هل تشكّل النظارات الذكية تهديداً جديداً للخصوصية؟

3 دقيقة
هل تشكّل النظارات الذكية تهديداً جديداً للخصوصية؟
حقوق الصورة: shutterstock.com/tete_escape

ملخص: طوّر طالبان من جامعة هارفارد مشروعاً مميزاً أطلقا عليه اسم I-Xray. يعتمد هذا المشروع على نظارة ذكية تلتقط صوراً لوجوه الأشخاص في الشارع ثم تستخدم الذكاء الاصطناعي وتقنيات التعرف على الوجه لاسترجاع معلومات شخصية مفصّلة. بمجرد أن تلتقط النظارة صورة لوجه شخص ما يمكنها استرجاع اسمه وعنوانه ورقم هاتفه وتعليمه ونشاطاته وحتى بعض التفاصيل الحساسة الأخرى. وذكر الطالبان أن مشروع I-Xray ليس مصمماً للاستخدام العام، بل هو مشروع توعوي بحت هدفه تسليط الضوء على المخاطر المحتملة للنظارات الذكية إذا جرى  دمجها مع الذكاء الاصطناعي وأدوات أخرى متاحة عبر الإنترنت. جرّب الطالبان النظارات في عدة شوارع أميركية، ودون الحاجة إلى أي تدخل مباشر أو تجسس تمكّنت الأداة من استرجاع بيانات حساسة عن الأفراد في غضون لحظات. فقط يرتدي الشخص النظارة ويمشي في الشارع وبدوره يُظهر التطبيق الخاص بالأداة على الهاتف جميع المعلومات بمجرد التقاط صور لوجوه المارة. تؤكد هذه التجربة أهمية سنّ قوانين لحماية خصوصية الأفراد وضرورة نشر التوعية بقضايا الخصوصية على المستويات جميعها.

في عصر التكنولوجيا المتقدمة، نشهد يومياً تطورات جديدة في مجال الذكاء الاصطناعي والأجهزة الذكية. ومن هذه التطورات النظارات الذكية، التي قد تفتح آفاقاً جديدة، لكنها تثير أيضاً تساؤلات كبيرة حول الخصوصية. مؤخراً، طوّر طالبان من جامعة هارفارد مشروعاً مميزاً أطلقا عليه اسم I-Xray، الذي يهدف إلى توضيح كيف يمكن للنظارات الذكية أن تشكّل تهديداً خطيراً لخصوصية الأفراد.

ما هو مشروع I-Xray؟

يعتمد المشروع على نظارة ذكية تلتقط صوراً لوجوه الأشخاص في الشارع ثم تستخدم الذكاء الاصطناعي وتقنيات التعرف على الوجه لاسترجاع معلومات شخصية مفصلة. يمكن للنظارة بمجرد التقاط صورة لوجه شخص ما استرجاع اسمه وعنوانه ورقم هاتفه وتعليمه ونشاطاته وحتى بعض التفاصيل الحساسة الأخرى. ما يجعل هذا المشروع مثيراً للجدل هو أنه لا يعتمد على أي أدوات تجسس أو تقنيات معقدة، بل يعتمد فقط على ما هو متاح علناً على الإنترنت.

اقرأ أيضاً: إليكم نتائج تجربتي لنظارات الواقع الافتراضي الجديدة من شركة سناب

الهدف من المشروع

ذكر الطالبان أن مشروع I-Xray ليس مصمماً للاستخدام العام، بل هو مشروع توعوي بحت، هدفه تسليط الضوء على المخاطر المحتملة للنظارات الذكية إذا جرى دمجها مع الذكاء الاصطناعي وأدوات أخرى متاحة عبر الإنترنت. يهدف الطالبان من هذا المشروع إلى توضيح كيف أن التطور في هذا المجال يمكن أن يؤدي إلى انتهاكات خطيرة للخصوصية حتى دون اللجوء إلى أساليب غير قانونية.

كيف تعمل النظارة الذكية؟

مبدأ عمل هذه النظارة بسيط، لكنه مرعب في الوقت نفسه؛ حيث يرتدي الشخص النظارة الذكية من نوع "ميتا راي- بان 2"(Meta Ray-Ban 2) التي جرى إطلاقها في عام 2023. تبدو هذه النظارة مثل أي نظارة شمسية عادية، ما يجعلها صعبة التمييز. خلال المشي في الشارع تلتقط النظارة صوراً لوجوه المارة وترسلها إلى هاتف ذكي مرتبط بالأداة، حيث تعالج الأداة الصور باستخدام تقنيات متاحة عبر الإنترنت لاسترجاع المعلومات الشخصية المرتبطة بالوجوه.

 

عرض هذا المنشور على Instagram

 

‏‎شاهد على إنستغرام‎‏

التقنيات المستخدمة في المشروع

يعتمد المشروع على مجموعة من الأدوات والتقنيات المتاحة علناً عبر الإنترنت، ومنها:

  • النظارات الذكية: التي تلتقط صوراً بوضوح عالٍ.
  • تقنية التعرف على الوجوه: من خلال مواقع مثل(PimEyes)  و(FaceCheck.id)،

 التي تبحث عن الصور على الإنترنت وتطابقها مع بيانات أخرى.

  • النماذج اللغوية الكبيرة (LLM): التي تربط المعلومات المتاحة مثل الاسم والمهنة بالصور المسترجعة.
  • أدوات البحث عن الأشخاص: مثل (Fast People Search)، التي تمكّن من العثور على العناوين وأرقام الهواتف بناءً على الاسم.
  • تحديد الرقم الأمني: باستخدام أدوات متاحة علناً لربط الاسم ورقم الهاتف ببعض أجزاء الرقم الأمني الخاص بالأشخاص في الولايات المتحدة.

اقرأ أيضاً: 10 نصائح من سدايا لتحقيق أعظم استفادة من النماذج اللغوية الكبيرة

نتائج التجربة العملية

جرّب الطالبان المشروع في عدة شوارع أميركية، وكانت النتائج مذهلة. ودون الحاجة إلى أي تدخل مباشر أو تجسس تمكنت الأداة من استرجاع بيانات حساسة حول الأفراد في غضون لحظات. فقط يرتدي الشخص النظارة ويمشي في الشارع ويُظهر التطبيق الموجود على الهاتف جميع المعلومات بمجرد التقاط صور لوجوه المارة.

ما الذي تعنيه هذه التقنية للخصوصية؟

تسلط هذه التجربة الضوء على تحديات جديدة تواجه حماية الخصوصية في العصر الرقمي. فإذا كانت معلوماتك الشخصية متاحة على الإنترنت، فإن أي شخص يمتلك الأدوات المناسبة يمكنه الوصول إليها بسهولة. والنظارات الذكية المزودة بالذكاء الاصطناعي قد تتحول من أداة تقنية مفيدة إلى كابوس يهدد خصوصيتك وأمانك الشخصي.

وعلى الرغم من أن  هذه التقنيات تبدو واعدة، فمن الضروري أن نأخذ في الاعتبار تأثيراتها السلبية والحاجة إلى وضع قوانين وتشريعات تحمي حقوق الأفراد وتضمن أمان بياناتهم. فقد أصبحت حماية الخصوصية قضية لا يمكن تجاهلها مع تطوير أدوات يمكنها استغلال البيانات المتاحة للجميع.

كيف يمكننا حماية أنفسنا؟

نصح الباحثان الناس باتخاذ تدابير احترازية لحماية خصوصيتهم، مثل استخدام أدوات لحذف البيانات الشخصية من الإنترنت، وتقليل مشاركة المعلومات الشخصية على وسائل التواصل الاجتماعي. وفي نهاية المطاف، فإن الحل الأمثل هو الوعي بهذه المخاطر والسعي إلى وضع حدود واضحة لاستخدام التقنيات الذكية في حياتنا اليومية.

المحتوى محمي