حظرت إدارة التعليم بمدينة نيويورك الأميركية بوت الدردشة الشهير تشات جي بي تي (ChatGPT)، ومنعت الوصول إليه من الأجهزة والشبكات المدرسية. تأتي هذه الخطوة استجابة للمخاوف المتعلقة باحتمالية استخدام البوت من قِبل الطلاب والمدرسين لأداء مهامهم الكتابية، ما يشجّع على الغش والانتحال.
وأكد مسؤولون في الإدارة أن الطلاب والمدرسين في مدينة نيويورك لم يعد بإمكانهم الوصول إلى البوت بدءاً من يوم الثلاثاء 3 يناير/ كانون الثاني 2023.
بررت الإدارة قرارها بالتأثير السلبي لهذا البوت على التعليم، حيث يمكن أن يستخدمه البعض لكتابة النصوص التي يصعب تمييزها ومعرفة أنها مكتوبة من قِبل بوت دردشة مدعوم بالذكاء الاصطناعي. بالإضافة إلى ذلك، أشارت الإدارة إلى المخاوف المتعلقة بسلامة المحتوى الذي يولده البوت، بعد أن تلقت العديد من شكاوى أولياء الأمور والمدرسين حول المحتوى الذي شعروا أنه غير مناسب للطلاب.
وقالت المتحدثة باسم إدارة التعليم في مدينة نيويورك جينا لايل لوسائل إعلام: "نظراً للمخاوف بشأن التأثيرات السلبية على تعلم الطلاب، والمخاوف المتعلقة بسلامة المحتوى ودقته، يُقيد الوصول إلى ChatGPT على شبكات وأجهزة المدارس العامة في مدينة نيويورك". وأضافت: "على الرغم من أن البوت قد يكون قادراً على تقديم إجابات سريعة للأسئلة بسهولة، فإنه لا يبني مهارات التفكير النقدي وحل المشكلات، والتي تعتبر ضرورية للنجاح أثناء التعليم وطوال الحياة".
في السياق نفسه، أكدت المتحدثة أن أي مدرسة يمكنها أن تتقدم بطلب للسماح بالوصول إلى البوت واستخدامه إذا كان الهدف هو دراسة التكنولوجيا التي استخدمت في تطويره.
اقرأ أيضاً: بوت تشات جي بي تي مبدع وسهل الاستخدام لكن مخاطره كثيرة
تأثير تشات جي بي تي على التعليم
تشات جي بي تي (ChatGPT) عبارة عن بوت دردشة يستخدم الذكاء الاصطناعي لإجراء محادثة مع المستخدمين، تم تطويره من قبل مختبر أبحاث الذكاء الاصطناعي أوبن أيه آي (OpenIA) واكتسب شعبية وانشاراً كبيراً، لدرجة أن توقف عن العمل نتيجة الضغط الكبير، حيث وصل عدد مستخدميه بعد 5 أيام فقط من إطلاقه إلى أكثر من مليون مستخدم.
لاحظ العديد من أولياء الأمور والمعلمين أن الطلاب يستخدمون هذا البوت من أجل الحصول على إجابات سريعة، وعادة ما تكون هذه الإجابات مأخوذة من مواقع الويب ويصعب التحقق من صحتها، كما أن بعض الطلاب استخدموا البوت لحل واجباتهم المنزلية في مختلف المواد وكتابة النصوص.
تبدو النصوص التي يولدها هذا البوت واقعية إلى حدٍ كبير، ويصعب تمييزها عن النصوص التي يكتبها البشر، لذلك، تلقت إدارات التعليم في عدد من الولايات والمدن الأميركية مطالبات بحظر الوصول إلى موقع البوت.
اقرأ أيضاً: ما الذي يجعل اعتماد بوتات الدردشة بدلاً من محركات البحث فكرة سيئة؟
كيف يستخدم الطلاب بوت تشات جي بي تي؟
يمكن أن يكون تشات جي بي تي أداة مفيدة للتعليم إذا تم استخدامه بطريقة صحيحة، لأنه قادر على معالجة اللغة الطبيعية وفهم أسئلة الطلاب والمدرسين والرد عليها.
يستطيع الطلاب استخدام البوت للحصول على مساعدة. على سبيل المثال، إذا كان لدى الطالب سؤال حول موضوع معين، يمكنه طرح السؤال على البوت وسيحصل على إجابة سريعاً. يمكن أن يكون هذا مفيداً جداً للطلاب الذين يواجهون صعوبة في فهم موضوع أو فكرة معينة ولا يجدون شخصاً يشرحها لهم.
لكن المشكلة هي أن الكثير من الطلاب يستخدمون البوت لحل واجباتهم دون أن يتعلموا طريقة حلها، أو يستخدمونه لكتابة النصوص المطلوبة منهم دون أي جهد، كما أنهم يثقون بكل الإجابات التي يقدمها البوت مع أنها قد تكون غير دقيقة.
اقرأ أيضاً: 9 تطبيقات مهمة لبوتات الدردشة في قطاع التعليم
ما مدى دقة المعلومات التي يقدمها تشات جي بي تي؟
تعتمد دقة أنظمة الذكاء الاصطناعي على نوعية البيانات التي تم التدرب عليها وعلى نوعية الاستعلام. حاول مطورو تشات جي بي تي استخدام بيانات دقيقة قدر الإمكان، لكنهم غير قادرين على توفير هذا النوع من البيانات لتغطية كل المواضيع. لذلك، يستعين البوت بالبيانات التي يجدها على مواقع الويب، وهذه البيانات قد لا تكون دقيقة، لذلك، يقدم البوت إجابات غير صحيحة أحياناً.
بالإضافة إلى ذلك، إذا كان السؤال أو النص الذي كتبه المستخدم معقداً بحيث يتعذر على تشات جي بي تي فهمه، فقد لا يتمكن من تقديم استجابة دقيقة. على سبيل المثال، يؤدي طرح سؤال يتطلب عدة خطوات أو تفكير معقد إلى إجابات غير دقيقة.
اقرأ أيضاً: كيف يمكن كشف النصوص التي يولدها الذكاء الاصطناعي؟
هل يجب السماح للطلاب باستخدام تشات جي بي تي؟
لا يمكن للحظر أن يكون حلاً للمشكلة، الحظر طريقة غير فعّالة في عالم اليوم، إذ يجب أن نسمح للطلاب باستكشاف هذا البوت وقدراته، لكن علينا تعليمهم عدم الثقة بإجاباته، ومحاولة فهم كل إجابة يقدمها، واستخدام محركات البحث وغيرها من المراجع للتحقق من المعلومات.
كيف يمكن منع النتائج التي تحمل محتوى غير لائق من الظهور للطلاب؟
لا توجد طريقة يمكن استخدامها لمنع المحتوى غير اللائق الذي يقدمه تشات جي بي تي، لذلك، أفضل طريقة هي أن يستخدم الطلاب البوت تحت إشراف المدرس أو ولي الأمر.