ما المقصود بالمقاييس الحيوية وكيف تستخدم للتعرف على البشر؟

3 دقائق
ما المقصود بالمقاييس الحيوية وكيف تستخدم للتعرف على البشر؟
حقوق الصورة: shutterstock.com/ Chikala

لم يعد تحديد الهوية أمراً مقتصراً على الاسم والشكل، فمع تطور التكنولوجيا أصبح بالإمكان تحديد الهوية بعدة طرق مختلفة؛ من بصمات الأصابع وشكلها وصولاً إلى حركة الجسم. تُعرف هذه الصفات الفريدة باسم "المقاييس الحيوية"، فما هي وكيف تطورت وبما تتميز؟ تابع معنا.

ما المقصود بالمقاييس الحيوية؟

وفقاً لموقع وزارة الأمن الداخلي الأميركية، فإن المقاييس الحيوية أو البيومترية هي خصائص فيزيائية فريدة، يمكن استخدامها للتعرف الآلي على البشر. 

تُستخدم المقاييس الحيوية لزيادة الأمان الفردي والمؤسساتي، حيث تربط إثبات الهوية بأجسامنا وأنماط سلوكنا، فهي قياسات حيوية فيزيائية تُستخدم لتحديد الأفراد، مثل بصمات الأصابع والتعرف على الوجوه وقزحية العين وغيرها.

يمكن استخدامها للوصول إلى المعلومات الموجودة على جهاز مثل الهاتف الذكي، كما يمكن الاحتفاظ بهذه المعلومات على بطاقة ذكية، حيث يقرأ نظام التعرف المعلومات الحيوية للفرد، بينما يقارن ذلك بالمعلومات الموجودة على البطاقة الذكية.

يوجد منها 3 أنواع:

  • المقاييس الحيوية البيولوجية: وتستخدم السمات على المستويين الجيني والجزيئي، مثل الحمض النووي أو بصمة الدم، ويمكن التعرف عليها من خلال عينة من سوائل الجسم.
  • المقاييس الحيوية المورفولوجية (الشكلية): وفيها يتم تعيين السمات الجسدية مثل قزحية العين أو بصمة الإصبع أو شكل الوجه أو الصوت لاستخدامها مع الماسحات الضوئية الأمنية. (تشكل المقاييس الحيوية البيولوجية والمورفولوجية ما يسمى بالمقاييس الفيزيولوجية).
  • المقاييس الحيوية السلوكية: وتتضمن طريقة مشي الشخص أو طريقة كلامه أو أنماط الكتابة وحركات الأصابع وأنماط التفاعل على وسائل التواصل الاجتماعي.

اقرأ أيضاً: ما هي بصمة الوجه وهل يمكن خداع أنظمة التعرف على الوجوه؟

أهمية المقاييس الحيوية

اعتماداً على حقيقة أن المقاييس الحيوية ثابتة ومتفردة بين البشر، حتى عند التوائم، أصبحت تُستخدم في زيادة الأمن اليومي، كرديف لكلمات المرور أو بديلاً عنها في الحواسيب والهواتف والمباني، لتحديد الهوية والتحكم في الوصول أو لتحديد الأفراد الذين يخضعون للمراقبة. وفي العديد من المجالات مثل:

  • التحقيق الجنائي والتعرف على بصمات الأصابع أو بصمة اليد.
  • جوازات السفر الإلكترونية، وتحتوي على شريحة إلكترونية تخزن بيانات بصمات الأصابع، أو صورة رقمية للوجه أو قزحية العين.
  • بعض بطاقات التأمين الصحي والرعاية الطبية تستخدم بصمات الأصابع لتحديد الهوية.
  • التعرف على قزحية العين في أمن المطار. 

كيف تعمل المقاييس الحيوية؟

لمعرفة آلية عمل المقاييس الحيوية سنحدد أولاً مكونات أجهزتها، وهي: 

  • قارئ أو جهاز مسح لتسجيل عامل المقاييس الحيوية المصادَق عليه.
  • برنامج لتحويل بيانات المقاييس الحيوية الممسوحة ضوئياً إلى تنسيق رقمي موحد ومقارنة نقاط تطابق البيانات المرصودة بالبيانات المخزنة.
  • قاعدة بيانات لتخزين البيانات الحيوية بشكل آمن للمقارنة، أو تُخزّن في جهاز محدد مثل تخزين بيانات بصمة الإصبع على الهاتف المحمول.

عند محاولة التعرف على هوية شخص ما يتم مسح عامل المقاييس الحيوية له، وبمجرد الحصول على بياناته الحيوية تتم مقارنتها بالبيانات المخزنة على الخادم أو الهاتف للموافقة على الوصول إلى النظام أو رفضه.

اقرأ أيضاً: كيف تعمل المصادقة البيومترية؟

كيف تطورت المقاييس الحيوية؟ 

تعود جذور المقاييس الحيوية إلى عصور ما قبل التاريخ، عندما أدرك البشر اختلاف بصمات الأصابع، وبدؤوا التوقيع بأصابعهم. ففي القرن الثاني قبل الميلاد، كان الإمبراطور الصيني تسين شي Ts'In She يصادق بالفعل على أختام معينة ببصمة إصبع. وفي عام 1858، استخدم المسؤول البريطاني في الهند ويليام جيمس هيرشل بصمات الأصابع لتوقيع عقود تجارية. 

أما استخدام المقاييس الحيوية لأغراض أمنية فقد بدأ في نهاية القرن التاسع عشر، حين استخدم ضابط شرطة فرنسي يدعى برتيلون قياسات فيزيائية لخصائص تشريحية محددة لتحديد المجرمين الذين يعاودون ارتكاب المخالفات، وقد أثبتت الطريقة نجاحها، وبدأت الشرطة الفرنسية في باريس اتّباع هذه الطريقة في عام 1888 في الطب الشرعي.

تبعتها شرطة المملكة المتحدة واستخدمت المقاييس الحيوية لتحديد الهوية في عام 1901. أما نيويورك في الولايات المتحدة الأميركية، فقد استخدمت الطريقة عام 1902، وتبعها مكتب التحقيقات الفيدرالي عام 1924. 

اقرأ أيضاً: ما هي الهوية الرقمية؟ وما فوائدها في الأعمال ولمستخدمي الإنترنت؟

مزايا وعيوب المقاييس الحيوية

عند الحديث عن الأمان واستخدامات المقاييس الحيوية لا بُدّ لنا من معرفة مزاياها وعيوبها.

مزايا المقاييس الحيوية

  • يصعب تزييفها أو سرقتها، على عكس كلمات المرور.
  • مريحة وسهلة الاستخدام.
  • فريدة من نوعها.
  • تبقى ثابتة على مدار حياة المستخدم.
  • لا تشغل مساحة تخزين كبيرة.
  • لا داعي لحفظ كلمات مرور وتذكرها أو حمل رموز الأمان. 
  • يمكن أن يعمل بعضها دون اتصال مباشر مع الشخص الذي تمت المصادقة عليه، مثل المشي.

عيوب المقاييس الحيوية

  • تشغيل نظام المقاييس الحيوية مكلف.
  • يؤدي فشل النظام في التعرف على بيانات المقاييس الحيوية إلى فشل تحديد هوية المستخدم.
  • يمكن اختراق قواعد البيانات.
  • حدوث أخطاء مثل الرفض الزائف والقبول الزائف.
  • إذا أصيب المستخدم، فقد لا يعمل نظام المصادقة الحيوية، مثلاً حرق أصابع اليد يمنع التعرف على بصمات الشخص.

المحتوى محمي