الخبر
بدأ وصول الأكسجين وغيره من الإمدادات الطبية الحيوية إلى الهند، التي تواجه حالياً واحدة من أشد أزمات كوفيد-19 التي شهدتها أي دولة حتى الآن. وقد سجلت البلاد يوم الإثنين الماضي -ولليوم الخامس على التوالي- رقماً قياسياً عالمياً في عدد حالات الإصابة اليومية الجديدة؛ حيث أعلنت السلطات عن 352,991 حالة إصابة و2,812 حالة وفاة. ومع ذلك، يكاد يكون من المؤكد أن الرقم الحقيقي أعلى من ذلك بكثير؛ إذ ترجح النماذج التي وضعها باحثون من معهد القياسات الصحية والتقييم التابع لجامعة واشنطن أن العدد الحقيقي لحالات الإصابة اليومية الجديدة في الهند يقدر الآن بالملايين.
التوقعات
الوضع خطير؛ فقد انهار نظام الرعاية الصحية في معظم أنحاء الهند، ولم تعد أسرّة وحدات العناية المركزة تكفي المرضى الجدد. كما نَفِدَ الأكسجين من المستشفيات؛ ما جعل المرضى يتعرضون للاختناق. وكذلك تم تحويل مواقف السيارات إلى مواقع حرق جماعية للجثث.
المساعدات في الطريق
بدأت المساعدات تتدفق على الهند من مختلف أنحاء العالم. ووعدت منظمة الصحة العالمية ببذل كل ما في وسعها، وذلك بعدما وصف مديرها العام تيدروس أدهانوم غيبريسوس الوضع بأنه "أكثر من مؤلم". وقالت المنظمة إنها تُرسل خزانات الأكسجين واللوزام المختبرية والمستشفيات الميدانية إلى الهند، بالإضافة إلى نشر 2,600 خبير للعمل جنباً إلى جنب مع مسؤولي الصحة المحليين.
الأكسجين
نشرت وزارة الشؤون الخارجية الهندية تغريدة على موقع تويتر تُظهر صوراً لأجهزة تنفس صناعي وأجهزة توليد أكسجين وصلتها يوم الثلاثاء الماضي من المملكة المتحدة. ومن المقرر أن تُرسل المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة إمدادات مماثلة قريباً.
اللقاحات
وعدت الولايات المتحدة بإرسال المواد الخام اللازمة لتصنيع لقاح أسترازينيكا، بالإضافة إلى أجهزة تنفس صناعي ومعدات حماية ومجموعات اختبار. كما تعهدت بإرسال بعض الجرعات غير المستخدمة من لقاح أسترازينيكا، الذي تخزن منه أميركا 60 مليون جرعة، ولكن بعد مراجعة معايير السلامة الخاصة بها أولاً (على الرغم من أن لقاح أسترازينيكا قد تم ترخيصه بالفعل من قبل الجهات التنظيمية في الهند).
كيف ستؤثر المساعدات؟
رغم أن هذه المساعدات مفيدة، إلا أن العلماء يقولون إنها لن تحدث سوى "تأثير محدود" في الأزمة التي تشهدها الهند. وقد يتفاقم الوضع بسبب ظهور سلالة جديدة من الفيروس تُسمى ( B.1.617)، والتي تحمل بعض أوجه التشابه مع اثنين من السلالات الفيروسية الأخرى الأكثر قابلية للانتقال واللتان ظهرتا في جنوب إفريقيا وولاية كاليفورنيا. لكن الخبراء يقولون إن هناك عوامل أخرى ساهمت في هذا الوضع؛ حيث خففت الحكومة القيود المفروضة بسرعة بالغة ومنحت الأولوية لتصدير اللقاحات. وحتى الآن لم تعد الهند بعد إلى فرض الإغلاق على المستوى الوطني.