كيف سيغيّر الذكاء الاصطناعي مستقبل الحروب والصراعات العسكرية؟

3 دقائق
كيف سيغيّر الذكاء الاصطناعي مستقبل الحروب والصراعات العسكرية؟
حقوق الصورة: shutterstock.com/ Daniel Megias

إن فكرة جمع البيانات من أجهزة الاستشعار ومعالجتها بواسطة خوارزميات قادرة على توجيه الأسلحة آلياً لاستهداف العدو بسرعة هي مجال تنافس عسكري بين القوى العظمى، وقد تم تضخيمه بعد التطورات الكبيرة التي شهدها الذكاء الاصطناعي.

يحاول الكثيرون تخيل كيف ستكون الحروب والصراعات العسكرية في المستقبل مع استمرار تطور الذكاء الاصطناعي، لكن لا أحد يعرف ما الذي سيحدث، فهناك الكثير من الفرضيات التي تبدو مجرد خيال علمي، ولن نخوض في هذه الفرضيات طالما أنها لا تستند إلى معلومات حقيقية، بل سنناقش ما نحن متأكدون منه، إذ ينحصر ذلك في خمس حقائق رئيسية.

اقرأ أيضاً: ما أسباب ازدهار شركات الذكاء الاصطناعي في القطاع العسكري؟

1. الدول الكبرى تطوّر الذكاء الاصطناعي للاستخدامات العسكرية

في عام 2018، أطلقت وزارة الدفاع الأميركية مركز الذكاء الاصطناعي المشترك (Joint Artificial Intelligence Center) المعروف اختصاراً بـ (JAIC)، الهدف من هذا المركز هو استكشاف استخدامات الذكاء الاصطناعي، وخاصة الحوسبة المتطورة وشبكات الاتصالات المدعومة بالذكاء الاصطناعي، في ساحة القتال.

في شهر مارس/ آذار 2023، طلبت وزارة الدفاع الأميركية لميزانية 2024 مبلغ 1.8 مليار دولار أميركي لتطوير الذكاء الاصطناعي، كما طلبت مبلغ 1.4 مليار دولار لتطوير الأسلحة المستقلة وشبه المستقلة.

إن تطوير أنظمة الذكاء الاصطناعي للاستخدامات العسكرية لا ينحصر في الولايات المتحدة الأميركية فقط، فالصين أيضاً تسعى لأن تصبح رائدة في مجال الذكاء الاصطناعي. وفي روسيا، يتوقع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن من سيتفوق في الذكاء الاصطناعي سوف يحكم العالم.

اقرأ أيضاً: ما الدور الذي تلعبه أسلحة الذكاء الاصطناعي في الحرب الروسية الأوكرانية؟

2. الذكاء الاصطناعي سيحدث تغييرات كبيرة في الحروب

هناك بعض المؤشرات التي تؤكد أن الأسلحة المدعومة بالذكاء الاصطناعي سوف تُستخدم على نطاقٍ واسع في المستقبل، من بين هذه المؤشرات العدد الكبير من الطائرات دون طيار التي يتم استخدامها في الحروب، فبين عامي 2009 و2017، انخفض عدد الجنود الأميركيين المشاركين في العمليات القتالية، فيما ازداد عدد الضربات التي يتم تنفيذها باستخدام الطائرات دون طيار عشرة أضعاف.

يتوقع الكثيرون أن الأسلحة ذاتية القيادة المدعومة بالذكاء الاصطناعي ستحدث تغييرات كبيرة في طبيعة الحروب والصراعات العسكرية، فالبعض يقول إنها ستحدث الثورة الثالثة في الحروب بعد الثورة الأولى التي أحدثها استخدام البارود والثورة الثانية التي حدثت بعد تطوير القنبلة النووية. هذا الاعتقاد يعود إلى قدرة الأسلحة ذاتية القيادة على تغيير موازين القوى في الحرب، تماماً كما حدث حين تم استخدام البارود والقنابل النووية.

اقرأ أيضاً: هل سيحل الذكاء الاصطناعي محل البشر في اتخاذ القرارات العسكرية؟

3. الأسلحة ذاتية القيادة لن تظهر في المستقبل القريب

لا توجد حالياً أسلحة ذاتية القيادة تماماً قادرة على اتخاذ قرارات عسكرية بمفردها دون تدخل بشري، ولن تكون هذه الأسلحة متاحة في المستقبل القريب، يعود السبب في ذلك إلى أن الذكاء الاصطناعي يعمل بشكلٍ جيد في الظروف التي تم تدريبه عليها، لكن في الظروف المتغيرة، كما هو الحال في أرض المعركة، فإنه يرتكب الكثير من الأخطاء.

مع تطور التعلم الآلي، قد يتم تطوير أسلحة ذاتية القيادة تماماً واستخدامها في الصراعات المسلحة، لكن ذلك لن يحدث قريباً.

اقرأ أيضاً: ليس خيالاً علمياً: الذكاء الاصطناعي صار قادراً على قراءة أفكارك

4. الأسلحة شبه ذاتية القيادة تتطور بسرعة

حالياً، لا يهدف تطوير الذكاء الاصطناعي للاستخدامات العسكرية إلى إنتاج أسلحة ذاتية القيادة تماماً، بل لإنتاج أسلحة شبه ذاتية القيادة، والتي تُعرف أيضاً باسم الأسلحة ذاتية القيادة الخاضعة للإشراف البشري، فهي عبارة عن أسلحة مدعومة بالذكاء الاصطناعي تم تصميمها للطيران أو السير أو الغوص أو جمع المعلومات أو مهاجمة أهداف العدو، لكنها خاضعة لإشراف البشر.

أبرز مثال على هذه الأسلحة هي الطائرات المسيَّرة الأميركية المستخدمة في الحروب، هذه الطائرات يتم إطلاقها وتوجيهها من قِبل طيارين بشر عن بُعد، لكنها مدعومة بكاميرات وأجهزة استشعار ورصد تجمع المعلومات وتحللها بواسطة الذكاء الاصطناعي.

في الأعوام القادمة، من المتوقع ظهور المزيد من هذه الأسلحة، وسوف تكون عنصراً أساسياً لدعم العسكريين البشر في أرض المعركة ومساعدتهم على جمع البيانات وتحديد الأهداف المعادية واستهدافها بدقة وسرعة أكبر.

اقرأ أيضاً: 15 صفة يختلف فيها الذكاء الاصطناعي عن الذكاء البشري

5. الذكاء الاصطناعي سيشارك في الحرب السيبرانية

الحروب ليست محصورة في أرض المعركة فقط، بل هناك حروب افتراضية تجري في الفضاء السيبراني، يتم من خلالها تنفيذ هجمات سيبرانية لجمع المعلومات عن العدو أو استهداف بنيته التحتية.

سوف يؤدي الذكاء الاصطناعي دوراً كبيراً في الحرب السيبرانية، حيث يمكن استخدامه لتنفيذ هجمات أكثر فاعلية، كما سيتم استخدامه للحماية من الهجمات السيبرانية.

المحتوى محمي