كيف تستخدم تطبيقات بث الموسيقى الذكاء الاصطناعي لتحسين تجربة المستخدم؟

3 دقائق
كيف تستخدم تطبيقات بث الموسيقى الذكاء الاصطناعي لتحسين تجربة المستخدم؟
حقوق الصورة: شترستوك. تعديل إم آي تي تكنولوجي ريفيو العربية.

تتطور صناعة الموسيقى ويتغير المزاج العام للجمهور باستمرار وبسرعة كبيرة، هذا الأمر يفرض على شركات بث الموسيقى استخدام أحدث التكنولوجيات التي تساعد على معرفة توجهات الجمهور وتقديم التوصيات الأفضل حسب رغبته وتفضيلاته، ولا يوجد أفضل من تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي لتحقيق هذه الغاية.

يمكن بفضل الذكاء الاصطناعي دراسة سلوك كل مستخدم وتقييمه، ومعرفة ما يفضله وما يريد الاستماع له، وهذا يساعد على اقتراح موسيقى وأغانٍ يفضلها وتناسبه تماماً، بدلاً من تقديم التوصيات بشكلٍ عشوائي.

لا يعد استخدام الذكاء الاصطناعي من قبل خدمات بث الموسيقى أمراً جديداً ، إذ تستخدم العديد من الشركات الذكاء الاصطناعي منذ فترة طويلة، مثل شركة "سبوتيفاي" (Spotify) و"آبل ميوزك" (Apple Music) و"أمازون ميوزك" (ِ Amazon Music) و"أنغامي" (Anghami).

كيف تستخدم شركات بث الموسيقى الذكاء الاصطناعي؟

تقوم شركات بث الموسيقى بجمع بيانات ملايين المستخدمين كل يوم. وتستخدم تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي لتحليل هذه البيانات بغرض تحسين التوصيات وزيادة المشاركة والتنبؤ بسلوك المستخدم.

تقترح التطبيقات مجموعة من الأغاني والمقاطع الموسيقية على الصفحة الرئيسية. تعتبر هذه القائمة مميزة للغاية ومفيدة للجميع، إذ لا يتم اقتراح نفس القائمة لجميع المستخدمين، بل تكون هذه القائمة مخصصة وحصرية لكل مستخدم، وذلك حسب اختياره الشخصي وسجل الاستماع والأغاني التي يهتم بها. 

معظم الأغاني والمقاطع الموسيقية التي يقترحها التطبيق لم يستمع لها المستخدم في السابق، لكنها تنال إعجابه كونها تطابق تفضيلاته ونوع الموسيقى التي يحبها ويهتم بالاستماع لها، وكلما قام المستخدم بتغيير سلوكه والاستماع إلى أنواع أخرى من الموسيقى، سيقوم التطبيق بتعديل القائمة واقتراح أغانٍ أو موسيقى جديدة عليه.

خوارزميات التوصية

تستخدم كل شركة مجموعة من التكنولوجيات والبرمجيات وتتعاون مع شركات أخرى لتطوير قدرة الذكاء الاصطناعي على التوصية، وذلك من خلال خوارزميات التصفية التي تفحص وتقيم قوائم التشغيل التي أنشأها المستخدم والقوائم التي يستمع إليها. هذه الخوارزميات تعدل قوائم الاقتراحات والتوصيات وتضيف أو تحذف الأغاني منها حسب سلوك المستخدم.

اقرأ أيضاً: كيف تتحكم الخوارزميات فيما نراه على فيسبوك؟

معالجة اللغات الطبيعية

معالجة اللغات الطبيعية هي الطريقة التي تتعلم من خلالها الآلات توليد وفهم لغة البشر الطبيعية، هذه المعالجة ضرورية للغاية من أجل فهم كلمات أو عبارات البحث التي يكتبها المستخدمون، وتقديم نتائج بحث ذات صلة بما يريدونه.

بالإضافة إلى فهم كلمات وعبارات البحث، تقوم هذه التكنولوجيا القائمة على الذكاء الاصطناعي بفهم وقراءة البيانات الوصفية للأغاني والمقاطع الموسيقية وأرشفتها بشكل صحيح من أجل تحسين عملية البحث.

كل ذلك يساعد على جعل عملية البحث سريعة وفعالة في تقديم نتائج تطابق تماماً ما يبحث عنه المستخدم واستبعاد أي نتائج أخرى.

من خلال معالجة اللغات الطبيعية للبشر، يمكن فهم كلمات الأغاني وبالتالي تصنيفها من أجل المساعدة في البحث عنها من خلال كلماتها، ففي كثير من الأحيان، لا يعرف المستخدم اسم الأغنية التي يريد الاستماع إليها، وقد لا يعرف اسم الفنان أيضاً، فيقوم بكتابة بعض كلمات الأغنية التي يذكرها في خانة البحث.

في هذه الحالة، تستطيع الخوارزميات البحث ومطابقة الكلمات والعثور على الأغنية أو الأغاني التي ترد فيها الكلمات التي بحث عنها المستخدم، ما يجعل تجربة البحث في تطبيقات الموسيقى مفيدة للغاية.

يمكن أن يساعد فهم كلمات الأغاني ومعانيها في تصنيف الأغنية مع مجموعة أغانٍ أخرى ضمن فئة محددة، على سبيل المثال، من خلال معرفة لغة الأغنية واللهجة، تقوم الخوارزميات بإنشاء قوائم تضم أغاني إنجليزية أو إسبانية أو عربية، كما تتعرف الخوارزميات على اللهجات مثل اللهجة الإنجليزية البريطانية أو الأميركية، كما يمكن من خلال فهم معاني الأغاني تصنيفها ضمن فئة أغانٍ رومانسية أو أغانٍ وطنية أو أغانٍ للحفلات وغيرها من التصنيفات المتنوعة التي تتناسب مع تفضيلات المستخدمين.

بالإضافة إلى فهم كلمات الأغاني وتصنيفها حسب اللغة واللهجة والمعاني، تستطيع الخوارزميات تصنيف الموسيقى حسب مستواها ونوعيتها، لذلك، ستجد في تطبيقات بث الموسيقى مجموعة متنوعة من تصنيفات الموسيقى الصاخبة أو الهادئة أو الحزينة وغيرها.

اقرأ أيضًا: كيف يكون الحال عند تأليف كتاب بمشاركة الذكاء الاصطناعي؟

الفرص والتحديات التي تواجه تطبيقات بث الموسيقى

مع ازدياد عدد الأشخاص الذين يستمعون للموسيقى من خلال هذه التطبيقات، هناك فرصة لتطوير واستخدام المزيد من الطرق التي تساعد في تحسين التوصيات وتقديم مزايا أفضل.

يقدم الذكاء الاصطناعي مجموعة متنوعة من الفرص، من أهمها:

  • تحليل البيانات بكفاءة وفعالية لتقديم تجربة مخصصة لكل مستخدم.
  • المساعدة في تقديم توصيات واقتراحات للاستوديوهات وشركات إنتاج الموسيقى من أجل إنتاج موسيقى تطابق اهتمامات الجمهور.
  • توفير التقنيات المستخدمة لشركات أخرى من أجل الاستفادة منها.

على الرغم من ذلك، من المحتمل  أن تواجه الشركات بعض التحديات مثل:

  • يجب أن تحرص الشركات على تقديم نوعية موسيقى جيدة، وبدلاً من التوصية دائماً بنوع موسيقى يطابق اهتمامات المستخدم، يجب مساعدته على اكتشاف أنواع أخرى من الموسيقى التي قد تعجبه.
  • يجب الحرص على عدم إغضاب المعجبين أو الفنانين عندما يتطلعون إلى الاستثمار في الشركات.
  • على الرغم من أن الذكاء الاصطناعي مفيد في تقديم توصيات جيدة، لكن ذلك لا يجب أن يكون على حساب الإبداع، ويجب دائماً العمل على دعم الفنانين الجدد وإعطائهم فرصة للوصول إلى الجمهور.
  • يجب أن تتبع الشركات سياسة خصوصية تلتزم بحماية البيانات وتمنع استخدامها في مجالات غير معلن عنها.

المحتوى محمي