الذكاء الاصطناعي هو فرع من علوم الحاسوب، هدفه إنشاء آلات أو برامج يمكنها أداء المهام التي تتطلب الذكاء البشري، مثل التعلم والتفكير وحل المشكلات وصنع القرار والإبداع. للذكاء الاصطناعي العديد من الاستخدامات في مختلف المجالات، بما في ذلك تطوير الألعاب.
تطوير الألعاب هو عملية إنشاء ألعاب الفيديو التي يتم تشغيلها على الحواسيب أو وحدات التحكم أو الأجهزة المحمولة.
في هذه المقالة، سنكتشف كيف يستطيع الذكاء الاصطناعي أن يساعدنا في المراحل المختلفة لتطوير اللعبة.
كيف يساعد الذكاء الاصطناعي في مراحل تطوير اللعبة؟
قد تختلف مراحل تطوير كل لعبة حسب نوعها وتعقيدها، لكن الألعاب جميعها تمر عموماً بهذه المراحل:
1. فكرة اللعبة
فكرة اللعبة هي المفهوم أو الرؤية الأولية لما ستدور حوله اللعبة، والنوع الذي ستنتمي إليه، والجمهور الذي ستستهدفه، والأهداف التي ستحققها، والميزات التي ستقدّمها.
قد تكون فكرة اللعبة مستوحاة من مصادر مختلفة، مثل التجارب الشخصية أو الألعاب الموجودة مسبقاً أو الكتب أو الأفلام.
يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي للحصول على أفكار للألعاب، وأفضل طريقة لذلك هي استخدام بوتات الدردشة التي يمكنها إنشاء أو اقتراح أفكار الألعاب بناءً على مدخلات المطور أو تفضيلاته. فيما يلي بعض أفضل بوتات الدردشة المناسبة لهذا الغرض:
- تشات جي بي تي: بوت دردشة يمكن استخدامه لإنشاء أفكار ألعاب عشوائية أو بناءً على النوع أو القصة أو الحالة المزاجية.
- جوجل بارد (Google Bard): بوت دردشة يمكن استخدامه لإنشاء أفكار للألعاب بناءً على أسئلة المستخدم أو الأفكار أو القصص.
- بيلد بوكس ستوري غيم (BuildBox StoryGame): أداة ذكاء اصطناعي من تطوير شركة بيلد بوكس الأميركية لتطوير الألعاب، هدفها مساعدة المطورين على إنشاء أفكار الألعاب بسهولة.
اقرأ أيضاً: كيف يؤثّر الذكاء الاصطناعي في صناعة الأفلام؟
2. تصميم مكونات اللعبة المرئية
مرحلة التصميم هي المرحلة الثانية من تطوير أي لعبة، وتتضمن إنشاء أجزاء ومكونات اللعبة، مثل الشخصيات والبيئات والأشياء والأصوات والموسيقى والحوار وواجهة المستخدم وعناصر التحكم.
لتصميم مكونات اللعبة، يمكن استخدام أدوات مدعومة بالذكاء الاصطناعي لتحويل النص إلى صورة (Text to Image) أو تحويل النص إلى نماذج ثلاثية الأبعاد (Text to 3D) يمكنها إنشاء صور أو نماذج واقعية بناءً على أوصاف نصية. فيما يلي أفضل هذه الأدوات:
- دال-إي 2 (2 DALL·E): هو نموذج ذكاء اصطناعي يمكنه إنشاء صور من النص باستخدام نموذج توليدي متقدم.
- ميدجورني (Midjourney): أداة ذكاء اصطناعي يمكنها إنشاء صور واقعية أو غير واقعية حسب الطلب.
- سبلاين (Spline): أداة تصميم نماذج ثلاثية الأبعاد مجانية تُتيح للمستخدمين إنشاء النماذج في المتصفح.
اقرأ أيضاً: إليك أبرز أدوات تحويل النص إلى صورة بالذكاء الاصطناعي
3. برمجة اللعبة
الطريقة الثالثة لاستخدام الذكاء الاصطناعي في تطوير الألعاب هي استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي التي يمكنها كتابة أو إنشاء تعليمات برمجية انطلاقاً من تعليمات نصية باللغة الطبيعية. فيما يلي أفضل هذه الأدوات:
- كود إكس (CodeX): برنامج ذكاء اصطناعي يمكنه كتابة التعليمات البرمجية بأكثر من لغة، كما يمكنه تصحيح الأخطاء في الكود البرمجي وتفسيره.
- غيت هاب كوبايلوت (GitHub Copilot): أداة ذكاء اصطناعي تابعة لشركة مايكروسوفت الأميركية، يمكنها إنشاء ومراجعة التعليمات البرمجية وتحسينها باستخدام التعلم الآلي.
- جوجل بارد: بوت دردشة مدعوم بالذكاء الاصطناعي يمكنه إنشاء تعليمات برمجية بأكثر من لغة، بالإضافة إلى تصحيح الأخطاء وتفسير الكود.
اقرأ أيضاً: هل سيقضي تشات جي بي تي على مهنة البرمجة؟
هل سيحلُّ الذكاء الاصطناعي مكان مطوري الألعاب؟
يمكن أن يقدّم الذكاء الاصطناعي فائدة كبيرة لمطوري الألعاب، حيث يساعدهم في جوانب مختلفة من تطوير اللعبة، مثل توليد الأفكار وتصميم المكونات والبرمجة، هذا يجعل عملية تطوير الألعاب أكثر سهولة، ويُتيح للمطورين التركيز على الجانب الإبداعي أكثر.
لن يستطيع الذكاء الاصطناعي أن يحل محل مطوري الألعاب في المستقبل، وذلك لأن مطوري الألعاب يجب أن يتمتعوا بالرؤية والإبداع والعاطفة والمهارات اللازمة لإنشاء ألعاب فريدة وجذابة، وجميعها صفات بشرية لا يمكن نقلها للآلات أو البرامج.
اقرأ أيضاً: هل يحل الذكاء الاصطناعي محل المصممين الإبداعيين؟
هذا يعني أن دور الذكاء الاصطناعي في تطوير الألعاب سينحصر في مساعدة المطورين فقط من أجل تحقيق أهدافهم، وليس بديلاً عنهم، ما يبرز أهمية أن يتبنى مطورو الألعاب الذكاء الاصطناعي كأداة وليس كتهديد.