هل تجد نفسك أحياناً غارقاً في أكوام الكتب، تتساءل متى ستتمكن من قراءة كل ما ترغب فيه؟ لست وحدك في هذا الشعور. ففي ظل التوصيات التي لا تنتهي وقوائم القراءة المتزايدة وضغوط الحياة اليومية، قد يصعب حتى على أكثر القراء التزاماً تخصيص وقت كافٍ للقراءة.
لكن لحسن الحظ، ظهرت أدوات الذكاء الاصطناعي لتكون عوناً لنا، بعض هذه الأدوات تتيح تلخيص الكتب وشرحها، أو تحويلها إلى كتب صوتية، أو البحث في الويب عن معلومات داعمة وشروحات لها.
سواء كنت شخصاً عادياً يسعى إلى التعلم في أثناء التنقل، أو طالباً يرغب في قراءة بعض الكتب، أو قارئاً شغوفاً يطمح إلى إنهاء مجموعته المفضلة من الكتب قبل نهاية العام، ستجد في السطور التالية مجموعة من الأدوات التي لا تهدف إلى استبدال متعة القراءة، بل إلى تبسيطها وتسهيلها.
اقرأ أيضاً: لا تحظروا الذكاء الاصطناعي: علموا الطلاب استخدامه
1. ريدوايز ريدر (Readwise Reader)
يعد ريدوايز ريدر تطبيقاً مفيداً للقراء الذين يدونون عادة الملاحظات ويسلطون الضوء على الأفكار ويضيفون التعليقات في أثناء القراءة. فهو يجمع كل ما تحفظه من كتب ومقالات ومحتوى ويب في مكان واحد بشكل منظم، ويتيح العودة إليها بسهولة وفي أي وقت.
يضم التطبيق مساعداً ذكياً يدعى غوست ريدر Ghostreader، يعمل على تلخيص المستندات المحفوظة تلقائياً، ويربط المفاهيم المتشابهة في مكتبتك، فيساعدك على بناء شبكة معرفية مترابطة. كما يعتمد على تقنية "التكرار المتباعد" لمساعدتك على ترسيخ المعلومات واسترجاعها لاحقاً، وذلك من خلال إعادة تكرار المعلومات كل فترة في أوقات متباعدة.
اقرأ أيضاً: كيف يعيد الذكاء الاصطناعي تشكيل تجربة التعلم؟
2. سبيتشيفاي (Speechify)
سبيتشيفاي هو تطبيق جيد للقراء الذين يفضلون الاستماع إلى المحتوى بدلاً من قراءته، أو لأولئك الذين يرغبون في متابعة القراءة أثناء ممارسة أنشطتهم اليومية مثل التنقل أو الرياضة أو إعداد الطعام. أو حتى للأشخاص الذين لا يعرفون القراءة أو يعانون فقداناً أو ضعفاً في النظر. يعتمد التطبيق على الذكاء الاصطناعي لقراءة النصوص في الكتب والمقالات وصفحات الإنترنت بصوت طبيعي، مع دعم عدد كبير من اللغات، من بينها اللغة العربية.
يتميز التطبيق أيضاً بتوفيره أكثر من مئتي خيار صوتي، من بينها أصوات لشخصيات مشهورة مثل سنوب دوغ وغوينيث بالترو، كما يستطيع المستخدمون تخصيص نبرة الصوت بما يتناسب مع أسلوبهم، سواء كان رسمياً أو حوارياً.
على الرغم من أن النسخة المجانية قد تبدو فيها الأصوات آلية بعض الشيء، لكن الترقية إلى النسخة المدفوعة تمنحك أصواتاً أكثر واقعية وجودة.
من أبرز ميزات التطبيق دعمه خاصية التعرف الضوئي إلى الحروف OCR، التي تتيح تصوير المستندات أو الصفحات أو حتى الملاحظات المكتوبة بخط اليد، ثم تحويلها إلى صوت يقرأ مباشرة، وهي ميزة مفيدة جداً للطلاب.
اقرأ أيضاً: وضع الدراسة في تشات جي بي تي: هل فوائده تفوق مضاره؟
3. بيربليكيستي
بيربليكيستي هو محرك بحث مدعوم بالذكاء الاصطناعي، مفيدة جداً للقراء الذين يفضلون التعمق في الموضوعات واستكشاف خلفياتها، يعتمد على الذكاء الاصطناعي للبحث في الإنترنت، ويعرض نتائج مدعومة بمصادر واضحة، كما يتيح التحقق من المعلومات أثناء القراءة.
يستخدم بيربليكيستي بشكل واسع في إجراء الأبحاث واستخراج أحدث الأفكار والمقالات من الويب وعرضها مع روابطها الأصلية، ما يمنح رؤية دقيقة لمصدر كل معلومة. وهو مفيد بشكل خاص لمن يسعى إلى تجاوز الملخصات السطحية، ويرغب في فهم الأسباب وراء المفاهيم التي يقرأها.
على سبيل المثال، في أثناء قراءة كتاب مثل "معضلة المبتكر"، قد ترغب في معرفة كيف تنطبق مبادئه على الشركات الناشئة في الوقت الراهن. بدلاً من البحث اليدوي في عشرات الصفحات، يمكنك ببساطة أن تطلب من بيربليكيستي تلخيص دراسات حالة حديثة أو تقديم أمثلة واقعية لشركات تطبق هذه الاستراتيجيات اليوم.
يعد بيربليكيستي تحولاً نوعياً في تجربة القراءة، خاصة لقراء الكتب غير الروائية والباحثين والمهتمين بالتحقق من الحقائق، أو توسيع نطاق فهمهم للموضوعات المعقدة بطريقة سريعة وموثوقة.
اقرأ أيضاً: كيف تستخدم الذكاء الاصطناعي لتأليف الكتب وتصميمها؟
الذكاء الاصطناعي لا يلغي متعة القراءة، بل يعززها
القراءة كانت ولا تزال تجربة شخصية، والذكاء الاصطناعي لا يمكن أن يحل محلها، بل يجعلها أكثر سهولة. من مساعدتك على تدوين وحفظ الأفكار الرئيسية وتلخيصها، إلى تحويل النصوص إلى صوت يمكن الاستماع إليه في أي وقت، إلى البحث المتعمق عن المعلومات ومصادرها، تحدث أدوات الذكاء الاصطناعي نقلة نوعية في طريقة قراءة الكتب والمقالات.
الغاية من هذه الأدوات ليست في استبدال الكتاب أو تقليص متعة القراءة، بل جعل التجربة أكثر تخصيصاً وأكثر توافقاً مع نمط حياتك وطريقتك في التعلم.