أن أدنوك عازمة على تحقيق الاستفادة الكاملة من تلك المقدرات التقنية.
تذليل الفوارق بين مصادر الطاقة المتجددة والوقود الأحفوري
بينما يشهد المستقبل تقليل الاعتماد على الوقود السائل، إلا أن الاستغناء التام عنه يبقى مهمة صعبة على الرغم من تعزيز إنتاجية الطاقة الإجمالية بمصادر طاقة كهربائية والوقود الحيوي.
ومن المتوقع أن تبقى أسعار النفط والغاز على تراجعها في المستقبل المنظور؛ وذلك لأن عمليات استخراج النفط والغاز تيسّر الإنتاج بتكلفة رخيصة نسبياً. ومع ذلك، وفي ظل تزايد الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة، فإن الطلب بدوره يتراجع تدريجياً.
وسوف تحل مصادر وتكنولوجيا الطاقة المتجددة محلَّ الاعتماد على النفط كوقود. ومع ذلك، سوف يستغل هذا النفط والثروات الأخرى في إنتاج البوليمرات والهيدروكربونات ومنتجات الكربون الأكثر تطوراً؛ مما يجعل النفط مادة خام تدخل في الصناعات المغذية وليس وقوداً.
وفي النهاية، نقول بأن القدرة على تصنيع النفط والغاز كيميائياً من مواد طبيعية تعني محوَ الفارق بين الوقود الأحفوري ومصادر الطاقة المتجددة. ومن شأن هذا أن يجعلها قضية منسية؛ لأن القدرة على تصنيع هذه المنتجات تعني أن من الممكن استبدال الوقود الأحفوري، مما يتيح للسوق تحفيز المصدر مرة أخرى.