الرجاء تفعيل الجافاسكربت في متصفحك ليعمل الموقع بشكل صحيح.

لماذا أطلق دونالد ترامب عملته الرقمية؟ إليك القصة الكاملة وراء عملة TRUMB$

5 دقيقة
لماذا أطلق دونالد ترامب عملته الرقمية؟ إليك القصة الكاملة وراء عملة TRUMB$
حقوق الصورة: shutterstock.com/Evan El-Amin

يُعرف الرئيس السابع والأربعون للولايات المتحدة الأميركية دونالد ترامب بأنه رجل أعمال قبل أن يكون سياسياً، فبالإضافة إلى مهنته الرسمية الحالية رئيساً للولايات المتحدة الأميركية فإنه يُعدّ أيضاً من الأثرياء، حيث تبلغ ثروته الشخصية أكثر من 5 مليارات دولار، ومع ذلك لا يتأخر في الدخول إلى أي مجال من شأنه أن يزيد ثروته. ومن ضمن ما فعله أخيراً هو إطلاق عملته الرقمية المشفرة التي شهدت ارتفاعاً جنونياً في قيمتها السوقية بمجرد إطلاقها.

فما هي عملة ترامب$ TRUMB$؟ وهل ستكون لها فرصة لمنافسة العملات الرقمية المشفرة الأكثر شهرة؟ بالإضافة إلى ذلك، هل يعني إطلاق عملة ترامب أن الرئيس الجديد القديم لأقوى دولة في العالم سيكون من مناصري العملات الرقمية المشفرة كما يتوق إلى ذلك مجتمع العملات الرقمية المشفرة؟

ما هي عملة ترامب؟ وما هي مميزاتها الرئيسية؟

عملة ترامب (Trump Coin) والمعروفة رسمياً باسم ترامب$ (TRUMP$) هي عملة رقمية مشفرة أُطلقت حديثاً وترتبط بالرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب، وقد ظهرت أول مرة في 18 يناير 2025 أي قبل يومين فقط من تنصيبه رئيساً للولايات المتحدة الأميركية، وقد اكتسبت العملة اهتماماً واسعاً في سوق العملات الرقمية المشفرة، حيث بلغت قيمتها السوقية أكثر من 10 مليارات دولار بعد وقتٍ قصير من إطلاقها.

وتتميز عملة ترامب بالخصائص التالية:

  • تعمل على شبكة سولانا بلوك تشين (Solana Blockchain) المعروفة بإنتاجيتها العالية وتكاليف المعاملات المنخفضة، حيث كان الهدف من اختيار هذه الشبكة الاستفادة من قدراتها لتحسين أداء العملة.
  • يبلغ الحد الأقصى للعرض الإجمالي لعملة ترامب مليار عملة، وتحتفظ شركات تابعة لعائلة الرئيس ترامب بحصة تصل إلى نحو 80% من العملات التي من المقرر إطلاقها تدريجياً خلال فترة زمنية تصل إلى ثلاث سنوات، أي حتى عام 2028.
  • شهد سعر العملة تقلبات كبيرة ومتسارعة، حيث بلغ ذروته من حيث السعر عند نحو 74.59 دولاراً بعد وقتٍ قصير من إطلاقها قبل أن يستقر حالياً عن سعر 43 دولاراً.

اقرأ أيضاً: مراجعة تاريخية: متى كان الاستثمار في البيتكوين سيجعلك غنياً؟

وسط هذا الضجيج كلّه، هل عملة ترامب هي عملة رقمية مشفرة حقاً؟

تعتبر عملة ترامب$ (Trump$) من ضمن العملات الرقمية المشفرة التي توصف بأنها عملات ميم (Meme Coin) التي تُعرف بأنها عملات رقمية مشفرة مستوحاة من توجهات الإنترنت أو النكات أو الاتجاهات الثقافية. وبمعنى آخر، غالباً ما تكون لعملات الميم فائدة محدودة وتأتي قيمتها مدفوعة إلى حد كبير بمشاعر مجتمع الإنترنت والضجيج وتأييد المشاهير ومؤثري منصات التواصل الاجتماعي.

ومن أشهر الأمثلة على عملات الميم عملة دوجكوين (Dogecoin) التي اكتسبت شعبية كبيرة خلال الفترة الماضية على الرغم من أن ظهورها كان كمزحة، ويعتبر الملياردير إيلون ماسك من أشهر مؤيديها ومن الشخصيات البارزة التي تعمل على ترويج العملة عبر حسابه في منصة إكس المملوكة له.

مع الإشارة إلى أن عملات الميم المشفرة بطبيعتها شديدة التقلب في سعرها، ما يجعلها جذابة للمضاربة على المدى القصير، ولكنها تفتقر إلى حالات استخدام واضحة أو تطورات تكنولوجية للعملات المشفرة الأخرى مثل البيتكوين والإيثيريوم، لذلك توضّح الصفحة الرسمية لعملة ترامب$ أن العملة تهدف إلى التعبير عن الدعم وليست فرصة استثمارية، ومع ذلك غالباً قد لا يلقى الكثيرون بالاً لهذه التحذيرات وبالتحديد الوافدين الجدد إلى قطاع العملات الرقمية المشفرة.

وفيما يتعلق بعملة ترامب، فإنها صُمِمت بشكلٍ خاص للاستفادة من ثقافة الإنترنت وتُسوق كاحتفال بشخصية ترامب السياسية وقيم مؤيديه، مع التركيز على موضوعات مثل الفوز والمرونة، ويشير بوضوح إلى تركيز الرئيس الأميركي للاستفادة من الشعبية المتزايدة لقطاع العملات الرقمية المشفرة وتعزيز علامته التجارية مع الأجيال الشابة والإشارة إلى موقفه الداعم تجاه العملات الرقمية المشفرة.

اقرأ أيضاً: ما هي العملات الرقمية؟ وهل ستكون بديلاً للعملات الورقية التقليدية؟

ما هي دوافع الرئيس ترامب من إطلاق عملته الرقمية المشفرة في هذا التوقيت؟

يُعدّ الرئيس دونالد ترامب من أكثر الشخصيات السياسة التي تُسيّر الأمور وفقاً لما تقتضيه مصلحته الشخصية وهذا ينبع من عقليته الاستثمارية، حيث ظهر خلال فترة ولايته الأولى من أشد المعارضين للعملات الرقمية المشفرة وحتى وصفها بأنها عملية احتيال وكارثة محتملة تنتظر الحدوث، مشيراً إلى أنه لا يستثمر في البيتكوين والعملات الرقمية الأخرى.

ولكن خلال فترة حملته الانتخابية الحالية، بدا أكثر حماساً ومؤيداً كبيراً للعملات الرقمية المشفرة، ووعد في الحملة الانتخابية بجعل الولايات المتحدة عاصمة التشفير على هذا الكوكب من خلال إنهاء إجراءات الإنفاذ التي وضعها سلفه وتعيين من يشاركونه هذه الرؤية في المناصب الحكومية المنظمة لقطاع العملات الرقمية المشفرة. ونتيجة لذلك حصل على الكثير من التأييد وملايين الدولارات من التبرعات من مستثمري ومؤسسي العملات الرقمية المشفرة.

ولكن في خضم عشرات الأوامر التنفيذية التي وقّعها في يومه الأول رئيساً للولايات المتحدة الأميركية في 20 يناير 2025، كان غياب أي إشارة إلى صناعة العملات الرقمية المشفرة مفاجئاً بالنظر إلى حماسه الكبير تجاه الصناعة خلال حملته الانتخابية، ما أدّى إلى انخفاض في أسعار العملات الرقمية المشفرة الرئيسية مثل البيتكوين، والذي فُسِر على أنه علامة على خيبة أمل المستثمرين الذين توقعوا تدابير داعمة لصناعة العملات الرقمية المشفرة.

ومع ذلك، تذكر التقارير أن غياب أمر تنفيذي حول صناعة العملات الرقمية المشفرة عن أجندة الرئيس في يومه الأول ليس معناه أن الرئيس قد يتجاهل الأمر، بل هناك خطط فعلية لإصدار أمر تنفيذي من شأنه أن يرفع من مكانة صناعة العملات الرقمية المشفرة كأولوية وطنية، ومن المتوقع أن يهدف الأمر القادم إلى إنشاء مجلس استشاري للعملات الرقمية المشفرة وتشجيع التعاون بين الوكالات الحكومية وصناعة العملات الرقمية المشفرة.

اقرأ أيضاً: متى سيتم تعدين كل عملات البيتكوين؟ وماذا سيحصل للعملة حينئذ؟

ما هي مآلات دخول دونالد ترامب رئيساً في صناعة العملات الرقمية المشفرة؟

على الرغم من أن انخراط دونالد ترامب رئيساً حالياً في صناعة العملات الرقمية المشفرة قوبل بالكثير من الترحاب من قِبل مجتمع العملات الرقمية المشفرة، فإن بعض محللي الصناعة يحذّرون من أن هذه الخطوة ستكون لها عواقب وخيمة على الصناعة نفسها.

حيث يرى البعض أن إطلاق ترامب عملته الرقمية المشفرة ذات التأثير المحدود استثمارياً قد يقوض الصناعة ويؤدي إلى انتكاسة كبرى لصناعة تحاول جاهدة أن تؤخذ على محمل الجد بالنسبة للعديد من المستثمرين، كما أن الاهتمام المتجدد بعملات الميم لا يؤدي إلى تشويه مصداقية الصناعة فحسب، بل قد يجعل الأطر التنظيمية التي من المتوقع إقرارها أقل مصداقية.

وفي هذا الصدد يقول مؤسس صندوق سكاي بريدج (SkyBridge) الاستثماري أنتوني سكاراموتشي (Anthony Scaramucci): "أخطر شيء بشأن عملة ترامب هو ما سيأتي بعد ذلك، الآن يمكن لأي شخص في العالم إيداع الأموال بشكلٍ أساسي في الحساب المصرفي لرئيس الولايات المتحدة الأميركية ببضع نقرات، كل خدمة -جيوسياسية أو شركات أو شخصية- معروضة للبيع الآن في العلن".

علاوة على ذلك، يرى النقاد أن السلبيات المحيطة بعملة ترامب لا يمكن تجاهلها مثل:

  • احتفاظ شركة مملوكة لعائلة ترامب بحصة تصل إلى 80% من العملة ما يُثير تساؤلات حول إمكانية التلاعب بالأسعار.
  • التقلبات العالية للعملة مدفوعة بالضجيج والمضاربة تجعلها استثماراً محفوفاً بالمخاطر للمستثمرين.
  • المخاوف الأخلاقية المتعلقة بشأن إطلاق رئيس أميركي حالي لعملة لا أصول ثابتة لها، ما يطرح تساؤلاً عن مدى ملاءمة الاستثمار في عملة رقمية مشفرة مرتبطة بشخصية سياسية.

ولكن على الجانب الآخر، يرى بعض المحللين والمراقبين أن ولاية ترامب الثانية قد تعمل على إعادة تشكيل مشهد العملات الرقمية المشفرة في الولايات المتحدة بشكلٍ كبير مثل:

  • إجراء تعديلات على تدابير تنظيمية من شأنها أن تُخفف الأعباء المالية على شركات العملات الرقمية المشفرة ويشجّع على زيادة المشاركة في السوق.
  • إنشاء احتياطي فيدرالي لعملة البيتكوين، ما قد يُضفي الشرعية على العملة الرقمية الأشهر أصلاً عالمياً، ويعزّز قبولها بين المستثمرين والمؤسسات.

وعلى الرغم من التفاؤل الكبير في صناعة العملات الرقمية المشفرة مع تولي ترامب رئاسة الولايات المتحدة، فإن المحللين يحذّرون من أنه ينبغي أن تكون اللوائح التي المتوقع إصدارها واضحة ويمكنها دعم نمو الصناعة حتى بعد نهاية ولاية ترامب، حيث يحذّرون أنه دون وجود لوائح واضحة يتفق عليها الجميع فقد تلجأ الإدارات المستقبلية إلى إنشاء سياسات أكثر صرامة قد تحدُّ من وجود العملات الرقمية المشفرة بالكامل إن لم تجعلها تختفي.

المحتوى محمي