الذكاء الاصطناعي يرسم مستقبل عملية التوظيف في الشركات

4 دقائق
الذكاء الاصطناعي في التوظيف
حقوق الصورة: شترستوك. تعديل إم آي تي تكنولوجي ريفيو العربية.

يدرس موظفو الموارد البشرية مئات وربما آلاف السير الذاتية، لاختيار المرشح الأنسب لشركتهم. يتطلب هذا الأمر منهم جهداً كبيراً ووقتاً طويلاً. منذ عقد تقريباً، ومع التقدم التكنولوجي، بدأت الشركات باستخدام خوارزميات الذكاء الاصطناعي للبحث عن أفضل المواهب بشكل أسرع. لكن التوسع الأكبر لاستخدام الذكاء الاصطناعي في عملية التوظيف كان خلال العامين الماضيين بسبب انتشار فيروس كورونا، ما اضطر الشركات للعمل عن بعد، واستخدام التكنولوجيا في إيجاد الموظفين المثاليين.

الذكاء الاصطناعي والتوظيف

بدأت العديد من الشركات من حول العالم باستخدام أنظمة الذكاء الاصطناعي التي تؤدي عمل موظفي الموارد البشرية، وقد أثبتت هذه الأنظمة كفاءتها في تقييم المتقدمين للشواغر الوظيفية، وتحديد الموهوبين، واختيار المرشح المثالي، بالإضافة إلى أتمتة المهام اليدوية في عملية التوظيف.

تم تصميم هذه الأنظمة لتبسيط جزء من سير عمل التوظيف أو أتمتته، خاصة المهام الروتينية التي تتطلب جهداً كبيراً ووقتا طويلاً، وذلك بالاستفادة من قاعدة بيانات التوظيف الخاصة بشركة معينة والتعلم الآلي، لتكوين رؤية حول نوعية الموظفين المرغوبين في هذه الشركة، واختيار المناسب لاحقاً.

اقرأ أيضاً: نصائح لكتابة سيرة ذاتية تنال إعجاب الذكاء الاصطناعي

الفوائد التي يمكن جنيها من تولي الذكاء الاصطناعي مهام التوظيف

سيحسّن الذكاء الاصطناعي جودة التوظيف من خلال قدرته على استخدام البيانات للمطابقة بين خبرة المرشحين ومعرفتهم ومهاراتهم، وبين متطلبات الوظيفة.

التأكد من المتقدم الأكثر ملاءمة

يمكن للذكاء الاصطناعي تقييم السير الذاتية القوية، ومن خلال الاتصال بالإنترنت، يمكنه جمع معلومات أكثر عن المتقدمين، وتحديد أهدافهم ومهاراتهم ودوافعهم، ما يساعد صاحب العمل على تحديد الأفضل للوظيفة، والذي سيكون أكثرهم إنتاجية والتزاماً بأخلاقيات العمل.

التعرف على المهارات الواجب تطويرها

بإمكان الذكاء الاصطناعي التعرف على المهارات والمواهب التي سيحتاج الباحثون عن عمل إلى اكتسابها وذلك من خلال منصات التوظيف. 

التحقق من السير الذاتية بدقة

أصبح بالإمكان تصنيف ومسح المئات من السير الذاتية المرسلة لكل وظيفة شاغرة بدقة، بالاستفادة من أنظمة تتبع المتقدمين التي تبحث في مواقع التوظيف عبر الإنترنت ومنصات التواصل الاجتماعي.

عمليات اختيار سريعة

يضيع الوقت الأكبر لموظفي الموارد البشرية في عملية دراسة السير الذاتية وغربلتها وتقييمها للعثور على المتقدم الأفضل والأنسب للوظيفة. في المقابل يتمتع الذكاء الاصطناعي بقدرة لا مثيل لها على التدقيق بسرعة في بيانات المرشحين للوظيفة، إذ يمكنه البحث في قاعدة بيانات التوظيف بأكملها للحصول على أفضل مرشح مطابق في غضون ساعات. أضف إلى ذلك، إجراء الاتصالات وجدولة المقابلات ومن ثم اختيار الأفضل.

تحديد المرشحين الأكثر استهدافاً

يمكن عبر الذكاء الاصطناعي ربط المزيد من المرشحين المؤهلين بالوظائف والمؤسسات المناسبة، وذلك من خلال تمكين عمليات البحث المستهدفة حسب المسمى الوظيفي والتعليم والعمر والخلفية والراتب والدخل والأنشطة الاجتماعية والوضع الأسري والموقع وغيرها.

على الرغم من تلك الفوائد، إلا أن استخدام الذكاء الاصطناعي في التوظيف له بعض العيوب، فهو يقيد التفاعل البشري، ويخلق نوعاً من المسافات بين الموظف وصاحب العمل، لكن ذلك يقتصر على المرحلة الأولى فقط، وبذلك تفوق فوائده عيوبه.

اقرأ أيضاً: هل يمكن اعتماد التوظيف باستخدام الذكاء الاصطناعي أم أنه في حاجة للتدقيق؟

تحديات تطبيق الذكاء الاصطناعي في التوظيف

يواجه تطبيق الذكاء الاصطناعي في التوظيف عدة عقبات فهو:

  1. يتطلب الكثير من البيانات لتعلم كيفية محاكاة الذكاء البشري بدقة، ومعرفة كيفية فحص السير الذاتية مثل الموظف البشري، فقد يتطلب عدة مئات إلى عدة آلاف من السير الذاتية لوظيفة معينة.
  2. يمكن أن يتعلم التحيزات البشرية في التوظيف، مثل التحيز نحو عمر معين أو جنس أو عرق، على الرغم من تدريبه بعيداً عن هذا السلوك.
  3. يشكك أخصائيّو الموارد البشرية بكفاءة وأهمية أنظمة الذكاء الاصطناعي في جعل وظيفتهم أسهل، ويرغبون في التأكد من قدرة النظام على القيام بعمل جيد قدر الإمكان.

اقرأ أيضاً: أدوات التوظيف التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي تثير قلق مناصري حقوق ذوي الهمم

بعض التقنيات المستخدمة

تتعدد نماذج الذكاء الاصطناعي المستخدمة في التوظيف بحسب الغرض منها: 

برنامج الفحص الذكي

يعمل برنامج الفحص الذكي على أتمتة فحص السير الذاتية للمتقدمين، بناءً على التعلم الآلي من قاعدة بيانات السير الذاتية الحالية الخاصة بشركة معينة. ويحدد المرشحين الناجحين وغير الناجحين بناءً على أدائهم ومدة عملهم. ويتعلم من خبرة الموظفين الحاليين ومهاراتهم وصفاتهم الأخرى، ويطبق هذه المعرفة على المتقدمين الجدد من أجل الترتيب التلقائي لأقوى المرشحين.

يمكن للبرنامج أيضاً إثراء السير الذاتية للمرشحين باستخدام مصادر البيانات العامة حول أصحاب العمل السابقين وكذلك ملفاتهم الشخصية على وسائل التواصل الاجتماعي. تتميز هذه البرامج بأنها لا تعطل سير عمل الشركة أو سير عمل المرشح، وتتطلب الحد الأدنى من دعم تكنولوجيا المعلومات.

بوتات الدردشة

تسرّع بوتات الدردشة المدعومة بالذكاء الاصطناعي عملية التوظيف، وتوفر تفاعلاً آنيّاً مع المتقدم للوظيفة من خلال طرح الأسئلة بناءً على متطلبات الوظيفة، وتقديم الملاحظات والتحديثات واقتراح الخطوة التالية المناسبة. فهي بذلك تُبقي انطباعاً جيداً عند المتقدم عن الشركة، لكونها تعطيه ردوداً سريعة عن استفساراته.

المقابلات الرقمية

شاع إجراء مقابلات العمل عبر الإنترنت في السنوات الأخيرة، لكن هذه المهمة تُركت للذكاء الاصطناعي في الكثير من الشركات، وبات يختبر اختيارات المرشح للكلمات وأنماط الكلام وتعبيرات الوجه لتقييم مدى ملاءمته للوظيفة، أو الشركة وثقافتها.

اقرأ أيضاً: هل يمكن لشركة توظيف تستخدم الذكاء الاصطناعي أن تتنبأ بتنقُّلاتك الوظيفية؟

شركات توظيف تعتمد الذكاء الاصطناعي

إذا كنت صاحب عمل وترغب في تولي الذكاء الاصطناعي مهمة موظفي الموارد البشرية، أو جزءاً منها، يمكنك الاستعانة بإحدى هذه الشركات:

هاير ڤو HireVue

طورت شركة «هاير ڤو» لبرامج الموارد البشرية نموذج ذكاء اصطناعي، تحاول عن طريقه التخلص من التحيز البشري في عملية التوظيف. يعمل النظام عن طريق استخراج ما يصل إلى 25 ألف نقطة بيانات من مقابلات الفيديو. يفحص الإشارات المرئية واللفظية من المرشحين، ويقارن اختيار الكلمات وحركات الوجه ولغة الجسد ونبرة الصوت للمساعدة في تحديد أفضلهم. يستخدم نظام الذكاء الاصطناعي هذا مقاطع الفيديو المسجلة مسبقاً للمتقدمين للوظائف، ويطرح عليهم أسئلة المقابلة عبر كاميرا الويب وميكروفون الحاسوب، ويستفيد من الحركات والإجابات للتقييم.

بايميتريكس Pymetrics

تستخدم شركة أخرى، تسمى «بايميتريكس»، برمجيات الذكاء الاصطناعي في عمليات التوظيف الأولية لعدد من الشركات التي تتعامل معها. إذا رأى نموذج الذكاء الاصطناعي أن المرشح مناسب، فسيقوم الموظف البشري المختص بإجراء مقابلة شخصية.

هايرد سكور HiredScore

توفر شركة «هايرد سكور» حلول توظيف تعتمد على الذكاء الاصطناعي، تتكامل بسلاسة مع أنظمة الموارد البشرية الحالية للعملاء، تضمن تسجيل المرشح حسب احتياجات كل شركة. وتساعد في مراجعة معلومات المرشحين للوظائف الشاغرة الجديدة بسرعة وبكل سهولة، كما أن منصة التوظيف الخاصة بالشركة ملائمة للهاتف المحمول.

ميا سيستم Mya Systems

تستخدم شركة «ميا سيستم» بوتات الدردشة لتبسيط عملية التوظيف بالنسبة للشركات. يوجه نظام هذه الشركة المرشحين أثناء عملية التوظيف بأكملها، بدءاً من بداية بحثهم عن وظيفة وحتى إيجادها وإجراء المقابلة. تستفيد أنظمة هذه الشركة من أساليب معالجة اللغة الطبيعية وفهمها للسماح بمحادثة طبيعية مع المرشحين.

المحتوى محمي