6 أدوار يؤديها الذكاء الاصطناعي للتنبؤ بالنوبات القلبية

3 دقائق
6 أدوار يؤديها الذكاء الاصطناعي للتنبؤ بالنوبات القلبية
حقوق الصورة: shutterstock.com/Iaremenko Sergii

تبرز القيمة الكبرى للذكاء الاصطناعي في قدرته على مساعدة الأطباء ومقدمي الرعاية الطبية. من بين هذه التسهيلات الطبية التي يقدّمها هي القدرة على التنبؤ بالنوبات القلبية وغيرها من الأمراض القلبية بدقة قبل سنوات من حدوثها بفضل الخوارزميات التي يطورها الباحثون.

استخدام الذكاء الاصطناعي للتنبؤ بالنوبات القلبية

فيما يلي بعض الطرق التي يُستخدم فيها الذكاء الاصطناعي للتنبؤ بالنوبات القلبية:

قياس تراكم اللويحات التاجية

طوّر باحثون من مركز سيدارس سيناي (Cedars-Sinai) الطبي أداة مدعومة بالذكاء الاصطناعي تتنبأ بدقة باحتمال إصابة شخص بنوبة قلبية خلال خمس سنوات، بناءً على كمية اللويحات في الشرايين التي تزوّد القلب بالدم ومعدل تكوينها، وكانت الأداة قادرة على التنبؤ بالأحداث القلبية وإظهار كيف يتغير احتمال حدوثها بمرور الوقت.

تفسير صور القلب 

دُربت عدة نماذج ذكاء اصطناعي، ومنها الذي طوّرته سيدارس سيناي أيضاً، على تفسير صور القلب، وبالتالي التنبؤ بفرصة حدوث أحداث قلبية مثل الوفاة أو الأزمة القلبية أو الحاجة إلى علاج عاجل للقلب والأوعية الدموية. 

بالاعتماد على صور الأشعة السينية للقلب أيضاً، يمكن للذكاء الاصطناعي التنبؤ بخطر الوفاة بسبب نوبة قلبية أو سكتة دماغية بعد 10 سنوات، وذلك بحسب ما ورد بأحد اجتماعات الجمعية الإشعاعية لأميركا الشمالية.

قياس تدفق الدم 

استخدم باحثون من المعاهد الوطنية للصحة الأميركية الذكاء الاصطناعي لقياس تدفق الدم بشكلٍ فوري ودقيق، بالاعتماد على صور الرنين المغناطيسي للقلب، ما يمكن أن يساعد على التنبؤ بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية.

تشخيص النوبات القلبية 

طوّر فريقٌ دولي من الباحثين نموذج تعلم آلي يستخدم قراءات مخطط كهربية القلب (ECG) لتشخيص وتصنيف أسوأ أنماط النوبات القلبية التي يصعب على الأطباء اكتشافها، بشكلٍ أسرع وأكثر دقة من الأساليب الحالية.

أظهرت خوارزمية ذكاء اصطناعي أخرى تُسمَّى (CoDE-ACS) طوّرها باحثون من جامعة إدنبره، إمكانية تقليل التشخيص الخاطئ وعدم المساواة بين المرضى من ناحية العمر والجنس والمشكلات الصحية الأخرى، من خلال تشخيص النوبات القلبية بسرعة ودقة تصل إلى 99.6%، وهي أدق من أي خوارزمية أخرى.

الكشف المبكر عن الرجفان الأذيني

تُستخدم فحوصات تخطيط كهربية القلب الموجهة بالذكاء الاصطناعي أيضاً للكشف عن اضطراب نظم القلب (الرجفان الأذيني) قبل ظهور أي أعراض. 

التنبؤ بالوفاة 

يمكن للذكاء الاصطناعي التنبؤ بالوقت المحتمل لوفاة مرضى القلب أيضاً.

اقرأ أيضاً: خوارزمية تماثل في أدائها أداءَ أطباء القلب في الكشف عن النوبات القلبية

فوائد تطبيق الذكاء الاصطناعي في رعاية صحة القلب

يحسّن الذكاء الاصطناعي للتنبؤ بالنوبات القلبية نتائج مرضى القلب ويقلل عبء مرضهم، ويعود بفوائد عديدة على المرضى، بما في ذلك:

  • إن قدرة الذكاء الاصطناعي على تحديد الأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بنوبة قلبية مميتة قبل سنوات من حدوثها يسمح بالتدخل والعلاج المبكر، ما قد يمنع حدوث النوبة.
  • بسبب قدرة الذكاء الاصطناعي على قياس تدفق الدم وتراكم اللويحات في الشرايين بدقة، يمكن أن يسهم في التنبؤ بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية عن طريق المساعدة على تفسير نتائج التصوير المقطعي المحوسب
  • تحديد أنماط المرض التي لا يمكن رؤيتها بالعين المجردة، ثم استخدام هذه الأنماط للتنبؤ بالتشخيص الصحيح.
  • إن نماذج الذكاء الاصطناعي التي تقرأ صور الأشعة تساعد الأطباء على التشخيص بدقة وكفاءة أكبر.
  • تكامل تقنيات الذكاء الاصطناعي مع عمل الأطباء، ما يسمح لهم بقضاء المزيد من الوقت مع مرضاهم واتخاذ قرارات أكثر استنارة.

اقرأ أيضاً: أداة جديدة يمكنها اكتشاف السكتة القلبية عن طريق الإصغاء إلى التنفس

القيود أمام تطبيق الذكاء الاصطناعي في رعاية مرضى القلب

يواجه تطبيق الذكاء الاصطناعي في رعاية مرضى القلب والتنبؤ بالنوبات القلبية بعض القيود التي يجب أخذها في الاعتبار. ومنها:

الخصوصية وجودة وكمية البيانات الطبية المتوفرة

تتطلب خوارزميات الذكاء الاصطناعي كمية كبيرة من البيانات عالية الجودة لتحسين دقتها، لكن الحصول على البيانات الطبية أمر صعب بسبب مخاوف تتعلق بالخصوصية تحيط باستخدام بيانات المرضى.

محدودية الوصول إلى تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي 

لا يستطيع مقدمو الرعاية الصحية جميعهم الوصول إلى تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، ما قد يحدُّ من استخدامها في الكثير من المناطق والبلدان من حول العالم بهدف التنبؤ بالنوبات القلبية.

الافتقار للقدرة على تفسير النتائج 

قد يكون من الصعب على البعض تفسير خوارزميات الذكاء الاصطناعي، ما قد يجعل من الصعب على مقدمي الرعاية الصحية فهم كيفية وصول الخوارزمية إلى تنبؤاتها.

اقرأ أيضاً: الذكاء الاصطناعي يتنبأ بمرض باركنسون قبل 7 سنوات من ظهوره

دقة محدودة 

على الرغم من أن الذكاء الاصطناعي أظهر نتائج واعدة في التنبؤ بالنوبات القلبية، فإن دقته ليست مثالية. وقلّة قليلة فقط من الخوارزميات أظهرت دقات عالية ومقبولة، وبالتالي ما زالت الخوارزميات في حاجة إلى تطويرات مستمرة.

تحديات تخطيط كهربية القلب 

بينما يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي لتحليل بيانات تخطيط كهربية القلب للمساعدة على تشخيص أمراض القلب والأوعية الدموية، لا تزال هناك تحديات وقيود يجب أخذها في الاعتبار، مثل الحاجة إلى بيانات تخطيط كهربية القلب عالية الجودة، بالإضافة إلى إمكانية الحصول على نتائج إيجابية أو سلبية كاذبة.

عدم القدرة على حصر العوامل جميعها

قد لا تتمكن أدوات الذكاء الاصطناعي من مراعاة العوامل جميعها التي تسهم في الإصابة بأمراض القلب، مثل عوامل نمط الحياة والنظام الغذائي وممارسة الرياضة.

التحيز

قد تتدرب خوارزميات الذكاء الاصطناعي على بيانات متحيزة؛ فقد لا تكون البيانات ممثلة لفئات المرضى كلها. فعلى سبيل المثال، تختلف ميزات تخطيط القلب بين الأجناس.

اقرأ ايضاً: الذكاء الاصطناعي يتخيل أدوية لم يرها أحد من قبل ولكن ماذا عن فعاليتها؟

على الرغم من أهمية تطبيق الذكاء الاصطناعي للتنبؤ بالنوبات القلبية، فإن دقته لم تصل إلى المثالية، لذلك لا يمكن الاعتماد عليه فقط دون الرجوع لرأي الطبيب المختص.

المحتوى محمي