بيانات جديدة: الشباب أيضاً معرّضون لخطر الإصابة بالتأثيرات الشديدة لفيروس كورونا

3 دقائق

الفكرة الأولية

أشارت أولى البيانات الواردة من الصين إلى أن أكثر من يتعرّض للتأثيرات الشديدة والوفيات الناجمة عن مرض كوفيد-19 هم كبار السنّ، وأن الأشخاص الأصغر سناً هم في مأمن نوعاً ما من تلك التأثيرات.

الفكرة الجديدة 

تُظهر بيانات جديدة من الولايات المتحدة وأوروبا خلاف تلك الفكرة الأولية. ففي 18 مارس، أصدرت المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها تقريراً جديداً يحلّل حالات الإصابة بفيروس كورونا في الولايات المتحدة بين 12 فبراير و16 مارس. ويُظهر التقرير أن 38% من المرضى الذين بلغت إصابتهم حدّ دخول المستشفى كانوا بعمر أقل من 55 سنة. 

وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، قال مسؤول وزارة الصحة الفرنسية، جيروم سالومون، إن نصف مرضى فيروس كورونا الذين كانوا يتلقّون العلاج في وحدات العناية المركّزة في باريس، والذين تراوح عددهم بين 300 إلى 400 مريض، بلغت أعمارهم أقل من 65 عاماً. ووفقاً للأرقام التي تم عرضها في ندوة للمتخصّصين في العناية المركّزة، فإن نصف مرضى وحدات العناية المركّزة بسبب فيروس كورونا في هولندا كانوا أصغر من 50 عاماً.

وقال كليمنت تشاو، الباحث الشاب في علم الوراثة بجامعة يوتا الأميركية والمصاب بمرض كوفيد-19، في تغريدة نشرها على تويتر حول معاناته: "نحن في الحقيقة لا نعرف الكثير عن هذا الفيروس. أنا شاب ولست من ذوي الخطورة العالية، لكنني بحالة سيئة للغاية في وحدة العناية المركّزة".

عدم إدراك الشباب لخطورة الأمر

في مؤتمر صحفي عُقد في البيت الأبيض يوم الأربعاء 12 مارس، حذّرت ديبورا بيركس، منسّقة الاستجابة في فريق العمل لمواجهة فيروس كورونا في الولايات المتحدة، من التقارير المثيرة للقلق الواردة من فرنسا وإيطاليا حول تعرّض الشباب "للمرض الشديد جداً في وحدات العناية المركّزة". وقالت إن الفئات العمرية الشابّة على وجه التحديد لا تأخذ الفيروس على محمل الجدّ.

وقال الرئيس الأميركي دونالد ترامب مؤكّداً تحذيرها: "لا نريدهم أن يتجمّعوا، ولكنني أراهم يتجمّعون، سواءً في الشواطئ أو المطاعم. إنهم لا يدركون خطورة ذلك، ويشعرون بأنهم منيعون على الإصابة".

نتائج تقرير مراكز مكافحة الأمراض

يغطي تقرير مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها 4226 حالة إصابة بمرض كوفيد-19. وكما هو الحال في الصين، كانت النسبة الأعلى من التأثيرات الشديدة هي عند كبار السن، حيث كانت نحو 80% من الوفيات هي عند الأشخاص الأكبر من 65 سنة. ولكن النسبة المئوية للمرض المعتدل أو الشديد الذي يتطلب دخول المستشفى تقترب من التساوي بين كبار السن والشباب، حيث كان 53% من الذين دخلوا وحدات العناية المركّزة و45% من الذين دخلوا المستشفى بعمر 65 عاماً أو أكثر.

ويقول الباحثون في التقرير: "توضّح هذه البيانات الأولية أن المرض الشديد الذي يؤدي إلى الوفاة ودخول المستشفى، بما في ذلك وحدة العناية المركّزة، يمكنه أيضاً أن يحدث عند البالغين من أي عمر عند إصابتهم بمرض كوفيد-19".

أما بالنسبة للأطفال، فيشير تقرير الولايات المتحدة أن الذين أصيبوا بالمرض بعمر 19 سنة أو أقل كانت أعراضهم خفيفة عموماً، مع عدم وجود حالات تستدعي دخول المستشفى تقريباً. ووجد تقرير نُشر مؤخراً في مجلة بيدياتريكس Pediatrics درس عدداً أكبر بكثير من الأطفال في الصين بأن معظمهم تعرّضوا للمرض بشدة تتراوح بين الخفيفة والمتوسطة.

قيود التقرير

ذكر الباحثون أن نتائج التقرير تخضع لخمسة قيود على الأقل، أهمها عدم وجود بيانات حول بعض العوامل الأساسية عند بعض الحالات، مثل أعمار الأشخاص ومآل حالاتهم، وقصر الفترة التي غطّاها التقرير، والتي لم تسمح بمتابعة الحالات التي كانت ما تزال مصابة، واحتمال مبالغة التقرير في تقدير أعداد الإصابة بالمرض الشديد بسبب منهجية الفحوصات التي تستهدف أشخاصاً معيّنين، وعدم توافر بيانات حول الأمراض الأخرى وقت إجراء التحليل. 

ويقول خبراء الصحة العامة إنه من الصعب مقارنة أرقام المصابين بفيروس كورونا حسب الفئات العمرية في مختلف البلدان في هذه المرحلة بسبب الأعداد المحدودة التي تمت دراستها وبسبب الاختلافات المرتبطة بالبيئة أو نمط الحياة أو التركيبة السكانية أو أي شيء آخر مرتبط بالفيروس نفسه. فقد تكون هذه النتائج ناجمة عن وجود مدخنين بأعداد كبيرة بين المصابين أو أن الأشخاص يعانون من أمراض أخرى أو يعيشون في مناطق صناعية تجعلهم أكثر عرضة للتأثر بالمشاكل التنفسية. 

ومع ذلك، تشير الأرقام بكل وضوح إلى أن الجميع معرّضين للخطر، حتى لو كانوا بأعمار شابّة. وبالتالي، يجب على كافة الأشخاص اتخاذ أقصى تدابير الوقاية لإبطاء انتشار الفيروس وحماية نظام الرعاية الصحية من الإجهاد ومنع الفيروس من الوصول إلى الفئات الأكثر عرضة للخطر.

المحتوى محمي