العلاج الجيني يتغلب على إدمان الميثامفيتامين

1 دقيقة
الميثامفيتامين البلّوري؛ وهو عقار غير قانوني ويسبب الإدمان الشديد.

لطالما اعتُبر العلاج الجيني -الذي يقوم بتعديل الحمض النووي للشخص- طريقةً لعلاج الأمراض الوراثية، بالإضافة إلى علاج السرطان في الآونة الأخيرة، ولكن فريقاً من جامعة أركنساس للعلوم الطبية يعتقد أن بإمكانه استخدام نفس هذه الفكرة في علاج الإدمان، من خلال إبطال حالة النشوة التي يُحدثها الميثامفيتامين.

قام إيريك بيترسون (الأستاذ المشارك في علم الأدوية الصيدلانية وعلم السموم) وزملاؤه بعزل أحد الجينات، والذي يقوم بترميز أضداد لمضاد الميثامفيتامين داخل فيروس معدَّل وراثياً، فيولِّد الجسم أجساماً مضادة للميثامفيتامين عند حقن العلاج، والتي ترتبط بجزيئات الميثامفيتامين الموجودة في مجرى الدم وتحصرها؛ مما يمنعها من الانتقال إلى الدماغ وإثارة المشاعر الممتعة. وقد أظهر الباحثون أن العلاج استمر عند الفئران لأكثر من ثمانية أشهر، مما يقلِّل من كمية الميثامفيتامين في الدماغ والآثار المنشِّطة التي يسببها الدواء.

ويقول بيترسون إن الأمل يكمن في إمكانية استخدام دواء يعتمد على هذا النهج -مع العلاجات السلوكية- في علاج الأشخاص الذين يدمنون الميثامفيتامين، كما أنه إذا حاول الناس أن يستخدموا الميثامفيتامين بعد تلقي العلاج الجيني، فلن يشعروا بالنشوة التي يتوقعونها.

ويقدر عدد مستخدمي الميثامفيتامين في عام 2015 بنحو 897 ألف شخص بعمر 12 عاماً أو أكثر، وذلك وفقاً لآخر مسح وطني حول استخدام الأدوية والصحة، كما أن أكثرهم يعانون من اضطراب تعاطي الدواء؛ وهي حالة يتداخل فيها الاستخدام المتكرر للدواء مع صحة الشخص أو عمله أو مدرسته أو حياته المنزلية.

تقول إنجفيلد أولسن (وهي أمينة الجمعية الأميركية لطب الإدمان، والمدير الطبي لمعاهد موارد السلوكيات التي تتخذ من بالتيمور مقراً لها) إنها متحمِّسة لهذا البحث؛ لأن هناك حاجة إلى علاج إدمان الميثامفيتامين، لكنها تضيف أن معرفة مدى فعالية هذا الأمر عند الأشخاص سابقة لأوانها.

وقد كانت هناك محاولات على مر السنين لاستخدام أساليب علاجية مماثلة للمنشطات الأخرى؛ مثل لقاح من أجل الكوكايين؛ تقول أولسن إن هذه الجهود كافحت لنقلها من الاختبارات الحيوانية إلى البشر، كما أن بعض الأدوية التي تم اختبارها في التجارب السريرية لم تكن فعالة بقدر ما كانت عند الفئران.

وهناك أيضاً احتمال أن يأخذ الأشخاص الذين تلقوا العلاج الجيني كميةً أكبر من الميثامفيتامين لمحاولة الشعور بالنشوة التي اعتادوا الحصول عليها، وتقول أولسن إن من الواجب على الباحثين الذين سيقومون بإجراء تجربة سريرية في المستقبل أن يهتموا لهذا الأمر.

المحتوى محمي