ما الفرق بين الواقع المعزز والهولوجرام؟

4 دقائق
ما هو الفرق بين الواقع المعزز والهولوجرام؟
حقوق الصورة: shutterstock.com/ ImageFlow

التواصل المرئي وأساليب توضيح الأشياء من أقدم التكنولوجيات التي عرفتها البشرية، حيث استخدم القدماء الصور الرسومية على الجدران وعلى الأحجار للتعبير والتواصل، ومنذ ذلك الحين تطورت هذه التكنولوجيات كثيراً وصولاً لعصرنا الحالي الذي شهد ظهور تكنولوجيات جديدة ومتطورة، مثل تكنولوجيا الواقع المعزز والهولوجرام، اللتين نقلتا عملية التواصل البصري إلى مستوى آخر تماماً.

وعلى الرغم من أن هاتين التكنولوجيتين تشبهان بعضهما إلى حد ما، حيث يمكن القول إنهما تؤديان نفس الغرض تقريباً، فإنه في الوقت نفسه تختلفان من عدة جوانب، مثل الطريقة التي تُستخدم فيها كل منهما لإنشاء الصور ثلاثية الأبعاد وخصائص تلك الصور نفسها. فما أبرز الفروقات بينهما وأبرز حالات استخدام كل منهما؟

ما هو الفرق بين الواقع المعزز والهولوجرام؟

تعد تقنية الهولوجرام (Hologram)، والتي يُطلق عليها أيضاً التصوير المجسم أو الصورة العاكسة ثلاثية الأبعاد، نوعاً خاصاً للصورة ثلاثية الأبعاد التي يمكن رؤيتها بالعين المجردة من خلال استخدام تكنولوجيا تصوير تسجل الضوء المنتشر من جسم ما وعرضها كصورة ثلاثية الأبعاد، أو بمعنى آخر، هي صورة ثلاثية الأبعاد قائمة بذاتها يتم إنشاؤها بإسقاط ضوئي، وتختلف عن تكنولوجيا الواقع المعزز في أنها لا تحتاج إلى نظارات خاصة، حيث تستطيع رؤية الصور المجسمة بالعين المجردة لأنها بنية فيزيائية يتم إنشاؤها باستخدام أشعة الليزر أو الضوء المحايد.

بينما تُعتبر تكنولوجيا الواقع المعزز (Augmented Reality) نسخة محسّنة من العالم المادي الحقيقي يتم تحقيقها من خلال استخدام العناصر المرئية الرقمية أو الصوت أو المحفزات الحسية الأخرى، وبمعنى آخر هي عبارة عن تصوير ثلاثي الأبعاد للعناصر يتم إنشاؤها بواسطة الحاسوب، يقدم إحساساً بالوجود الحقيقي بشكل مقارب للواقع، حيث يتلقى الأشخاص معلومات إضافية بصرياً، وتبدو الأبعاد الثلاثة التي تم إنشاؤها كما لو كانت موجودة بالفعل معهم، ولهذا السبب يُطلق عليها واقع لأنه "يعزز" المحيط بالمحتوى الافتراضي.

الاختلاف الرئيسي بين كل من تقنية الهولوجرام وتكنولوجيا الواقع المعزز هو وجود الكائن وطريقة رؤيته، حيث نجد في تقنية الهولوجرام أن الصورة المجسمة التي يتم إنشاؤها يمكن رؤيتها بالعين المجردة، لأنها بنية فيزيائية تستخدم حيود الضوء لإنشائها، بعكس تكنولوجيا الواقع المعزز التي تتطلب في معظم الأحيان ارتداء نظارات خاصة للحصول على الإحساس الغامر الذي يوفره.

اقرأ أيضاً: ما هي تقنية الهولوجرام وكيف تعمل؟

أبرز جوانب المقارنة بين الهولوجرام والواقع المعزز

مع أن كلتا التكنولوجيتين تنتجان نفس النتيجة تقريباً من خلال إضافة صورة ثلاثية الأبعاد للواقع المحيط، ولكن لدى كل منهما تكنولوجيا منفصلة في طريقة إنشاء الصورة وطريقة عرضها والأجهزة والبرامج المطلوبة. وفيما يلي أبرز جوانب المقارنة بين التكنولوجيتين:

خصائص الصورة

  • تقنية الهولوجرام: الصورة ثلاثية الأبعاد موجودة بالفعل وتطفو في الجو، ويمكن رؤيتها مباشرة بالعين المجردة دون استخدام أي أجهزة إضافية، مثل النظارات ثلاثية الأبعاد أو عبر شاشة الهاتف الذكي.
  • تكنولوجيا الواقع المعزز: الصورة المعروضة هي ثلاثية الأبعاد تماماً، مع إضافة الكائن المضاف (المعزز) إلى العالم الحقيقي، والذي يمكن رؤيته باستخدام نظارات الواقع المعزز المخصصة، أو عبر شاشة ثلاثية الأبعاد مخصصة، أو شاشات الهاتف الذكي التي تتيح لك تحريك الكائن في جميع الاتجاهات.

متطلبات الأجهزة

تحتاج تقنية الهولوجرام العديد من الأجهزة لعرض الصور ثلاثية الأبعاد، بدءاً من الكاميرات المستخدمة لالتقاط صور للكائن، وجهاز العرض الذي سيعرضه. بشكل عام فإن بعضاً من أهم الأجهزة المطلوبة في تقنية الهولوجرام هي: الكاميرات، وأجهزة الحاسوب، وجهاز التحكم عن بُعد، وجهاز إنشاء مصدر الضوء.

بينما تتطلب تكنولوجيا الواقع المعزز أجهزة أيضاً ولكنها قليلة في عددها وتُكلف أقل من الأجهزة اللازمة لتقنية الهولوجرام، وأبرز الأجهزة التي تمكنك من رؤية كائنات الواقع المعزز، هي أجهزة عروض التصوير المجسم، مثل: مايكروسوفت هولو لنز (Microsoft HoloLens)، والنظارات الذكية، مثل، أوكولوس جيست 2 (Oculus Quest 2).

متطلبات البرنامج

تحتاج تكنولوجيا الواقع المعزز إلى البرمجيات لإنشاء الكائن الافتراضي وتطبيقه على الواقع، والبرامج الأكثر حاجة إليها في أي نظام واقع معزز هي برنامج لتشغيل ودمج الصور لتشكيل الكائن. من ناحية أخرى، تعتبر تقنية الهولوجرام مرنة للغاية في نوع البرمجيات المطلوب، واختلاف الأجهزة اللازمة لعرض الصورة الثلاثية الأبعاد.

اقرأ أيضاً: ما مميزات وعيوب تقنية الهولوجرام؟

أنواع تقنية الهولوجرام

تتفوق تقنية الهولوجرام على تكنولوجيا الواقع المعزز بسبب أنواعها المتعددة المختلفة، حيث يمكن للمستخدم إنشاء الصور المجسمة باستخدام عدة أنواع من أجهزة العرض التي تتناسب مع إمكانات المستخدم، ما يجعلها أكثر مرونة من تكنولوجيا الواقع المعزز، علاوة على ذلك يتم تصنيفها أيضاً اعتماداً على جهاز العرض، والتي تشمل:

مجالات استخدام تقنية الهولوجرام والواقع المعزز

تستخدم تقنية الهولوجرام وتكنولوجيا الواقع المعزز في مجالات مختلفة، وتهدفان إلى التوصل إلى نفس النتيجة، وهما قادرتان على تطبيقها واستخدامها في نفس مجالات الحياة، ولكن هناك مواقف لن تتمكن أي منهما من إعطاء النتيجة المناسبة أو تحقيقها بشكل يرضي المستخدمين، وتختلف هذه المواقف وفقاً لقدرات التكنولوجيا والخصائص. وبعض المجالات الشائعة التي يمكن فيها تطبيق كلتا التقنيتين تشمل: التعليم، والإعلان، والمتاحف، والطقس، والخرائط، وعلم الفلك، والتدريب، والترفيه.

اقرأ أيضاً: كيف تحوّل تقنية الهولوجرام التعليم إلى عملية ممتعة وفعّالة؟

وهناك بعض المجالات التي يتم فيها استخدام تقنية واحدة تعطي نتائج أفضل من التكنولوجيا الأخرى بسبب قدرتها ومناسبتها للموقف. على سبيل المثال، في الترفيه يصعب استخدام تكنولوجيا الواقع المعزز لأنه يجب أن يكون لدى الشخص جهاز محمول يدعم تطبيق الواقع المعزز المحدد، أو يجب شراء نظارة واقع معزز والتي تعتبر مكلفة إلى حد ما، ومن ناحية أخرى تستخدم تقنية الهولوجرام لإنتاج صورة ثلاثية الأبعاد واحدة فقط.

ختاماً، كان الاتصال المرئي ولا يزال واحداً من أهم مكونات حياة الناس، حيث يوجد محتوى مرئي في جميع مجالات حياتنا تقريباً، ومن ثم تعد تقنية الهولوجرام وتكنولوجيا الواقع المعزز من أكثر التي يصب التمييز بينها والمستخدمة في هذا المجال، حيث لديهما العديد من العناصر المشتركة، وتنتجان محتوى متشابهاً. ومن خلال هذه المقارنة يمكن الاستنتاج أنه لا يوجد فائز محدد بين التقنيتين، حيث لكل منهما قدرات مختلفة تجعلها مناسبة بحسب الغرض الذي تستخدم من أجله.

المحتوى محمي