ما الذي حدث؟
صرحت الحكومة البريطانية مؤخراً عن المشورة العلمية التي تحدد شكل استجابتها لوباء الفيروس التاجي كورونا المستجد. تتكون هذه المشورة من أكثر من 30 وثيقة، تتضمن أوراقاً أكاديمية ونمذجة جامعة لندن الإمبراطورية ذات التأثير الكبير، التي أحدثت تحولاً مثيراً في إستراتيجية الحكومة الأسبوع الفائت، من تخفيف المرض إلى محاولة كبح انتشاره.
تقول الأخبار:
- هناك إجماع عام بأنه قد يتعين على المملكة المتحدة التراوُح بين الدرجات المرتفعة والمنخفضة من التشدُّد في إجراءات الابتعاد الاجتماعي، وذلك لمدة قد تصل إلى سنة كاملة على الأقل؛ منعاً لانهيار النظام الصحي في البلاد. هذا يعني أن تتنوع الإجراءات بين الابتعاد الاجتماعي العام وإغلاق المدارس، وإستراتيجية عزل مجموعات معينة من الحالات، أو الأُسر، أو المجموعات المعرضة للإصابة. في 20 مارس، أعلن رئيس الوزراء بوريس جونسون عن توجيه الأوامر بإغلاق جميع الحانات، والنوادي، والمطاعم ابتداءً من تلك الليلة.
- تشير التقديرات إلى أن نحو 8% من مجموع المصابين سيتم إدخالهم إلى المستشفيات. وتختلف المخاطر باختلاف الأعمار: من المتوقع أن أقل من 2% ممن لم يبلغوا الخمسين من العمر بعد، سينتهي بهم المطاف في المستشفيات، في حين تصل هذه النسبة إلى 44% عند من يتجاوز 80 عاماً.
- إذا سارت المملكة المتحدة على خُطى الصين، فقد يستغرق الأمر من 3 إلى 5 أشهر حتى تصل الحالات إلى الذروة، ومن المحتمل أن يتأثر ما يصل إلى 80% من السكان.
- يتوقع المستشارون بأن يكون إغلاق المدارس "مدمراً للغاية"، وأن يفرض أعباء متفاوتة على العائلات. تقول إحدى الوثائق: "ما نفهمه من التقارير الواردة من اليابان هو أن هناك استياءً متزايداً بشأن السياسة المتبعة".
- تتضمن الوثائق الكثير من الارتياب، كما هي حال الأوساط العلمية على النطاق الواسع؛ وذلك نظراً للكم الضئيل من المعلومات المتوافرة حول الفيروس.
بعض الأنباء السارة:
- يعتقد المستشارون أن وقوع أعمال الشغب على نطاق واسع أمر "مستبعد"، ويتوقعون أن "أعمال الإيثار سوف تغلب" على سلوك الناس على نحو مثير للمشاعر إلى حد ما.
- كما تقول إحدى الوثائق، فإنه للحد من مخاطر الاضطرابات العامة، يتعين على الحكومة تقديم أسباب واضحة وشفافة للإستراتيجيات المختلفة، ووضع توقعات واضحة بشأن كيفية تطور الاستجابة، وتعزيز شعور الجماعية.
رسائل مُتضاربة
تم الإعلان عن المشورة القائلة بأن المملكة المتحدة قد تواجه 12 شهراً من القيود، بعد يوم واحد فقط مما قاله جونسون -خلال أحد مؤتمراته الصحفية الحيَّة اليومية التي يُجريها هذه الأيام- بأنه يمكن للبلاد أن "تحول مسار الأمور" بعيداً عن تفشي المرض في غضون 12 أسبوعاً. مع ذلك، شدّد وزير الصحة مات هانكوك على أن التنبؤ المتعلق بالأسابيع الاثني عشر يفترض أن الناس سوف يتبعون النصائح لتجنب الرحلات غير الضرورية خارج منازلهم، والابتعاد عن الآخرين.
جانب مُغفَل
لم تذكر الوثائق ما يشير فعلياً إلى موضوع الاختبارات؛ حيث شكل اختبار جميع الحالات المشتبه فيها جزءاً أساسياً من الإستراتيجيات المتبعة في الدول التي نجحت في احتواء الفيروس بشكل كبير، مثل كوريا الجنوبية، واليابان، وسنغافورة. تقوم المملكة المتحدة بإجراء الاختبارات الروتينية فقط للأشخاص المتواجدين داخل المستشفيات، ولا تتعقب الأشخاص الذين قاموا بمخالطة حالات معروفة بصورة فعالة. وقد وعدت الحكومة بزيادة عدد الاختبارات لتصل إلى 25,000 في اليوم الواحد في غضون 4 أسابيع.